Archive

حركة أحرار البحرين

وفيما نجحت المعارضة في طرح مشروع وطني شامل، يتجاوز الاختلافات السياسية والمذهبية، فما يزال رموز العائلة الخليفية يعلقون آمالهم على سياسة التشطير السياسي والديني للمجتمع، ويأملون ان يكون الاصطفاف خلف قيادتهم من قبل الاطراف الاخرى عاملا لكسر ارادة المعارضة المتصاعدة. هذا النجاح الذي حققته المعارضة يمكن ملاحظته في البرامج التي بثتها محطة سي ان ان الامريكية، وتلفزيون الجزيرة بالانجليزية، والبيانات التي اصدرتها المنظمات الدولية والتقارير الموثقة من الجهات السياسية والحقوقية العالمية في الفترة الاخيرة، وجميعا شهادات دامغة ضد نظام الاحتلال الخليفي البغيض الذي ندعو الله سبحانه وتعالى ان يخلص البلاد والعباد منه.

في ذكرى الاستقلال: الحرية تأتي ولو بعد حين

مرت على شعبنا الأبي بالامس ذكرى الاستقلال عن الاستعمار البريطاني الذي حدث قبل 36 عاما، ونحن نشاطر شعبنا بشعوره بأمرين: اولهما طعم الحرية من الاستعمار وشروره، وثانيهما، ما تؤكده المناسبة من حقائق اهمها ان الاحتلال، مهما طال، لا بد ان ينتهي. فاذا كان الاحتلال البريطاني قد انتهى بعد 150 عاما (1820-1971) فان الاحتلال الخليفي سوف ينتهي يوما بعون الله، فما ذلك على الله بعزيز.

انه نظام تافه، يفتقر الى الشرعية ويعاني من رفض شعبي مطلق، يسعى لاحتواء الاوضاع ليس بأساليب الحوار المتحضرة، ولا بالوسائل التطويرية المشروعة، بل بالاحتيال والتآمر والابتزاز، معتقدا ان بامكانه تطويع شعب البحرين الى الأبد. حثالة من اللصوص تنهب أموال المحرومين والجياع لتمويل أساليب الغدر والبلطجة بعيدا عن الأخلاق والقيم، توسع دائرة المواجهة الى الساحات التي يتواجد فيها الشرفاء والأحرار المشردين من أرض أوال، معتقدة ان إخماد الاصوات المعارضة سيوفر لها فرصة تسويق مشروعها التخريبي للعالم. وقد لوحظ في الاسابيع الاخيرة تكثف عدد “النشطاء” التابعين للنظام من جواسيس واعضاء فرق الموت، والمطبلين يتوافدون على العاصمة البريطانية، لتوسيع دائرة نشاطهم ضد الاصوات المعارضة. وشهدت ساحة “هايد بارك” معارك كلامية شديدة بين المدافعين عن حقوق الشعب والمرتزقة المدافعين عن الظلم الخليفي. لقد جيء بهؤلاء المرتزقة بأعداد كبيرة ليس لطرح آراء مدروسة وأدلة معقولة مخالفة، بل للقيام بأعمال صبيانية ضد معارضي الظلم الخليفي. وهناك جهود حثيثة للتعرف على حجم الخلايا البندرية التي يديرها أحمد عطية الله آل خليفة، بدفع من الطائفي المقيت، خالد بن أحمد آل خليفة، والتي توسعت دائرة نشاطها الى خارج الحدود. وفي الاسبوع الماضي، تجرأ بعضهم على الاعتداء على شخص آخر معارض له في الرأي، وحدثت مشاجرات تدخلت الشرطة على اثرها لفض الاشتباك. انه الاسلوب الخليفي الذي اعتاده شعب البحرين منذ ان وطأت أقدام الغزاة على ارضه، وهو الاسلوب الذي تمارسه فرق الموت ضد أحرار البلاد. وما حدث في السنابس الاسبوع الماضي من اعتداء على اعتصام سلمي دليل آخر على افلاس النظام وفشله من جهة، واستمرار روح الرفض والمقاومة المدنية المتطورة من جانب المظلومين.

في الوقت نفسه، انزعجت آلة القمع الخليفية من النشاط المعارض للاستبداد الخليفي المتوارث، ودفعت عددا من الخلايا البندرية للتأثير على ذلك النشاط. وقد اتصل بعض هذه الخلايا والمتعاونين معها باللورد ايفبوري للتحرش والاستفزاز، وطلب بعض هؤلاء الاجتماع مع اللورد  لـ “تقديم صورة اخرى غير التي يقدمها المعارضون البحرينيون”. ويتوقع استمرار محاولاتها للتصدي للنشاط المعارض الفاعل الذي تقوم به المعارضة البحرينية خصوصا في شهور الصيف. هذا في الوقت الذي اتخذ الحاكم، الشيخ حمد، من فندق “الدورشستر” مقرا لاستقبال “الزوار” ومن بينهم اعضاء مجالسه الصورية لتقديم الولاء وتقبيل الأنف. ومن خلال الاطلاع على الفنادق المجاورة للدورشستر تبين ان عددا من هؤلاء “الزوار” يعيشون في هذه الفنادق الباهضة الاسعار، وان اموال الشعب تهدر بدون حساب لتمويل اقامة هؤلاء. ونقلت انباء موثقة عن “اجتماعات” على طاولات الطعام في عدد من المطاعم، لمناقشة استراتيجية مواجهة المعارضة واضعاف تأثيرها ونفوذها على الساحة الدولية. هذا في الوقت الذي تستعد فيه المعارضة البحرينية لتقديم شهادات موثقة بالصوت والصورة للممارسات الخليفية الجائرة ضد اهل البحرين، واطلاع الرأي العام العالمي على حقيقة الوضع بعيدا عن اساليب التضليل والتشويش التي يمارسها النظام واجهزته وعملاؤه. وقد استشاط النظام الخليفي غضبا بعد منح المواطن موسى عبد علي حق اللجوء في بريطانيا، وهي الحالة الثانية في خلال عام واحد التي يمنح فيها معارض بحراني حق اللجوء. انزعاج النظام الخليفي انطلق من شعوره بان السلطات البريطانية صدقت شهادات المعارضة البحرانية حول الوضع في البلاد، وكذبت ادعاءات الحكم الخليفي. انها شهادة دولية اخرى بفساد هذا النظام وظلمه واستبداده وقمعه، نجحت بفضل الله سبحانه، لانها شهادة صادقة وليست شهادة زور مدعومة بأموال الشعب المنهوبة.

لقد اصبح واضحا ان المواجهات بين ابناء البحرين ونظام الاحتلال الخليفي تتجه نحو التصاعد، خصوصا بعد ان توسعت دائرتها وامتدت الى الاراضي البريطانية. والواضح ان توسع دائرة معارضي الاحتلال الخليفي أصبح مصدر قلق كبير لدى النظام الذي فشل في تلميع صورته برغم محاولاته الكثيرة. هذه المقاومة المدنية تحتاج لدعم من كافة ابناء البحرين، ومناصريهم من ذوي الضمائر الحية من الاجانب. كما يتوقع تصاعد حرارة العمل المعارض في بريطانيا بعد ان تأسست خلايا بندرية فيها بتمويل من الاموال المسلوبة، وبمشاركة من بعض العناصر التي تقدم خدماتها للنظام في مقابل اموال هائلة من خزينة الشعب. ويتردد ان هناك تنافسا حادا بين بعض هؤلاء الافراد ومركز الخليج للدراسات الاستراتيجية التي يديره عمر الحسن، وان اقتراحا بديلا لهذا المركز قد عرض على السفير الخليفي الجديد في لندن. وهكذا يبدو المشهد السياسي المرتبط بالساحة البحرانية في العاصمة البريطانية يزداد سخونة، وان المستقبل القريب سيكون حافلا بالمزيد من التطورات خصوصا في مجال الاعلام والعلاقات العامة. فالعائلة الخليفية منزعجة جدا لان الاموال التي انفقتها في السنوات الاخيرة لاحتواء بعض الجهات الاعلامية والحقوقية لم تعد عليها بعائد ملموس، وان نشاط المعارضين البحرانيين نجح في طرح صورة اخرى للوضع الداخلي، اكثر واقعية ودقة وصدقية. وليس امام الشيخ حمد وعمه، الجلاد العجوز الذي تطارده لعنة ضحاياه اينما حل، سوى الاعتراف العلني بفشل مشروعهم، وان الاستمرار فيه لن يكون مجديا. اما المعارضة البحرانية فقد حققت مكاسب عديدة في الشهور الاخيرة، من بينها ازدياد الاهتمام الاعلامي بما يجري في البلاد، ليس وفق الاجندة الحكومية بل من خلال تكرس المعاناة وتضاعفها.

وفيما نجحت المعارضة في طرح مشروع وطني شامل، يتجاوز الاختلافات السياسية والمذهبية، فما يزال رموز العائلة الخليفية يعلقون آمالهم على سياسة التشطير السياسي والديني للمجتمع، ويأملون ان يكون الاصطفاف خلف قيادتهم من قبل الاطراف الاخرى عاملا لكسر ارادة المعارضة المتصاعدة. هذا النجاح الذي حققته المعارضة يمكن ملاحظته في البرامج التي بثتها محطة سي ان  ان الامريكية، وتلفزيون الجزيرة بالانجليزية، والبيانات التي اصدرتها المنظمات الدولية والتقارير الموثقة من الجهات السياسية والحقوقية العالمية في الفترة الاخيرة، وجميعا شهادات دامغة ضد نظام الاحتلال الخليفي البغيض الذي ندعو الله سبحانه وتعالى ان يخلص البلاد والعباد منه.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

16 اغسطس 2007

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق