Archive
Bahrain Freedom Movement
HAQ: Movement of Liberties and Democracy- Bahrain
حق: حركة الحريات والدموقراطية- البحرينتقرير خبري
البحرين: النشطاء المعتقلون يصرحون بمعاناة التعذيب للقاضي في أول جلسات محاكمتهم
اعتقال طالب في الثانوية مصاب بفقر الدم المنجلي (السكلر) بعد مسيرة احتجاج في السنابس
وفي حوالى 2الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي من يوم الأحد الموافق 24 فبراير 2008، تسنم قاض المحكمة الجنائية الكبرى الشيخ محمد آل خليفة ليعلن ابتداء الجلسة الأولى لـ15 من معتقلي أحداث ديسمبر الماضي الذين تعرضوا لجميع اشكال التعذيب لاكثر من شهرين.
بعد أن نلى القاضي أسماء المعتقلين ليتأكد من تواجدهم، تلى عليهم التهم التي اعدتها النيابة العامة وسأل كل واحد منهم من التهم الموجهة اليه.نفى جميع المعتقلين كل التهم الموجهة اليهم، ولكن قبل اذلك، تحدث كل واحد منهم موضحاً بايجاز كيفية معاملتهم في مراكز التعذيب والنيابة العامة. ووفقا للترتيب المدرج في أمر إحالة القضية رقم 1492/2007م من قبل النيابة العامة بتاريخ 17 يناير 2008م، تم منادة التالية أسماءهم، وكان رد كل واحد منهم على التهم كالآتي:
1) ميثم الشيخ : “حضرة القاضي، تعرضت لاعتداء جنسي وتعذيب وصعق بالكهرباءفي كثير من الأحيان. وفي عشية رأس السنة الجديدة، قال أحد المعذبين لي: (هذه الليلة، سوف نحتفل السنة الجديدة بك). تلك الليلة، تم تعريضي للصعقات الكهربائية من الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل وحتى السابعة صباحا. أثناء اعتقالي من منزلي، تم مصادرة الحاسوب المتنقل (لاب توب) الخاص بشقيقي كما تم مصادرة أحذية الرياضة الخاص بي. انا بريئ وغير مذنب”.
2) عيسى السرح: “تم اختطافي من سيارتي في الشارع العام على ايدي اشخاص ملثمين رفضوا التعريف بانفسهم. تعرضت للتعذيب والضرب، كما تم تهديدي بجلب زوجتي والإعتداء عليها اذا لم اعترف على بعض الناس من بينهم ابراهيم العرب. وخوفا على اهلي اعترفت بما اراده المعذبون. أؤكد بأن ابراهيم والآخرين الذين فـُـرض علي ذكر أسماءهم أبرياء. وانا بريئ وغير مذنب”.
3) ناجي فتيل: “لقد القي القبض علي بتاريخ 21 ديسمبر 2007 من بيتي دون اذن من النيابة. وحين سألت الضابط المسئول عنه ضرب رأسي وقال مراراً: (تحرك..تحرك) طالبا مني مغادرة البيت. وقد تعرضت للضرب امام والدي وزوجتي وأطفالي. كما قام أفراد الجهاز الأمني باتلاف محتويات بيتي. في التحقيقات، تم صلبي وصعقي بالكهرباء لعشرة ايام متتالية. كما ضربي على أماكن حساسة من جسمي. وقد أوعز ضابط التحقيق الى استمرار التعذيب بالضرب على المناطق الحساسة حتى يختلط البول بالدم. النيابة العامة كانت للأسف متحيزة، حيث أنني أخبرت مسئول التحقيق في النيابة العامة بأنني تعرضت للتعذيب وبانني اريد ان يمثلني محامي. رفض طلبي وقال لي (إذا ما توقع على إفادة الاعتراف أطلب عودتك لإدارة التحقيقات) مشيراً الى التعرض للتعذيب. رفضت التوقيع على الاعتراف المعد، وعندما عدت الى التحقيقات، استمت جرعات أخرى من التعذيب بسبب ما قلته المدعي العام حيث تم ضربي وصلبي امام اثنين من المعتقلين وهم شهود على ذلك وهم ميثم وعبد الله. وقد تم نقلي للنيابة مرة أخرى بعد وجبة التعذيب تلك. أثناء الاحتجاز والتحقيق، رافقني أفراد الأمن الى بيتي للبحث عن السلاح المزعوم ولم يروا شيئاً، ولم يكن هناك شيء . انني بريئ وغير مذنب “
4) محمد عبدالله السنكيس: “تم الهجوم على منزلي وإتلاف محتوياته، ولم أكن موجوداً حينها ولم يكن هناك أحد. هجمت قوات الأمن المسلحة على منزل والدي ظهر العيد، وروعوا الأطفال الموجودين. لقد تعرضت لأنواع التعذيب التي يعرفها أفراد الجهاز الأمني، تعرضت للتعذيب بطريقة الفلقة والفراشة والعقرب. هم يعرفون هذه الأسماء يا حضرة القاضي. من اعتقلوني، يخلعون كل ثيابي ما عدا الداخلية منها، ويتم انتزاع تلك الملابس وأكون عارياً ليتحرشوا بي محاولين الإعتداء علي بغية إرغامي على الإعتراف ويقولون لي بالتعبير الدارج، ولتعذرني حضرة القاضي على هذا التعبير، سوف “..” ( سوف نفعل الفاحشة فيك). الطبيب الشرعي قالي بأنني احتاج لأن يتم فحصي من قبل طبيب نفسي، كما لا يعلم لماذا أعاني من نقص في الدم ولا يعرف سببه. واليوم لدي موعد مع الطبيب النفسي، ولكن بسبب المحاكمة تم تأجيله. طبيب العسكري أخبرني بأن 80% من ظهري قد تم اتلافه، وأنني اقف الان على 20% فقط. أنني بريئ من التهم”
5) حسن عبدالنبي: “حضرة القاضي، تم اعتقالي من الشارع من أفراد مقنعين ولم يعرفوا عن هوياتهم وكنت مع زوجتي. وفي التحقيقات قالوا لي أيضا بأنهم اعتقلوا زوجتي وبانه سوف يتم الإعتداء عليها إن لم أعترف. وقالوا بأنهم سوف يقومون بتصويرك و زوجتك مع نساء عاريات إن لم تعترف. فأرغموني على الإتصال بها وأقول لها بعض الإعترافات وانا بريئ منها. بعد التحقيقات تم تعذيبنا و لازالت آثار التعذيب علينا واضحة ولازلنا في سجون انفرادية. إنني بريئ وغير مذنب”
6) علي الماضي: ” تم اعتقالي من منزلي وقد تعرضت للتعذيب والضرب. وقد هددوني بالأعتداء الجنسي. إنني بريئ وغير مذنب”
7) حسين الخاتم: “.هجموا على منزلنا واعتقلوني. ضربوني وعذبوني، أنا بريئ وغير مذنب”
8) أحمد جعفر: “حضرة القاضي، أنا بريئ من كل التهم وليس لي علاقة. أطالب بالإفراج عني بضمان محل اقامتي”
9) حسين جعفر طريف: “لقد تعرضت للضرب والتعذيب ..أنا بريئ وغير مذنب”
10) عبدالله محسن: “أنا أصلا لم أكن موجود في مكان الحادث يومها، ولم أرى بعض المعتقلين إلا في المعتقل. انا اعتقلت من منزلي. أنا بريئ”
11) محمد مكي طريف: ” تم التحرش بي جنسياً، وتعذيب وضربي في أماكن حساسة، ويقول المعذب لي سوف نضربك عليها الى أن تبول دم، وأنا بريئ وغير مذنب”
12) حسين شاكر محمد فردان: “تم الإعتداء علي في المنزل وتعذيبي في المعتقل. في التحقيقات، طلب ضابط بأن يتم جلب زوجتي بدون حجابها، لأنه يكره الحجاب، وذلك حتى أعترف بما يريد. وأيضا هددني بتسفير زوجتي الى بلادها، لأنها لا تحمل الجنسية البحرينية. إنني بريئ وغير مذنب”
13) محمود حسن صالح: ” تم ضربي تعذيبي كما تم التحرش بي جنسياً، وأنا بريئ وغير مذنب”
14) أحمد عبدالهادي: ” لقد تم اختطافـي من الشـارع ومن دون أمر قبض من أفراد مقنعين وقالوا انهم شرطة. دخلت عشرة أيام كلها ضرب وصعق بالكهرباء وتعذيب وهددوني بالإعتداء الجنسي وقالوا لي إما ان تعترف أو ان..، وأنا بريئ من كل التهم”
15) ابراهيم العرب: “قال لي الضابط أثنـــاء الاعتقال بأنني لست مع المجموعة ولكنني لابد أن أعترف بمكان السلاح. وفي التحقيقات كرر الموضوع ذاته ضابط التحقيقات وقال أنه يجب علي الاعتراف.. أنا بريئ وغير مذنب”
انتهى حديث المعتقلين وبعدها، تداخل المحامون، برئاسة المحامي عبدالله الشملاوي الذي طلب أن يتم توثيق وإدراج كلام المعتقلين ضمن محضر الجلسة، ويذكر كلام المعتقلين الذين اتفقوا على تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي، كما طالب بأن يتم عرضهم على لجنة طبية مستقلة غير تابعة لوزارة الداخلية. كما طلب المحامي نسخ من ملف القضية للإطلاع عليه، وقد أمر القاضي بادراج ما ذكره المعتقلون، كما طلب بتكوين لجنة طبية للكشف عليهم، كما أمر بان يستلم المحامون نسخة من ملف القضية للإطلاع عليه.
من جانبه طالب المحامي سامي سيادي بالإفراج عن المعتقلين على اعتبار أن النيابة العامة قد استنفذت استجوابها للمعتقلين ولم يبق هناك مسوغ قانوني لبقائهم في الحبس. وعضد ذلك الطلب المحامي عبدالشملاوي الذي ذكر بأنه يخشى بأن يتعرض المعتقلين لوجبة أخرى من المعاملة غير اللائقة عند عودتهم للمعتقل. من جانبها، ذكرت المحامية فاطمة الحواج بأن يتم الكشف عن السلاح المفقود إذا كان في حوزة النيابة العامة، وأن يتم توفير أي صور تم استخدامها ضد المعتقلين، وأن المحامين يتحتاجون لوقت كاف للإطلاع على كل تلك القرائن. عندها قرر القاضي أن يؤجل الجلسة لتاريخ 17 مارس مع استمرار حبس المتهمين على ذمة القضية.
تجدر الإشارة الى أن ممثلين لجهات حقوقية قد حضرت الجلسة منها منظمة مدافعية الجبهة الأمامية الأيرلندية، ومنظمة الدفاع الدولية من النرويج، كما حضرها من داخل البحرين أمين عام جمعية البحرين لحقوق الإنسان. من جانب آخر، فقد منع الناشط نبيل رجب- نائب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، وبحسب حديث النقيب عبدالله نجم من أمام المحكمة الجنائية الكبرى والذي كان يتحكم في دخول صالتها قبل بدء المحاكمة بأن “منع نبيل جاء بتوصيات من جهات عليا، وقد أخبر نبيل بذلك”.
وقد تجمهرت أعداد غفيرة من المواطنين والمناصرين وأهالي المعتقلين عند بوابة وزارة العدل التي تم تطويقها بأعداد غفيرة من قوات الأمن الخاصة (مكونة من جنسيات مختلفة: عراقية، سورية، أردنية، يمنية، وباكستانية). وقد استمر المتظاهرون في اطلاق الشعارات المطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
في السنابس، غداة المحاكمة- مساء السبت الموافق 23 فبراير- انطلقت مسيرة احتجاجية من الرجال والنساء والأطفال في المنطقة المحاذية من جمعية السنابس الإستهلاكية غرباً باتجاه الجهة الأخرى من القرية، ما هي إلا لحظات حتى انقضت عليها القوات الخاصة وقامت بإطلاق الغاز الكيماوي المسيل للدموع والرصاص المطاطي، بغية تفريقهم.
أشتعلت النيران في الإطارات بالقرب من مجمع الهاشمي احتجاجاً على المحاكمة وعلى الإعتداء على المسيرة، أغلق الشارع العام جنوب منطقة السنابس وبالقرب من قرية جدحفص بالقرب من منزل الشهيد علي جاسم. بعد حوالي نصف ساعة، هجمت قوات الأمن على المتظاهرين وفرقتهم، وقامت بملاحقتهم في منطقة جدحفص كما قامت بتمشيط قرية السنابس. وقد اعتقلت القوات الخاصة في وقت لاحق الشاب محمد علي أحمد مرهون (18سنة) وهومن قرية توبلي، بعد أن تحاوشته بشكل جماعي وأوسعته ضرباً قبل اصطحابه لمركز المعارض في السنابس قبل أن ينقل لمركز الأعتقال في النعيم، حيث يتواجد الآن بعد أن تم عرضه على النيابة التي أمرت بحبسه لمدة أسبوع على ذمة القضية. تجدر الإشارة الى أن الشاب محمد مرهون طالب في الثانوية ويعاني من أنيميا حادة المعروف محلياً بالسكلر إضافة لهشاشة في العظام، وهناك خوف على صحته وحياته خصوصاً بعد تعرضه للضرب المبرح وبشكل جماعي من قبل قوات الأمن غير البحرينية.