Archive
Bahrain Freedom Movement
11/05/2008 – 13:14 | مرات القراءة: 274 |
خطبة الجمعة لسماحة الشيخ عبد الجليل المقداد (حفظه الله تعالى) بجامع الحياك بالمحرق بتاريخ جمادى الأولى 1429هـ الموافق لـ: 9/5/2008م (الخطبة الثانية) بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، الصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين. مجموعة من المواضيع التي أحببت التعرّض لها: الموضوع الأول: مادة التربية الإسلامية التي تدرس في مدارسنا الرسمية: ليس من المنطق ولا هو من المقبول أن يدرّس أبناؤنا في المدارس هذه المادة على وفق آراء ومعتقدات إخواننا السنة؛ فكما أن إخواننا السنة لا يرضون لأبنائهم أن يدرسوا وأن يأخذوا أحكامهم وعقائدهم على وفق مذهبنا، مذهب أهل البيت(عليهم أفضل الصلاة والسلام) فإنه من غير المنطقي أن يُتوقع منا أن نقبل أن يُدرّس أبناؤنا العقائد والأحكام على وفق مذهب آخر.
وهذا مطلب مُلحّ ولابد من رفع هذا الإشكال، خصوصاً وأن بعض الآباء لانشغالات أو لتسامح وقلة التزام قد لا يستطيع أن يصل إلى أبنائه، ويصحح لهم ما درسوه في المدارس؛ لانشغال أو لتسامح فيبقى هذا الطفل، أو هذا الولد يحمل عقائد لا نؤمن بها، بل قد تكون عقائد تنسبنا إلى الضلال وتكفرنا.والملاحظ أننا في هذا البلد لا يحق لنا أن يكون لنا بروز وأن يكون لنا وجه، وأن يكون لنا اسم في واجهة هذا البلد. حين نطالب بتدريس أبنائنا الفقه على ضوء المذهب الجعفري يأتي الجواب ـ عملاً ـ أنك لاحق لك! حقك في أن يكون لك معهد جعفري!ومما يؤسف له أنه لم نقف الوقفة الواضحة من هذا المعهد ولم نقل الكلمة الواضحة فيما يرتبط بهذا المعهد.نحن نطالب بأن يدرس أبناؤنا في المدارس الحكومية المادة التي توافق مذهبهم وعقيدتهم وأنت تقول: لا حق لك!هذا تماماً عندما نطالب أن يكون لأبنائنا الحق في الانخراط في بعض الوزارات المحرمة علينا فيأتي الجواب عملاً بأنكم لا حق لكم!فيصار إلى ابتكار وظيفة أخرى كشرطة المجتمع أو ما شابه ذلك؛ مما يعني أنه لا حق لك أن تكون في الواجهة. لا حق لك في أن يكون لك مسجد في الشارع العام؛ لأن الشارع العام يعني واجهة، يعني اسم، ولا حق لك في هذا.ينبغي الوقوف وقفة جدّية والأمر لا يتحمّل التسامح وكما لا يرضى إخواننا من السنة والجماعة ـ وقطعاً هم لا يرضون ـ بأن يُدرّس أبناؤهم فقه أهل البيت(عليهم السلام)؛ فحري بنا أن لا نرضى بأن يدرس أبناؤنا فقهاً آخر، وفقهاً لا يلتقي وفقه أئمة أهل الهدى (عليهم أفضل الصلاة والسلام).الموضوع الثاني: المنشورات المذهبية والطائفية:بين الآونة والأخرى نسمع عن منشورات وكتيبات توزّع في المدارس ولعلّها توزّع في البيوت، وسمعتُ أخيراً أنه في بعض المدارس توضع بعض الكتيبات أو المنشورات والمطويات في حقائب التلاميذ من أتباع أهل البيت(عليهم أفضل الصلاة والسلام)، وهذا الأمر بمرأى ومسمع من رجال هذا النظام.عوض أن يأتي هذا البعض للحوار الهادئ الذي يسلط فيه الضوء على القضايا بموضوعية علمية ، يميل هذا البعض من الجهّال ومن السفهاء إلى هذا الأسلوب!هذه الأساليب لا تغيّر معتقداً ولا تحدث نقلة في معتقد؛ فإن كنتَ تمتلك الحجة والبينة والبرهان فهلمَّ إلى الحوار إن كنتَ من أهل الحوار، أما هذا الأسلوب فهو أسلوب الضعفاء والسفهاء ممن لا يقدر على المواجهة، وإنما يتسلّق لأنه يعرف من نفسه الضعف والخور وعدم القدرة على المواجهة؛ ولذلك يتخذ هذا الأسلوب، وهذا أمر ينبغي أن يوضع له حد في بلد يدعي أنه لا يدعو إلى الطائفية ولا يرى التمييز بين المواطنين، فينبغي أن يضعوا حداً لهذه المهزلة ولهذه الأساليب الملتوية.الموضوع الثالث: مسألة الأخوة السجناء في الأحداث الأخيرة:ما أسهل توجيه التهم. ومن السهولة بمكان أن أتهم من أشاء، ولكن لا فائدة ولا جدوى في اتهام لا يكون مدعوماً بأدلة وبينات على إدانة هذا الشخص. والقاعدة المعروفة أن ” المتهم بريء حتى تثبت إدانته”. وإنما تثبت إدانة المتهم من خلال الطرق المشروعة لا من خلال الضرب وممارسة أساليب التعذيب الجسدي والنفسي. وهذا أمر واضح ومعروف من أن كل اعتراف يؤخذ من إنسان تحت ضغط التعذيب الجسدي أو النفسي فإنه لا قيمة له.إذا كنتم تمتلكون الأدلة والشواهد والقرائن التي تثبت إدانة هؤلاء فأوضحوها وبينوها لنا، أما حبس مجموعة من المؤمنين وأخذهم إلى السجون هكذا فهو ظلم قبيح.لقد نقل لي بعض الآباء ممن ذهب إلى زيارة ابنه في الزيارة الأخيرة أنه شاهد ابنه على حالة يرثى لها، وكان قد أتى يطلب الحل ويستنهض الهمم ويقول تحرّكوا من أجل أبنائنا، وإلا فإنه يخشى أن تصدر في حقهم أحكام.وأنا بدوري أيضاً أستنهض الأخيار والأحرار والشرفاء والعلماء، استنهضهم من أجل أن يقولوا كلمة الحق المؤثرّة. لا ينقصنا قول كلمة الحق، فأنا وغيري ولعل غيري أبلغ مني لساناً، وأفصح مني منطقاً، وأقوى مني حجة فالكلام موجود ولكنه لا ينفع فنحتاج إلى كلام مؤثر.نحتاج إلى إيصال رسائل قوية. لو بقينا نتكلم من على هذه المنابر إلى أن يرث الله البلاد والعباد ما أثرت في هؤلاء القوم، وإنما الذي يؤثر هو إرسال الرسائل القوية.لقد ظلمنا هؤلاء القوم، وظلمونا، وظلمونا. وسياطهم لن ترفع عنا إلا من خلال مواقف قوية، وإلا من خلال وحدة صف، وقد كنت أقول: لا زال أمامنا الطريق ويمكن لنا أن نحقق شيئاً ويمكن لنا أن نسترجع حقاً ويمكن لنا أن نرفع ظلامة ويمكن لنا أن نمنع من تلك السياط التي لا زالت تنزل علينا العذاب والإضطهاد.بمواقف مشرّفة ومواقف بطولية، بثبات وعزم وقوة، أما الكلمات وأما الخطب فإنها ليست لا توصل إلى نتيجة فقط، بل قد يستفيد منها هؤلاء الظالمون والمتنفذون من أجل أن يُبرزوا أن هذا البلد بلد ديمقراطي وبلد حريات، ثم تكون إجابتهم على ذلك الكلام هي: قولوا ما تقولون ونحن نفعل ما نشاء.كم تكلمنا عن التجنيس والتجنيس على قدم وساق؟كم تكلمنا عن التمييز والتمييز على قدم وساق؟ومن الغرائب أن يطالعنا بعض ويقول أنه لا تمييز في هذا البلد! لا أدري ماذا أقول؟ هل أقول هذا مما يضحك الثكلى؟! أو أقول هو من الغرائب والعجائب؟!أقول: كم تكلمنا عن التمييز والتمييز لا زال قائماً؟ كم تكلمنا ورفضا الطائفية في هذا البلد والطائفية هي القائمة في هذا البلد وهي السياسة المتبعة. وكم تكلمنا وكم تكلمنا ولكنها مجرد كلمات.الذي يوقف المتنفذين هي الكلمات الموجعة والمواقف الصلبة، الرسائل القوية.أقول: لنعمل شيئاً من أجل هؤلاء الشباب. إن كان البعض منهم قد أجرم بنظر الحكومة فل
يقدَّم إلى محكمة عادلة. لقد كنتم تنادون بأن يحظى شر البرية صدام على محاكمة عادلة، وتكلمتم وتكلمت صحفكم، وكتب أصحاب الأقلام المريضة والنفوس المريضة، تكلموا جميعاً في أن من حق صدام في أن تكون له محكمة عادلة، ولا ينبغي أن يؤخذ منه اعتراف تحت ضغط وتعذيب جسدي أو نفسي!نحن أيضاً نقول بأن هؤلاء أيضاً يستحقون محاكمة عادلة.والله لو أن هؤلاء القوم وصلت لهم رسالة قوية موجعة لكفوا عن هذا الظلم والاضطهاد وهذه الممارسات اللاإنسانية، ولكن حينما وجدوا من السكوت، أو الكلام الذي ما بات يجدي نفعاً فقد خلا لهم الجو يفعلون ما يشاءون.نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفرِّج عن إخواننا المؤمنين وأن يفرج عنا فرجاً عاجلاً.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.