Archive

Bahrain Freedom Movement

شهيد آخر يتحدى أشباه الرجال من الطغاة والقتلة والسفاحين والعملاء

حركة أحرار البحرين الإسلامية – 17/12/2007 – 10:25 | مرات القراءة: 1849 print_page-7931366 send_f-4003523 add_comment-3125673  

فعلوها مجددا، وهكذا يفعل المجرمون السفاحون. مزقوا جسد الشهيد بأوامر سامية، وهذا هو دأب القتلة. قتلوا ابن البحرين البار، في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الهانيين، في ظل “المشروع الاصلاحي” الذي فاق الحقبة السالفة في الاجرام والحقد والظلم، فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 ننعى الشهيد، كما نعينا محمد جمعة الشاخوري، ومهدي عبد الرحمن وعباس الشاخوري، وقبل هؤلاء نعينا قافلة طويلة من الشهداء كان آخرهم في حقبة ا لانتفاضة المباركة، نوح خليل آل نوح. ان اليد التي امتدت لتمزق جسد الشهيد نوح، هي نفسها التي مزقت جسد الشهيد علي جاسم، وان القوانين الجائرة التي استعملت لحماية قتلة شهداء الانتفاضة ابتداء بالهانيين، هي القوانين نفسها التي تستعمل اليوم لتكميم الافواه واسكات من يرفع صوته مطالبة بالتحقيق في جرائم القتل خارج القانون، وتحت التعذيب. فرق الموت الخليفية تمارس الارهاب على اوسع نطاق، وتتمتع بحماية قصر الشيخ حمد وجلاوزته، وفي مقدمتهم الطائفي المقيت، خالد بن أحمد آل خليفة. ولطالما قيل ان العهد الحالي يختلف عن سابقه، فما الذي تغير؟ قبل بضعة ايام جيء بالشاب السيد أحمد من السنابس للتحقيق امام المخابرات ، وكان قد تعرض لجروح بليغة في رأسه لمشاركته في مسيرة السنابس، وبدأوا يضربونه على الجروح نفسها امعانا في العنف والأذى والارهاب. هذه هي الروح الخليفية الشريرة الحاقدة التي ولغت في دمائنا منذ عقود، وما تزال تفعل.لم يكن جرم الشاب علي جاسم الا انه أصر على احياء ذكرى الذين سبقوه في ميدان الشهادة، فكان على موعد معها. فكأنه كان يعلم قدره المحتوم، وان عدو الشعب اللدود، الذي أصدر قرار اطلاق النار في ديسمبر 1994، ضد ابناء البحرين، قد جدد عزمه على سفك المزيد من الدماء، فرفع قبضته هاتفا بسقوط الجلادين والقتلة. سار على درب السابقين، واحتذى حذوهم، لعلمه انهم ساروا على طريق الحق والهدى والايمان، ونالوا الشهادة بعد ان عاهدوا الله على مقاومة الظلم والاستبداد والارهاب والاحتلال الخليفي. كان يعلم انه يواجه عصابة أشد حقدا من الصهاينة الذين احتلوا أرض فلسطين، ولكنه لم يخش كيدهم او بطشهم، فاستعان بالله وسار على طريق الشهداء. وما هي الا لحظات حتى كانت الكلاب الخليفية تنهش جسده الطاهر، بأوامر مباشرة من الطغاة. استطاع الافلات من ايديهم، وهرع الى منزله، ولكن جروحه كانت بليغة جدا. أخذه اهله الى المستشفى، ولكنه فارق الحياة في الطريق، فطارت روحه الطاهرة الى ربها، تلعن الارهاب الخليفي، وتشتم اليوم الذي حلت فيه هذه العائلة المجرمة ارض اوال.  قبل اسبوعين أعلن السفاح خليفة بن سلمان انه وابن أخيه، الحاكم الحالي، متفقان على طريق ادارة البلاد، وانه غير آسف على ما اقترفته يداه في العقود السابقة، وان سياسته مستمرة بدون تغيير، مسخفا بذلك من يقول ان ثمة تغييرا في الممارسة السياسية قد طرأ على الحكم الخليفي. قال هذه الكلمات، وأصدر معها الاوامر لكلابه المتوحشة، بنهش الاجساد وتمزيق الابرياء. فكان علي جاسم، ذلك الشاب المنحدر من عائلة تقطن منقطة فقيرة في اسكان جدحفص، في طريقها وهي تهم بالفتك. من قال ان الكلاب يمكن ان ترعوي عن نهش الاجساد؟ ومن قال ان المحتلين يمكن ان يحكموا بالقانون والدستور؟ ومن قال ان اللصوص يتحولون الى شرفاء يعيدون الحق الى اهله، ويعتذرون عن سرقاتهم ونهبهم؟ ومن قال ان عقلية الاجرام والاحتلال تتحول بقدرة قارد الى عقلية متحررة متطورة متحضرة “تنافس أعرق الديمقراطيات في العالم”. من قال ان حمد بن عيسى آل خليفة يختلف في سياسته عن عمه الطاغية؟ ومن قال ان نجله سيكون أرفق بأهل البحرين من كليهما؟ مساكين نحن ان اعتقدنا بشيء من ذلك، ونحن نرى ما يجري لشبابنا في وضح النهار. لقد مارس خليفة، كما اعترف في مقابلته الاخيرة مع صحيفة “السياسة” الكويتية أبشع اساليب التعذيب والبطش، وها هو حمد يسير على خطاه ويهتدي بهديه، ويساوم اهل البحرين على حياتهم وحقوقهم.من كان على قلبه ذرة من الشك في الاجرام الخليفي، فها هي دماء الشهيد علي جاسم تغلي وتتنمنى عليه ان يعيد النظر في ما يعتقد ويقول. ومن كان مترددا في قناعته بالاجرام الخليفي ووجوب مواجهته والقضاء عليه، فليراجع نفسه وليحكم ضميره وليفكر بقلب متحرك، ليرى بعينيه حجم الاجرام المتصاعد في السنوات السبع الاخيرة، وليكتشف ان قتل الشهيد علي جاسم، ليست سوى حلقة في مسلسل القتل والسياسات الدموية التي ينتهجها النظام الخليفي بدون رحمة او شفقة. يا شهيد عيد الشهداء، عذرا ان رأيت التداعي يسري في جسد بعض قطاعات الشعب، فلقد شاهدت بعينيك حالة التهافت على مناصب النظام العفن وامواله ووجاهاته الموهومة. ورأيت كيف سعى البعض للتنكر ليوم الشهداء، فأبيت الا ان تؤكد هذا اليوم باضافة دمك الى دمائهم، والسير على خطاهم، ومشاركة ارواحهم في الخلود الأبدي عند الله المقتدر الجبار. صعدت الى أعلى عليين في ذكرى استشهاد الهانيين، فطوبى لك في الخالدين، وتبا للقتلة والسفاحين والجلادين، , والموت للطغاة والمستبدين، وعهدا لك ولاخوانك ان لا نمد أيدينا يوما الى هؤلاء الظالمين، او نجالسهم او نهادنهم او نقبل بحكمهم. لقد عشت مؤمنا واستشهدت راضيا قانعا، وسرت على طريق الشهداء والصامدين، ورفضت طريق الخنوع والاستسلام، وترفعت على دنيا الصغار وعشت خالدا مع الكبار، من الانبياء والرسل والشهداء. طوبى لك وهنيئا لك الجنة، في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندكحركة احرار البحرين الاسلامية17 ديسمبر 2007 (عيد الشهداء) 

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close