Archive
Bahrain Freedom Movement
20/04/2008 – 19:27 | مرات القراءة: 96 |
لا تتمتع أي شخصية حقيقية بالعصمة سوى المعصومين عليهم السلام كما لا تحضى أي شخصية حقوقية اعتبارية (الجمعيات السياسية مثالا) بصفة العصمة وهذه الحقيقة من الناحية النظرية بدرجة من الوضوح لا يرقى لها أدنى شك أو جدل.ولكن من الناحية العملية تعامل بعض الشخصيات الحقيقية أو الحقوقية معاملة المعصوم الذي لا يجرؤ الخطأ ان يمر بداره.فمهما وضح الخطأ من شخصية (حقيقية أو حقوقية) تملك كارازمية مؤثرة يستميت كثير من الناس في التبرير لها والبناء على صحة مواقفها.مما يؤدي لارتكاس المواقف وتركيز الاخطاء وتخلف المجتمع في كثير من الاصعدة.ولكن هذا لا يعني غياب الحقيقة كاملة فهناك عقول تفكر وهناك بصائر تدرك وتميز الغث من السمين والجيد من الرديء فيبدأ الوعي صغيرا محاصرا حتى يتسع شيئا فشيئا الى ان تتضح الحقيقة جلية في يوم من الايام.فخطأ بعض شخصيات المعارضة (حقيقية وحقوقية) الذي اشرنا له الاسبوع الماضي في (مقتل شرطي ومقتل وطن) في التسرع في البيان واتخاذ المواقف.هذا الخطأ تم تداركه وتصحيحه وربما الاعتذار عنه هذا الاسبوع بفضل نظام الانذار المتأخر المتمثل في النقد البناء الصادر من اطراف سياسية معارضة تتحرك خارج اللعبة السياسية المعروفة بفعل تهميشها واقصائها عن الحوار وصنع القرار.فشكرا لكل منتقد ناصح وشكرا لكل من قبل وصحح باي مستوى كان. نظام الانذار المتأخر له فوائده في تصحيح المسيرة وتصحيح خطأ هنا وخطأ هناك وتحويل حقيقة انتفاء العصمة عن الشخصيات الحقيقية والحقوقية تحويل هذه الفكرة الى واقع عملي نمارسه ونتقبله ليكون الحق دائما قائدنا جميعا.فهذا الحدث ربما يكون من باب (رب ضارة نافعة) فقد بحت اصوات الكثيرين بالمطالبة بالتشاور والتحاور وتوحيد جهود المعارضة لتؤتي أكلها كل حين باذن ربها ولنطبق على أنفسنا ما نطالب به السلطة الحاكمة، ولكن نسمع بتبريرات كثيرة للاستفراد من قبيل (الشرعية) التي لا نعلم انحصارها في جهة بل ربما يرمى بعض المجاهدين والمطالبين بالحقوق بأنهم اولاد او صبيان او مراهين في السياسية وما شابه من اوصاف قاذعة.ولو قبلنا بمثل هذه التوصيفات فذلك يشبه ما يـُحكى عن (آغراهام بيل) مخترع التلغراف عندما أراد نصب الاسلاك عبر امريكا من اجل توصيلها بشبكة تغطي القارة الشمالية فكر هو والشركة بوضع الاسلاك تحت الارض, ولكن المشكلات بدءت تظهر خاصة في المناطق الزراعية حيث كانت المحاريث تقطع الاسلاك وهذا ما كان يكلف الشركة اعباء اضافية وتأخير في وقت التسليم وخروج عن مسار خطة العمل .ولكن الحل جاء عن طريق فلاح بسيط أمي لا يعرف القرأة ولا الكتابة , فقال لسيد بيل: سيدي الكريم الحل بسيط جداً, نصب أعمدة من الخشب ودع الاسلاك تمر عبر هذة الاعمدة وليس كما تعملون بوضعها تحت الارض فوق الاعمدة سوف تكون سهلة الرؤية والصيانة سوف تكون اسهل بكثير؟.أقول: ان الحدث الاخير أوضح كثيرا من هذه الاشتباهات وازاح بعض الزيغ فشكرا لنظام الانذار المتأخر الذي أكد عمليا على ان الحقيقة خصوصا في السياسة ليست ملكا حصريا لاحد.فهل ستكون هذه الحادثة التي ربما توصف بانها ضارة نافعة ودرسا وداعيا لاعادة التفكير في الاسلوب والمنهج حتى تتوحد جهود المعارضة وتجمع على منهج (وأمرهم شورى بينهم) و (من شاور الناس شاركهم في عقولهم او جمع عقل الناس الى عقله).هل ستكون نافعة وتفتح الباب للاجتماع والتدارس المشترك والدخول في حوار حتى ينفتح باب الحوار الجاد مع السلطة والحكم من جهة والمعارضة بكل اطيافها من جهة اخرى والتي ربما بدئت بشائرها بلقاء الملك ببعض الاطراف القوية في المعارضة مما يؤكد على ان منهج المعارضة خارج الخارطة التي ترسمها السلطة ربما تكون اقوى من داخلها.أليس الالتقاء المبكر والتنسيق المسبق في المواقف وطبخها في قدر مشترك كنظام إنذار مبكر يكشف الاخطاء ويحذر منها قبل وقوعها أولى وأفضل من نظام الانذار المتأخر؟
لست حاكما بل اترك الحكم للقارئ العزيز.