Archive

Bahrain Freedom Movement

01/01/2001 – 17:57 | مرات القراءة: 1884

print_page-6523471 send_f-4081169   

بقلم : حسن عبد الله (1 يناير 2001) يعد مفهوم “الفاتح” من أبرز العقد النفسية المؤثرة في سلوك آل خليفة وتعاملهم مع شعب البحرين ، ويبدو أن لهذه العقدة أسباب متعددة منها أن آل خليفة أنفسهم يعتبرون أنفسهم غزاة “فتحوا” البحرين بالسيف واستولوا على ارض واهل البحرين بالقوة في العام 1783م.

 ونظرا لذلك يشعر آل خليفة باستمرار انهم ليسوا من البحرين وانما يملكون البحرين. ولذا يشكل لديهم عقدة “الفتح” الخوف المستمر من اهل البحرين، ورغبة في التخلص من هذه العقدة استخدموا أسلوب الاسقاط المعروف في علم التربية ، حيث يسقط المصاب بالحالة النفسية المعيبة حالته الخاصة على غيره رغبة في التخلص من بعض عنائها. ولهذا السبب لم يستطع آل خليفة استيعاب الحركات الإصلاحية في البحرين ووصفوها في أحايين كثيرة بالخيانة الوطنية والانتماء إلى عدو خارجي . ومن أسباب هذه العقدة أيضا أن آل خليفة كثيرا ما اعتمدوا على قوة خارجية من أجل حمايتهم من “عدو” داخلي و”اعداء” خارجيون. ولذا كانت سياستهم تعتمد على مبدأ اللجوء لاي طرف لحمايتهم من العدو الداخلة والعدو الخارجي. فحينما قام سلطان عمان بالاستيلاء على البحرين استنجدوا بالوهابيين، وحينما استولى الوهابيون على البحرين استنجدوا بسلطان عمان لتخليصهم منهم ، واسستنجدوا بالايرانيين تارة وبالعثمانيين تارة اخرى. ثم رموا بأنفسهم على البريطانيين ووقعوا معاهدة 1820 رغم انهم لم يكونوا طرفا فيها من الأساس. لم تكن لهم سياسة محددة في التعامل مع الدول المجاورة ، وهذا الأسلوب الذي اتبعه آل خليفة جعلهم ينظرون إلى شعب البحرين بنفس النظرة وكأن شعب البحرين سيعتمد على الطرف الخارجي لازاحتهم. ويمكن أن نضيف إلى ما سبق من أسباب سببا آخر وهو يختلف نوعا ما عنها حيث يتميز بأنه لا يشكل جزءا من “العقدة” وإنما هو حالة مقصودة وذات أهداف واضحة ، فآل خليفة يستغلون مصطلح “الخطر الخارجي” كسلاح إعلامي قوي في مواجهة أي حركة إصلاحية في البحرين ، فحتى لو كان آل خليفة على يقين من أن الحركة الإصلاحية لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بأي طرف خارجي آخر إلا أنهم يصفونها بهذا الوصف رغبة منهم في سحب البساط من تحت الحركة الإصلاحية تمهيدا للقضاء عليها . لقد استغل آل خليفة هذا وصف “الخطر الخارجي” لتصفية الحسابات مع الشعب في البحرين. ففي فترة الصراعات التي وقعت في بداية القرن الثامن عشر استطاع سلطان عمان السيطرة على البحرين (1799) وأخذها من آل خليفة ، فاتهم آل خليفة اهل البحرين بأنه كان السبب في ذلك وألقى عليه مسئولية ما حصل وأصبح حينها شعب البحرين متهما بالتعامل والتمهيد “للعدو الخارجي”. وكانت هذه التهمة طريقا وحجة لتصفية الحسابات ولذلك قام آل خليفة بمذابح ومجازر في حق أبناء البحرين بعد أن استطاعوا العودة للبحرين (1802). وفي ذلك يقول الكاتب العماني “السيابي” (1986م) :”قبض شيوخ البحرين بلادهم ووضعوا رئاستهم عليها ، وهجم الزعماء على البحارنة بعد منصرف سالم بن سلطان وأصحابه منها ، وقتلوا الكثير منهم وأذلوا الأكثر ، وحازوا الأموال وتفرق جمع الشيعة في سائر البلدان ، وعذبوا الباقين منهم بها عذابا أليما ونكلوا بهم فوق الحد بدعوى دخول سلطان البحرين ، لأنهم يدعون أن دخوله كان بسببهم ، وأنهم هم الذين حركوه على البحرين ” . ومن الجدير بالذكر هنا أن آل خليفة هم الذين أخذوا يتوسلون “للطرف الخارجي” لأن يأتي البحرين لتخلصيهم من “العدو الداخلي” ، وبذلك فتحوا أبواب البحرين لأطراف مختلفة دون وازع وطني ودون احساس بالانتماء لاهل البحرين. ومن أوضح الأمثلة على ذلك أيضا ما صنعه الشيخ محمد بن خليفة حيث رفع علم الدولة العثمانية في جانب من قلعته ورفع علم الدولة الايرانية في الجانب الآخر منها ، وذلك حتى إذا ما اعتدت إحداهما عليه اعتمد بالثانية عليها ، وهذا كله لا يعد تمهيدا للعدو الخارجي للاستيلاء على البحرين في نظر آل خليفة بل يعتبرونه قمة الحنكة السياسية !!! . والعجب أن يأتي بعض الكتاب ليفخر بأن آل خليفة استطاعوا التمسك بحكم البحرين منذ دخولهم عام 1783 حتى يومنا هذا ، وكأنهم لم يعلموا بأن آل خليفة لم يفعلوا هذا إلا بالمكر والغدر وبفتح الباب لكل محتل ومستولي لكي ينفذ إلى البحرين. فكان الهدف الأول والأخير هو حفظ عرش الحكم في البحرين وبقاء آل خليفة عليه حتى لو كان ذلك على حساب الوطن والشعب. حتى أن الصراع بين آل خليفة أنفسهم على عرش الحكم كان أحد الأسباب الهامة التي فتحت الباب واسعا لنفوذ العدو الخارجي. وفي ذلك يقول الدكتور محمد الرميحي :”يلاحظ في القرن التاسع عشر ، والسنين الأولى من القرن العشرين أنه كلما ازداد الصراع والتنافس على الحكم بين فروع آل خليفة فقدت البحرين جزءا من استقلالها ، هكذا في تناسب عكسي مضطرد ، إلى أن وصل الصراع إلى مرحلة مكنت للأجنبي أن يضيق الخناق على البحرين فصار هو المتصرف الأوحد بأقدارها ، كما أن الشعب البحراني قد قاسى مباشرة من هذا الصراع في تدهور وضعه الاقتصادي ، ومن خلال تحكم الأجنبي فيه”. ويقول أيضا :”وهكذا فإننا نرى أنه خلال معظم سني القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين كان الصراع بين آل خليفة على الحكم سببا من أسباب إغراء القوى الخارجية في السيطرة على هذه الجزر” . وبعد ما تقدم نستطيع القول بأن آل خليفة هم الذين فتحوا أبواب البحرين لكل محتل ولكل “خطر خارجي” بسبب طمعهم وجشعهم في ثروة البحرين التي تستحق – في نظرهم – التفريط في الوطن والشعب ، فآل خليفة لم يستولوا على البحرين من أجل شعبها ولا من أجل تحويلها إلى وطن وإنما من أجل أن تكون ملكا لهم وبقرة حلوب تطفي لهب شهوة التملك والاستعباد التي كانت المحرك الأساس في الكثير من سلوك آل خليفة وتعاملهم مع شعب البحرين . 

وفي مقابل ذلك وجد شعب البحرين نفسه أمام حكومة تفتح أبواب الوطن للطرف الخارجي وتستخدم الأجانب لقمعه ، فصار الضحية للجشع والطمع ، ومن هوان الله على هذه الدنيا صار ابن البحرين يوصف باللاوطنية وبأنه مسير من قوى خارجية.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close