Archive
Bahrain Freedom Movement
ويقول الناشطون إن السجناء، وهم ينتمون إلى الأغلبية الشيعية من سكان الجزيرة، قد خضعوا “لأعمال تعذيب واعتداءات جنسية” عليهم أثناء فترة احتجازهم.
يُذكر أن البحرين تتفرد عن بقية دول الخليج العربية الأخرى بكون غالبية 65 بالمائة من سكانها هم من الشيعة، بينما النخبة الحاكمة من السنة.
عرضة “للتمييز”
ويقول شيعة البحرين إنهم كانوا عرضة للتمييز الذي مورس بحقهم طوال السنوات المنصرمة.
ففي الرابع والعشرين من الشهر الحالي، وفي إحدى قاعات المحاكم في العاصمة البحرينية المنامة، مثُل 15 شخصا من الشيعة أمام القاضي محمد علي آل خليفة.
رد على التهم
وقد طلب القاضي آل خليفة من المعتقلين الرد على التهم الموجهة إليهم بالاشتراك في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد في شهر ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
وقبل تقديمهم التماسات بطلب البراءة، تلا كل من المتهمين بيانا قال فيه إنه تعرض لأعمال تعذيب منظمة خلال وجوده رهن الاعتقال.
يقول عبد الجليل السنكيس إن أخاه محمد “تعرض للتعذيب والتحرش الجنسي” في المعتقل |
أستطيع أن أنفي بشكل قاطع حدوث أي شكل من أشكال التعذيب أو الاعتداء الجنسي (بحق المعتقلين)
الشيخ عبد العزيز آل خليفة، مسؤول في وزارة الدولة للشؤون الخارجية البحرينية |
وبعد أن فرغوا من تلاوة بياناتهم، لم توافق المحكمة على إطلاق سراحهم بكفالة، بل أعادتهم جميعا على أعقابهم إلى حيث كانوا في السجن.
حزب “حق”
ففي مقابلة مع بي بي سي، قال عبد الجليل السنكيس، المدير الإعلامي لحزب “حق” المكون من مجموعة من الحركات المطالبة بالحريات الديمقراطية في البحرين، إن أخاه محمد من بين الأشخاص المعتقلين.
وقال السنكيس إن أخاه تعرض لأعمال تعذيب قاسية، بما فيها الفَلّق (الضرب على أخمص القدمين).
وأضاف أن محمد اعتُقل في زنزانة انفرادية في غرفة صغيرة وعصبت عيناه وتعرض للتحرش الجنسي.
وتابع السنكيس قائلا إن شقيقه محمد أُرغم أيضا على مشاهدة أعمال التعذيب والاعتداءات التي كان السجانون يمارسونها بحق المعتقلين الآخرين.
نفي حكومي
شهدت مناطق شيعية مثل سنابس أعمال شغب خلال الفترة الماضية |
إلا أن الحكومة البحرينية تنفي مثل هذه المزاعم جملة وتفصيلا.
فقد جاء في بيان مكتوب قدمه لـ بي بي سي الشيخ عبد العزيز آل خليفة، وهو ممثل رفيع للحكومة في وزارة الدولة للشؤون الخارجية: “أستطيع أن أنفي بشكل قاطع حدوث أي شكل من أشكال التعذيب أو الاعتداء الجنسي (بحق المعتقلين).”
وقد وصف الشيخ عبد العزيز المزاعم بهذا الشأن بأنها “مبتذلة ومكررة”.
وقال: “إن مثل هذه المزاعم تُستخدم بشكل روتيني من قبل جماعات معروفة ومناهضة للحكومة، وهي تسعى لفضحها وتشويه سمعتها.”
زيارة سابقة
وكنت قد زرت البحرين للمرة الأولى في شهر يوليو/تموز من العام الماضي بغرض إعداد حلقة عن العنف الطائفي بين السنة والشيعة لتعرض ضمن برنامج(عبر القارات) لصالح بي بي سي.
وقد ألفيت نفسي في ذلك المساء الذي وصلت فيه إلى الجزيرة وسط أعمال شغب في قرية المالكية، وهي ميناء صيد صغير يقع في ضواحي العاصمة المنامة.
كانت ألسنة النيران المخيفة تنبعث من الإطارات وأكوام القمامة المحترقة وكان هناك شبان يجوبون الشوارع ويلقون بالحجارة بين الفينة والأخرى على رتل من عناصر شرطة مكافحة الشغب الذي كانوا يرتدون أقنعة واقية.
غازات مسيلة للدموع
أما الغازات المسيلة للدموع، فقد ملأت الجو وقد أُخبرت بضرورة الابتعاد عن المنطقة عندما اقتربت من خط تواجد رجال الشرطة.
وبينما كنا نغادر المكان، ألقت الشرطة قنبلة أخرى من الغازات المسيلة للدموع.
وقد أصبحت البحرين، المعروفة في الغرب بأنها مركز مزدهر للأعمال، مقصدا للسائحين بفللها الفارهة المبنية على أراض ناجمة عن ردم الحكومة لمياه البحر.
شهدت قرية المالكية، وهي ميناء صيد، أعمال شغب في صيف العام الماضي |
كان اللوم يوُجَّه دوما إلى بعض النفوذ الإيراني بشأن الاضطرابات والقلاقل التي تشهدها بشكل دوري مملكة البحرين، ولكن السكَّان المحليين يتحدَّثون عن حيف يلحق بهم ومظالم مباشرة تقع عليهم.
أوّل بئر نفطيَّة
يُذكر أن أول بئر نفطية اكتُشفت في دول الخليج كانت في البحرين في عام 1931. وقد تعاظمت ثروة عائلة آل خليفة الحاكمة بشكل هائل بسبب عائدات النفط.
و تكتسب الجزيرة أهمية استراتيجيَّة لأنها تقع في منطقة تمارس فيها إيران نشاطا عسكريا، بالإضافة إلى كونها مقرَّا للأسطول الخامس الأمريكي.
وقد كشف تقرير سرَّبته الحكومة مؤخَّرا أنّه بإمكان العامَّة في البحرين الوصول إلى أقل من ثلاثة بالمائة من الشريط الساحلي للمملكة الصغيرة.
فملكيَة الساحل وحدها هي التي تخوِّل الأشخاص من الوصول إلى الأراضي التي نتجت عن غمر مياه البحر، والتي يتم بيعها لمن يتقدَّم بأعلى عرض لإقامة مجمّعات اقتصاديَّة أو منتجعات سياحيَّة عليها. لقد أصبحت الأرض بالنسبة للأسرة الحاكمة النفط الجديد.