Archive

حركة أحرار البحرين

سيكون يوم الاثنين المقبل الحادي والعشرون من مايو 2007، يوما آخر من ايام الله، حيث يقف اصحاب الحق في جانب، والظالمون المحتلون في الجانب الآخر، لتبدأ منازلة نفسية ومعنوية غير مسبوقة بين الطرفين. وكما حدث يوم الجمعة السادس عشر من فبراير الماضي، حيث حسمت منازلة ذلك اليوم لصالح شعب البحرين بعد ان وقف ببطولة نادرة، يذود عن المظومين الثلاثة (الاساتذة حسن مشيمع وعبد الهادي الخواجة وشاكر محمد)، ويعبر عن غضبه بانتفاضة مباركة حطمت كبرياء الطغاة الخليفيين، فسوف تحسم المنازلة المقبلة، بعون الله، بانتصار المظلومين ودحر العتاة الظالمين.

 ويخطيء من يظن ان الصمود يؤدي الى الهزيمة، مهما كانت الظروف، فقد يتأخر النصر لكنه لا يحجب. الصمود عنوان المعركة المتواصلة بين أهل البحرين والعائلة الخليفية الجائرة، التي ما فتئت تعيث في الارض الفساد، وتسوم الناس سوء العذاب، وتنكيل بالاحرار والمناضلين. مخطيء من يظن ان يزيد واتباعه قادرون على صناعة النصر، فالنصر لا يصنعه الظلم والاستبداد والتعالي والنهب والاختلاس، بل يصنعه الايمان وعدالة الموقف وصمود اهل الحق. هذا ما تعلمناه من تاريخنا وتاريخ الشعوب التي ناضلت ضد طغاتها وحكامها المجرمين.  عرفنا ذلك من خلال نضال شعب جنوب افريقيا ضد نظام الفصل العنصري (الذي يجسد النظام الخليفي نسخة منه)، ونضال الهنود ضد الاستعمار البريطاني، وجهاد الشعب الايراني ضد نظام الشاه المقبور، ونضالات الشعوب المظلومة وآخرها شعب النيبال ضد الحكم العائلي التوارثي. فلم يكن الصمود والاستبسال يوما الا طريقا للنصر ودحر الظالمين، ولم يكن الصمت على الظلم الا طريقا للخنوع والهزيمة واليأس.

يقف شعبنا اليوم على مفترق طرق خطير: فاما ان يكون او لا يكون، ان يوجد او لا يوجد، فشأننا مع هذا النظام كما جاء على لسان أبي الثوار، الامام الحسين بن علي عليه السلام عندما ثار ضد ظلم يزيد والنظام الاموي التوارثي: “ألا و أن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة هيهات منا الذلة.. يأبى الله ذلك لنا ورسوله، وحجور طابت وطهرت ونفوس أبية من أن تحمل طاعة اللئام على مصارع الكرام”. هذا الصراع التاريخي بين اهل الحق وبين الغاصبين والظالمين سوف يستمر، وسوف يحقق المؤمنون بين الحين والآخر انجازات لصالح مبادئهم وشعوبهم. فكلما صمدوا اقتربوا من تحقيق النصر، اما اذا اصابهم الضعف و الخور، وهيمن الخوف على نفوسهم، تأجل الحسم. ان شعبنا الذي صمد بوجه الطاغية خليفة بن سلمان وزمرته، قادر على الصمود بوجه ابن أخيه الذي يعمل ليلا ونهارا للقضاء على هذا الشعب وثقافته وتاريخه، ويستلب اراضيه البرية والبحرية، وينهب ثرواته النفطية بدون حساب. ان “المشروع الاصلاحي” يمنع محاسبة المجرمين من آل خليفة، وما حدث هذه الايام من منع استجواب أحمد عطية الله آل خليفة، حول سرقاته واختلاساته كان رسالة واضحة الى من “يسعى للاصلاح من الداخل” ان النظام حصن نفسه بدستور وقوانين ولوائح واموال ومرتزقة، وان ما يمارسه مصداق لما جاء على لسان الامام علي بن الحسين عليه السلام الى محمد بن مسلم الزهري: ” أو ليس بدعائهم إياك حين دعوك ، جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم ، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم ، وسلما إلى ضلالتهم ، داعيا إلى غيهم ، سالكا سبيلهم ، يدخلون بك الشك على العلماء ، ويقتادون بك قلوب الجهال إليهم ، فلم يبلغ أخص وزرائهم ، ولا أقوى أعوانهم ، إلا دون ما بلغت من إصلاح فسادهم ، واختلاف الخاصة والعامة إليهم ،  فما أقل ما أعطوك في قدر ما أخذوا منك ، وما أيسر ما عمروا لك في جنب ما خربوا عليك”.

في الايام الاخيرة تحركت اجهزة القمع الخليفية لشن حرب نفسية ضد الناشطين، تهددهم وتتوعدهم ان تحركوا لمواجهة الارهاب الخليفي يوم الاثنين المقبل، واستدعت العشرات منهم، آملة ان يؤدي ذلك الى استباق اي عمل شعبي ضد الاحتلال الخليفي في ذلك اليوم المشهود. وكما فشلوا في السابق، سيفشلون هذه المرة بعون الله. فحذار من السماح للشيطان بالنفاذ الى القلوب بالتخويف، فان ما صنعوا كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى، وانهم خائفون وجلون من غضب الشعب الذي أكد انه أذكى كثيرا من ضلالاتهم، وانه استوعب دروس السنوات الست الاخيرة، واسترجع عافيته ووعيه بعد اساليب التخدير المتعددة، وأدرك انه يواجه عدوا لذودا لا يكن لهذا الشعب الا الحقد، وانه يسعى لاستبداله بغيره من شذاذ الآفاق. وخيرا فعل الاساتذة المحترمون عندما رفضوا المثول امام المحكمة الخليفية الجائرة التي تحكم في الناس بالزور والباطل والظلم والعدوان. فجزاهم الله خيرا على هذا الموقف البطولي الذي سيسجله التاريخ لهم بحروف من ذهب. انهم ابناء البحرين البررة، الذين استلهموا من تاريخ نضال شعبهم العبر والمواقف. فقبل خمسين عاما (في نهاية 1956 ومطلع 1957) رفض قادة هيئة الاتحاد الوطني النطق بكلمة واحدة امام المحكمة التي ترأسها تشارلز بليجريف ودعيج آل خليفة، والتي عقدت بمركز شرطة البديع لمحاكمة ممثلي الشعب. قضى اولئك الرموز (عبد الرحمن الباكر، عبد علي العليوات، عبد العزيز الشملان، ابراهيم موسى وابراهيم فخرو) بضعة ايام في قاعة المحكمة وهم صامتون، يرفضون الدفاع عن انفسهم، رافضين الاعتراف بشرعية المحكمة. لقد كسروا كبرياء آل خليفة وحطموا معنوياتهم، لعلمهم ان الحكم قد أعد سلفا، وانه لا جدوى من الدفاع. واليوم تتكرر المسرحية، ويترأس المحكمة قاض مرتزق نصبه آل خليفة لمحاكمة ابناء البحرين. ومرة أخرى يقرر الاخوة الثلاثة انهم أرفع شأنا وأقوى شكيمة من الطغاة والجلاوزة، معتقدين ان الحق يعلو ولا يعلى عليه، وان دولة الباطل ساعة ودولة الحق الى قيام الساعة. فمرحى لهم من فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم إذ قاموا فقالوا ربنا رب السموات والأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا”.

يا شعب البحرين الأبي: ان العالم ينتظر منك ملحمة أخرى مشرفة كما فعلت قبل ثلاثة شهور عندما زلزلت الارض تحت أقدام الظالمين، هذه المرة سيعبر أبناؤك عن آرائهم، كما عهدهم العالم، بأساليبهم السلمية، بدون خوف او وجل، داعمين اخوتهم المظلومين، ومدافعين عن حقهم في العيش الكريم في ظل نظام يرتضونه بانفسهم، يحكمهم وفق دستور يكتبونه بأيديهم ولا يفرض عليهم من أحد. اما الابطال الثلاثة، فننحني اجلالا واكبارا لهم، ونقول لهم: ما أروع قراركم التاريخي بعدم الاعتراف بالقضاء الخليفي الظا لم، فانه قرار يعكس شموخ أهل البحرين واباءهم، وقد حظي باعجاب المراقبين من ساسة وحقوقيين دوليين، وانه هو الطريق لكسر الاستعباد الخليفي الأسود، فسيروا وعين الله ترعاكم، وتوكلوا على ربكم، فهو حاميكم وناصركم، ومذل الظالمين ومخزي المستبدين وقاصم الجبارين.

اللهم فك قيد أسرانا، واجعل لهم قدم صدق عندك، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين

حركة أحرار البحرين الاسلامية
17 مايو 2007

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق