Archive

حركة أحرار البحرين

الشهيد عباس الشاخوري يقدم شهادة للتاريخ:

حركة أحرار البحرين الإسلامية – 11/04/2007 – 14:58 | مرات القراءة: 1281 print_page-8390388 send_f-9497683   

انها حرب متواصلة ضد أهل البحرين سقط عباس الشاخوري شهيدا في معركة الكرامة بين اهل البحرين والعائلة الخليفية المستبدة. انها معركة متواصلة بين الطرفين، بدأ الشهداء يتساقطون فيها تباعا على مدى عقود: استشهدوا تحت التعذيب (سعيد الاسكافي، السيد علي أمين محمد، نوح خليل آل نوح)، وبالرصاص الغادر في المسيرات (حميد قاسم، عبد القادر الفتلاوي، حسين العشيري، فاضل عباس مرهون، علي طاهر، محمد رضا الحجي وغيرهم)، وبالغازات الخانقة (زهراء كاظم، عقيل الصفار) وبالقتل العمد في اطار الضرب الاستباقي للتخويف وارسال الرسائل للنشطاء (مهدي عبد الرحمن وعباس الشاخوري).

فما دامت حالة الحرب قائمة بين ا هل البحرين والعائلة الخليفية الجائرة، فكل من سقط فيها من جانب الشعب فهو شهيد. ها هو دمك يستنهض الهمم ويطالبنا جميعا بالمفاصلة مع هذه العائلة المجرمة، كما فعلت، انت بعبوسك في وجوههم، ومقابلتهم بالاستخفاف والازدراء. فهم أتفه من ان ينالوا من وجهك ابتسامة.
سلام على روحك الطاهرة يا شهيد الشاخورة الثاني، فلقد لقيت ربك ولم تعرف قاتلك بالاسم، ولكنك تعرفه بالهوية والانتماء. فهو أحد الوحوش المفترسة بفرق الموت التابعة للقصر الملكي، والمخولة عمل ما تشاء بدون حساب، والمحمية بقوانين أشد قسوة ووحشية من القانون 56 الذي يحمي الجلادين والقتلة. فما أكثر ضحايانا على أيدي هذا الحكم الارهابي الظالم، وما أطول الحرب بيننا وبينه. يخطيء من يعتقد ان خروجه من ساحة الحرب المباشرة سوف يوفر عليه العناء والموت، فالجميع محكومون بقرار التصفية، سواء كانت جسدية ام معنوية ام مذهبية. فالحكم الذي مزق أجساد شهدائنا على مدى اربعين عاما، ما يزال هو عينه لم يتغير في عقليته وحقده وارهابه وضوضائه واأساليبه الملتوية.
لطالما تمت الاشارة الى “فرق الموت” الخاصة بالشيخ حمد، التي بدأت ارهابها باختطاف الشهيد خليل نوح آل نوح في يوليو 1998 ومزقت جسده بالتعذيب ثم ألقته جسدا ممددا على اعتاب منزله، وقتلت محمد جمعة الشاخوري في خريف 20011  امام السفارة الامريكية، وقتلت مهدي عبد الرحمن على الجسر في الصيف الماضي. وفي جميع هذه الحالات أمعنت في أساليب التضليل للتغطية على الجاني وحمايته، وربما ترقيته. فمن يقتل بحرانيا يستحق الترقية والمزيد من الاوسمة. وهذا ما فعله الشيخ حمد. فلم تمض بضعة شهور على حكمه حتى قام بمنح الاوسمة لأشرس المعذبين. ففي مارس 2000 منح اوسمة الشيخ عيسى من الدرجات الاولى والثانية والثالثة للسفاحين وفي مقدمتهم ايان هندرسون وعادل فليفل وعبد العزيز عطية الله وخنالد المعاودة وبقية القتلة. وجاء منح الاوسمة بعد ما أمر باقتياد المرحوم الشيخ الجمري الى قصره واهانته امام العالم.
الشهيد عباس الشاخوري، وقف موقف الشاهد والشهيد على جرائم هذه العائلة المجرمة، وتؤكد صوره التي نشرت بعد استهدافه من قبل قتلة الصافرية، علاقته الوثيقة بالتيار المعارض من علماء ومثقفين ونشطاء، فكان قلبه وموقفه مع الصامدين الرافضين هذا النظام وما يمثله من قيم هابطة وممارسات سافلة بحق ابناء البحرين. كان يمارس عمله، مرفوع الرأس، أبيا كبقية ابناء اوال، نظيفا كمياه العيون التي جففها الحكم الخليفي الحاقد، عندما استهدفه القتلة الظالمون، فمد يديه الى السماء شاكيا الى الله ظلمهم وارهابهم. لم يعرف قاتله بالاسم، لكنه يعرفه بالملامح والصفات والهوية. فهو ينتمي للوحوش الخليفية الماكرة، الممتلئة حقدا ضد اهل البحرين وثقافتهم وتراثهم وارضهم. عانق الجوزاء وهو يسقط الى الارض، ولمح الانبياء والائمة والصلحاء وهو يلامس تراب وطنه شهيدا. أبى الا ان يروي بدمه شجرة الحرية التي غرسها أسلافه المجاهدون ضد الظلم الخليفي منذ عقود، ورفض ان يتفوه بكلمة “آه” بعد ان اصابته رصاصة الغدر في عتمة ذلك الليل. كان يعلم ان فرق الموت تسابق الخفافيش اختفاء عن الانظار، وتسابقا على الغدر بالابرياء. أبى ان ينكس عنقه، بل حركه صعودا، متحديا البيت الخليفي وارهابه، ومصرا على تعميق روح العداء له، فجاءته “مكرمة” من قصر الرفاع، مزقت رأسه، فليت اليد التي أطلقت رصاصة الموت قد شلت، وقطعت.
نؤبن شهيدا آخر التحق بركب الخالدين، ومشى في قافلة الشهداء المظلومين. نفتح قلوبنا على حياته، لنقرأ فصول الاستشهاد التي ما تزال غامضة، لان الحكم الخليفي يرفض تشكيل لجنة تحقيق مستقلة. فما أوضح نهج الشهادة وأقومه، وما أقصر حبل الكذب الذي يمارسه الحكم وأسوأه. نقف امام محراب الشهادة، لنرى عباس الشاخوري يلج اليه من أوسع ابوابه، تبكيه والدته المفجوعة بفراقه، وينعاه أهله الذين يفارقون شابا طاهرا لم يعرف عنه الا الخير والاستقامة والدين والخلق والموقف الجهادي الشامخ. نبارك لأهله تلك الشهادة على ايدي ألعن خلق الله، وأكثرهم حقدا على الانسانية وأشدهم عداء لآل بيت رسول الله، وأقربهم خطا لنهج يزيد وجلاوزته وسفاحيه.  لقد فتحت شهادته سجل الجهاد والنضال المرتبطين بهذا الشعب الذي لا يكل ولا يمل ولا يسقط امام مغريات حكم يزيد، فطوبى له في الخالدين، وتعسا لتلك القلوب التي اعمتها الدنيا وملأها حب الشيطان، وابتلى بها أهلنا فكانت مصدرا للأسى والألم. نم قرير العين يا عباس، فلا نامت أعين الجبناء، نستودعك الله الذي لا يخون امانته، وندعو لاهلك بالصبر ولشعبك بالنصر على القتلة والمعذبين والجلادين، فلن يذهب دمك هدرا، ولن يهنأ قاتلوك بعد اليوم
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق