Archive
Bahrain Freedom Movement
التطورات الأمنية الأخيرة ما من شك أنها تبعث على الحزن كما تبعث الخوف من انهيار الدولة. فالمليشيات التي يفترض بوزير الداخلية أن يوقف عملها كثفت نشاطها و بصورة علنية و من دون استحياء. الصور الكثيرة و المشاهد اليومية تؤكد وجود قوة مدنية مسلحة تقوم بأعمال إرهابية ضد مواطنين عزل لا تربطهم أية رابطة بالمجريات التي تحدث في الأزقة أو الشوارع. فبعد أقل من عشرة أيام على تعرض شاب و زوجته لضرب مبرح من قبل قوات مكافحة الشغب و بعض أفراد المليشيات تعرض رجل دين مع زوجته إلى الموقف نفسه، كما سجلت كثير من حالات الاختناق أشهر قصة الطفلة فاطمة في قرية سترة .
التطورات الأمنية الأخيرة ما من شك أنها تبعث على الحزن كما تبعث الخوف من انهيار الدولة. فالمليشيات التي يفترض بوزير الداخلية أن يوقف عملها كثفت نشاطها و بصورة علنية و من دون استحياء. الصور الكثيرة و المشاهد اليومية تؤكد وجود قوة مدنية مسلحة تقوم بأعمال إرهابية ضد مواطنين عزل لا تربطهم أية رابطة بالمجريات التي تحدث في الأزقة أو الشوارع. فبعد أقل من عشرة أيام على تعرض شاب و زوجته لضرب مبرح من قبل قوات مكافحة الشغب و بعض أفراد المليشيات تعرض رجل دين مع زوجته إلى الموقف نفسه، كما سجلت كثير من حالات الاختناق أشهر قصة الطفلة فاطمة في قرية سترة . و يسرد المواطنون الكثير من المشاهد اليومية التي يكونوا ضحايا فيها لقوات مكافحة الشغب و القوات المدنية الملثمة، و يكفي أن يطل أي مراقب على شوارع قرية السنابس أو قرية الديه أو جدحفص ليعرف حجم الإرهاب الذي تمارسه الأجهزة الأمنية في حق مواطنين عزل يذهبون لقضاء حوائجهم اليومية.
ماذا لو لم تعتدي قوات مكافحة الشغب على بعض رجال العلم؟ و ماذا لو كان رجال اعلم المعتدى عليهم ظلوا ساكتين على ما تعرضوا إليه من انتهاك و تعدي؟ هل كان المجلس العلمائي و بعض الكبار من رجال الدين يمكن أن يتكلموا و يعترضوا على انتهاكات قوات الشغب للمواطنين و هل كانت هناك فئة سوف تعمل على إيقاف حصار القرى و العقاب الجماعي الذي يفرض عليها بين الفترة و الأخرى؟
الأسئلة التي طرحت يجب لا أن تتحول إلى اتهام أو تشكيك في جانب الورع و التقوى أو حتى الإخلاص عند رجال الدين الذين كان لهم الدور الواضح و الكبير في مقاومة تسلط قانون أمن الدولة و ملحقاته، كما لا يجب التغاضي عن حجم المعاناة التي نالها عدد كبير من رجال الدين وهم يقومون بواجبهم الديني. في المقابل يجب التذكير أن غيرة رجال الدين على أبناء الوطن كانت أكبر و أوسع و أكثر التصاقا بالناس مما هي عليه الآن. فالذاكرة الشعبية لا تزال قادرة على إحضار الأحداث البسيطة التي تعرض فيها بعض الشباب إلى المضايقة أو العنف و كيف كان رجال الدين و قبل انتشار الخبر يبادرون إلى الإدانة و إلى الشجب في خطب الجمعة أو غيرها من المحافل.
الوضع الذي عليه رجال الدين هو أفضل مما كانوا عليه سابقا خصوصا و أنهم يتمتعون بمؤسسات معترف بها و بقوتها و بات لهم دور كبيرا في التأثير على كثير من القرارات السياسية و باتت الدولة تحسب لهم ألف حساب.
المعادلة شبه المغلوطة و الرسالة التي فهمتها أجهزة الدولة الأمنية أن سكوت رجال الدين عن الانتهاكات و الإرهاب الممارس منذ أكثر من عام، يعني غطاء الدور الأخضر لهذه الأجهزة بعمل ما تشاء فلن يحاسبها أحد أو لنقل لن يدين عملها أحد كما في السابق. من الطبيعي أن يكون انشغال الجمعيات السياسية في المسألة السياسية و محاولتها فك الحصار المفروض عليها من جهة و مقاومتها لحملة الإغراق من جهة أخرى قد أسهم أيضا في تكثيف الأجهزة الأمنية لحملاتها القمعية.
الصحف المحلية و بفعل الإكراه الممارس على محرريها لا تلفت إلى تلك المعاناة و لا تأتي على ذكر التجاوزات و الانتهاكات المريعة للناس و تكتفي بذكر خبر صغير عن وقوع اشتباك أمني بين متظاهرين و في الغالب يطلق عليهم مخربين و بين قوات مكافحة الشغب. باستثناء صحيفة الوسط التي تحاول أن تعكس جزء من معاناة الناس و انتهاكات الأجهزة الأمنية بنشرها لكثير من التفاصيل في صفحاتها اليومية .و قد نشرت صحيفة الوسط الأسبوع الماضي صورة قطة تعرضت للموت جراء تعرضها لكميات هائلة من مسيل الدموع التي تقول وزارة الداخلية أنه فلفل مطحون فقط.
الحقيقة التي يجب التذكير بها أيضا أن جزء كبير من هذه الحملات الإرهابية هي من صنيع التنظيم السري و أميره الخائف على عمره و إذا لم يكن في خلد المؤسسة الدينية أنها مستهدفة أساسا بحملة العنف هذه فقد أثبتت التجارب أنها ستتعرض لمثل هذه الحملات في القادم من الأيام.