Archive

Bahrain Freedom Movement

وفي حديثه حول الحوار مع الملك في لندن، قال المشيمع بأن دعوة الحوار مجرد محاولة لتمرير الوقت لتطبيق الخطة التي ذكرها البندر، مشيراً: لا تتفائلوا كثيراً لأن هذا مجرد لقاء، وقد عوّدنا التاريخ أن نسمع وعود كثيرة ولكن التنفيذ وتفعيل تلك الوعود لم نرى منه إلا العكس. وذكر المشيمع: كنا على حذر في أن نمضي أو نعلن أن هناك حوار قبل أن نستكشف بعض النوايا والتوجهات، و أحب أن أقول هنا أننا إلى حد الآن نرى أن عنوان اللقاء وعنوان الحوار غير موجود على أرض الواقع، بل ربما يكون هذا اللقاء أو حتى العنوان الأولي للحوار هو مجرد محاولة لتنفيذ خطوات وأجندة أخرى

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله حمداً كثيراً كما هو أهله،
وصلى الله وسلم على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وعلى أصحابه المنتجبين.

السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات
جميعاً ورحمة الله وبركاته،
وتقبل الله أعمالكم إن شاء الله.

البحرين إلى أين؟

أين تتجه السلطة وإلى أين نحن ذاهبون؟

حديث قد يتسلسل، لأني في محاولة لبعض الخطوط، وبعض الأمور التي دارت هنا أو هناك. قد توجد بعض النقاط التي لم أوضحها من باب المصلحة، ومن باب أن نعرف أيضا – وهذا الكلام قلته منذ رجوعي ( من لندن ) – قلت لا تتفاءلوا كثيراً؛ لأن هذا مجرد لقاء، وقد عوّدنا التاريخ أن نسمع وعوداً كثيرةً ولكن تنفيذ وتفعيل تلك الوعود لم نر منه إلا العكس!

وكنا على حذر في أن نمضي أو نعلن أن هناك حواراً قبل أن نستكشف بعض النوايا والتوجهات. وأحبّ أن أقول هنا أنه لحد الآن، عنوان اللقاء والحوار غير موجود على أرض الواقع، بل ربما يكون هذا اللقاء أو العنوان الأولي للحوار هو مجرد محاولة لتنفيذ خطوات وأجندة أخرى سأكشف عن بعضها الآن وسأستمر في ذلك.

هناك تصريح في نفس اليوم، في الليل كان التصريح، وفي نفس اليوم كان لقاؤنا مع السفير السابق، وحالياً رئيس جهاز الأمن الوطني، والذي جرى بعده اللقاء مع الملك في لندن بيوم أو يومين.

وهنا أريد أن أنقل بعض التصريحات، جزء منها تصريحات للملك، والجزء الآخر تصريحات الدكتور صلاح البندر.

من المؤسف أن الدكتور صلاح البندر برغم ما يشاع عنه، وهو كثير، لأكثر من مرة سمعنا من كلاماً ووجدنا أنّ ما يقوله يطبّق ويفعّل على أرض الواقع ( بحذافيره ) بينما ما تقوله السلطة، ومن أعلى السلطة، لا نرى إلا العكس يطبق على أرض الواقع.

في نفس الليلة كان هناك لقاء مع الدكتور صلاح البندر، حيث قال بأنّ لديه كلامٌ مهمٌ يريد أن يوصله إلينا وأنه – بحسب البندر- هو نقلاً عن مسئول بريطاني قاله له. ومن هنا أثناء لقائنا في اليوم التالي بالسفير لم يخبرنا بدايةً بأن الملك كان قادماً ( إلى لندن )، ولكن المعلومة ذكرها الدكتور البندر وكنا على علم بها مسبقاً بأن الملك قادم اليوم، ولما سألناه عن ذلك ( بدا مرتبكاً ) و قال بأنه ذاهب لاستقباله، وهو لم يكن يريد أن يكشف عن ذلك!

وهذا يدل على أنه فعلاً توجد معلومات إلى حدّ ما جدية ، وهذه المعلومات التي ينقلها الدكتور صلاح البندر، بحسب كلامه، أنها معلومات من مسئول في الخارجية البريطانية.

والآن نتابع ونقارن ونقرأ بعض المؤشرات التي تبدو بأن كلام صلاح البندر أكثر مصداقية من كلام المسئولين في الدولة.

حيث قال البندر بأن ملك البحرين قادم إلى بريطانيا وإلى أمريكا وأن لديه نقطتان يريد أن يصل إليهما:

(1) النقطة الأولى: تتعلق باحتمال نشوب الحرب على إيران، فبالتالي الملك ذهب ليطلب تأكيداً من قبل بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية بحماية البحرين في حال تم توجيه ضربة عسكرية ضدّ إيران. هذا الكلام كان في شهر مارس؛ لأن التوقعات كانت تشير إلى احتمالية توجيه ضربة عسكرية لإيران خلال شهر إبريل أو مايو.

(2) النقطة الثانية: ( وحتى أكون دقيقاً، لأني سألت البندر، هل هذا كلامك أم هو كلام المسئول البريطاني، وأكد البندر بأنه كلام المسئول البريطاني وليس كلامه ). أن هناك نية مبيتة لضربة أمنية قادمة ( في البحرين )، وأنّ جزء منها هي محاولة لتصفيتكم أو اعتقالكم، [ هتافات: الله أكبر، النصر للإسلام، الموت لآل خليفة، تنحي يا خليفة، عن منصب الرئاسة، الشعب في انتكاسة، تنحى يا خليفة، فليسمع أمن الدولة، هيهات منا الذلة، فليسمع رأس الدولة، هيهات منا الذلة، خليفة اليوم نقله، هيهات منا الذلة ]. هذا التصريح – ونحن أخذناه على محمل الجد، ومن يرجع ويقرأ أوراق البندر لا يستبعد هذا الأمر- لكن كنا نحاول أن نتأكّد.

المؤشرات التي سأتحدث عنها، وجزء منها وردت في تصريحات رئيس جهاز الأمن الوطني في البحرين، وسأنقل بعض الأجزاء وسأستمر في ذلك؛ لأنه أيضاً يبدو أنّ الرسالة التي نريد أن نؤكّد عليه أن الدعوة إلى الحوار هي مجرد محاولة لتمرير الوقت والاستفادة من ذلك لتطبيق الخطة التي ذكرها البندر. وسنذكر أن هذا الكلام، هل له مؤشرات تؤكّده أم لا، وهو مجرد حدس؟

تصريح للملك نفسه، خلال اللقاء الذي جرى، لم نطلب ( الإفراج عن المعتقلين ).. كان كلامنا باتجاه مختلف لأنه كانت هناك قضايا أساسية نحتاج أن نتحاور حولها، وإذا وجد الصدق والنيّة الصادقة والجدية فإننا نضمن أن مستقبل البحرين سيكون أفضل للجميع، للحكومة وللملك ولشعب البحرين، بشرط أن يكون هنالك حواراً جاداً يطرح القضايا الأساسية ويعالجها من أجل الوصول إلى حل.

في أثناء اللقاء مع الملك، قال الملك – دون أن نتكلم نحن – هذه الكلمة، وأنا حرصت ألا أنقل الكلمة، حتى أن زوجة أحد المعتقلين أرسلت إلي رسالة نصية، تسألني هل فعلاً وعد الملك بإطلاق سراح المعتقلين؟ ولم أجبها لأنني اعتدت أن الوعود كثيرة في هذا البلد ولكن الفعل مخالف لتلك الوعود [ هتافات: الله أكبر، النصر للإسلام ]. لم أرد أن أقدم آمال وطموحات ومجرد وعود، إلا عندما أرى ذلك فعلياً على أرض الواقع.

قال الملك ابتداءً أنني لم أخرج من البحرين إلا وقد اتخذ قرار مع وزير الداخلية بالإفراج عن سراح المعتقلين – معتقلي ديسمبر- هذا التصريح كان بتاريخ 21/3/2008م، ونحن اليوم في نهاية شهر 5 وسندخل شهر 6، ( وحتى الآن لم يتم الإفراج عنهم ). وهذا التصريح نقلته الوفاق أيضاً، بل نقله أيضاً بعض العلماء قبيل مسيرة الفورمولا، بأنّ هناك تأكيد بإطلاق سراح المعتقلين، ولم يحصل شيء!

والتبرير الذي يساق هو تبرير غير مقبول البتّة، بأنّ أحداث كرزكان عرقلت عملية الإفراج عن المعتقلين! ما علاقة هذا الموضوع بذاك؟

ثم متى وقعت أحداث كرزكان بالضبط؟ لكي نبين المدة بين وعود الملك وأحداث كرزكان، لكي نقرأ هذه الأحداث وماذا تعني! فالفترة لم تكن بعيدة جداً بين التصريح الرسمي والتصريحات الأخرى، وبين الأحداث التي حصلت في كرزكان! ودخول رئيس الوزراء في نفس الليلة وكأنه على موعد مسبق، وكأنه ينتظر أن يتم إخباره بالحدث لكي يخرج بتصريحه الجهنمي والذي قال فيه بأنه سيضرب بيد من حديد. كان جاهزاً للتصريح في نفس الليلة!

وكل الأحداث التي تلت ذلك، واستخدام العصا الحديدية لضرب كل المواطنين، وإهانة الناس في الشارع، وضرب النساء، واعتقال أطفال، وحملة اعتقالات، وإصدار أحكام على المعتقلين دون حضور محام.

لدي مجموعة أسئلة: القرار في البحرين بيد من؟ ونحتاج لجواب، لأن الوضع معقد. هل الملك هو صاحب القرار أم رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان هو صاحب القرار؟ الملك يعد الوفاق ويطلق وعوداً إلينا أيضاً من دون أن نطالبه ( الوعود بإطلاق سراح المعتقلين )، ولكن لا يتم تنفيذ القرار! مع العلم بأنه في ذلك الوقت لم تكن أحداث كرزكان قد حصلت! ولو أنّ القرار تم تنفيذه في نفس اليوم الذي صرّح فيه الملك بتاريخ 21/3/2008م، ما كانت لتقع أحداث كرزكان بالمرّة!

إذاً، هذا يعني أن النية كانت مبيتة فعلاً لافتعال أحداث كرزكان لتنفيذ الضرب الأمنية التي تحدّث عنها البندر.

جزء من كلام رئيس جهاز الأمن الوطني في البحرين، وأنا الآن بصدد الكشف عن كثير من المعطيات، والبعض قد أتحدث عنا لاحقاً؛ لأن هناك أمور لها علاقة بالوفاق وبالعلماء، وهذه قد نتحدث مع الإخوة فيها: أن هناك مخطط واضح للتفتيت وإيجاد الصراخ البيني، وإيجاد مفارقات أوسع، ولعلّ الجميع يلتفت إلى مدى الخطر المحدق بشعب البحرين بأجمعه وبكل أطيافه، دون استثناء لسني أو شيعي، أو قسم من الشيعة مشاركين أو مقاطعين! الكل مستهدف في هذا البلد، وإذا لم نكن يداً واحدة للتصدي لهذا الظلم القادم والماحق فإنه سيكون خطراً يتحمل تبعاته الجميع.

يصرح جهاز الأمن الوطني ( نصاً) : ( اليوم جهاز الأمن الوطني أكبر 4 مرات من أي وقت مضى ). ماذا نفهم من هذه الرسالة؟ وأيضاً جزء من كلامه بأن الحوار ينبغي ألا يكون سقفه رفيعاً! وفي جوابه على جزء من السؤال عن معنى السقف الرفيع، قال: ألا تطالبوا باستقالة رئيس الوزراء!

هل رأيتم أين العلاقة؟ أن رئيس الوزراء دخل على الخط كرئيس للحكومة، هو من يقوم بتوجيه الضربان الأمنية، أو أن هناك دوراً متكاملاً بين الجميع. لأنه واضحٌ، أولاً: التصريحات المتعاقبة، تصريح وزير العدل، وتصريح وزير الدفاع، وتصريح وزير الداخلية قبل أيام. وكلها تمارس عملية تهديد وتعتبر الناس مجرمين، وأن الجهة المعصومة فقط هي هؤلاء المجنّسون والجلاوزة الذين يؤتى بهم بالآلاف ولحد الآن!

حتى هندرسون الذي قال لي سابقاً بأنه لم يعد موظفاً في الداخلية لا زال كذلك، ولدي إثبات على ما أقول! لا زال موظفاً في الداخلية يمارس نفس الدور .. [ هتافات: الموت لهندرسون ].

وتصريحات رئيس جهاز الأمن الوطني بأن الجهاز أصبح أكبر 4 مرات من الماضي تصب باتجاه الضربة الأمنية التي أشار إليها البندر.

وتعليق رئيس جهاز الأمن الوطني على ما أشيع من وجود استهداف ونية التصفية لرموز المعارضة بأنه كلام مخابرات وغير صحيح، ولكن المؤشرات تدل على خلاف ذلك، حتى الاعترافات من قبل المعتقلين وما يمارس عليهم من تعذيب كلها تصب في مجال معين؛ وهو أننا باتجاه مزيد من الاعتقال حتى لا يبقى أحدق ليدافع عن حسن مشيمع عندما يعتقل! [ هتافات: المشيمع لا يساوم، من أجلنا يقاوم ].

أعود وأسأل: من هو صاحب القرار في هذا البلد؟ من يملك الصلاحيات الحقيقية؟ ومن ينفذ التقارير، ويطبق القانون المخالف لأبسط الأعراف الدستورية في البحرين؟

اليوم سمعنا، في جلسة المحاكمة الفائتة بتاريخ 28/5/2008م، إلى أي درجة وصلت الوقاحة والظهور والانكشاف بأن النيابة في الأخير هي ليست جزءً منفصلاً عن وزارة الداخلية ولا عن الجلادين! بل هي نفس الجهاز ولكن تحت مسمى آخر! بمعنى أن كل الأجهزة أصبحت جهازاً واحداً. المحكمة والقضاة والنيابة كلها تعمل من أجل تنفيذ ما تطلبه الحكومة، ولا يوجد حديث عن نيابة تدافع عن حقوق إنسان ..

وقرأنا بعض ما نشر في الصحافة من تقارير للمحامين بأنه أولاً، مسألة الضرب والتعذيب حينما يذهبون ويشتكون منه لا تستجيب النيابة لشكاوى هؤلاء. أكثر من هذا، ومن خلال كلام المحامين، بأن الحال السيئة وصلت إلى أن ضابط التحقيق يقف عند باب محقق النيابة العامة، وقبل ذلك كان قد هدد المعتقل بألا يتكلم أو يغير أقواله وإلا سوف يقومون بتعذيبه أكثر! وبذلك لا يستطيع المعتقل أن يتكلم، و موظف النيابة لا يستطيع أن يطلب من الضابط الابتعاد! وهذا دليل على أن الكل يعمل من أجل تنفيذ أجندة واحدة فقط، يسعى لها النظام. سواء كان رئيس الوزراء خليفة بن سلمان، أو نقول أن هناك تواقاً بين مختلف الأطراف في البحرين ضمن سيناريوهات قادمة في المستقبل.

التصريحات المتشددة جداً واعتبار الكلّ مجرمون، ومنها تصريح وزير الداخلية قبل عدة أيام والتي قال فيها إنّ « ترك المخالف والتغاضي عنه يعني الفوضى « و «لا قبض إلا بالقانون والعابثون يتحمّلون تبعات أفعالهم«. ( الوسط العدد 2090 الثلاثاء – الموافق 27 /5/2008م )

يقولون إنهم يقومون بتطبيق القانون، فأين القانون من تخاذل النيابة؟ أين القانون من التعذيب؟ أين القانون من انتهاك حرمات البيوت؟ أين القانون من ضرب النساء في الشوارع؟ أين القانون من استدعاء الأطفال للتحقيق معهم؟ أي قانون التزمتم به لحد الآن، لكي تقول بأنكم لا تتصرفون خارج نطاق القانون وأنكم تعتقلون الناس بحكم القانون؟ أي قانون؟ علماً بأن أصل هذه القوانين هي مخالفة للدستور، وقد أطلعتكم قبل أسبوعين على بعض نصوص الدستور ومخالفة القوانين لتلك النصوص. فأنتم لا تلتزمون لا بالدستور ولا بالقوانين!

ثم إنّ من يريد أن يحاكم إنساناً – هذه الجرائم التي تحدث من قبل المرتزقة الذين تجنسوهم يومياً – أليس هذا سيؤدي إلى أخطار قادمة في البحرين؟ هل طبقتم قوانينكم؟ أم التطبيق هو فقط على المواطنين الشيعة وغيرهم لا؟ هل هناك تطبيق فعلي للقانون أم أنّ هنالك انتقائية ومزاجية في التطبيقات؟

وهذا يحصل ليس للمقاطعين فحسب، وإنما حتى للذين شاركوا .. الجمعيات .. جمعية العمل الإسلامي قبل مدّة ألغيت انتخاباتها وهددت بقطع المساعدات المالية، و أيضاً هناك تهديد للوفاق، ولا أدري هل سيتم الالتزام به أم لا؟ لكن هناك تهديدات بإلغاء كل انتخابات تجري داخل المآتم! من أين أتى كل هذا؟ ارجعوا إلى تقرير البندر – الورقة الثانية – لتروا أنه موجود وقد حذرنا منه منذ البداية بأن الخطر قادم، وأن السلطة ماضية بتفعيل كل ما جاء في أوراق البندر! الاعتداء على المآتم وتهديدها وتبديل المسئولين عليها، و أيضاً محاصرة المساجد والآن هم بصدد تطبيقات، ومن الواضح أن كلام وزير العدل الذي صرح به يصب في هذا الاتجاه. ولا تستغربوا إذا صدر أمر مستقبلاً بإغلاق المسجد وعدم فسح المجال لحسن مشيمع للتحدث فيه! ولا تستغربوا في المستقبل إذا منعت بعض مواكب العزاء من الخروج، أو إذا منع من تصدر بعض الكلمات داخل العزاء!

وللأسف الشديد، فإن ما قام به حزب البعث، يطبق ويمارس في البحرين كما فعل صدّام! .. وأصبح من الطبيعي أن أيّ اعتصام أو مسيرة تتحرك ستتعرض للقمع. فلا يوجد تعامل سلمي، بل التهديد باستخدام القوة وأبشع أنواع العنف، لمجرد مسيرة تطالب بحق!

هذا في الوقت الذي تسرق فيه أموال البلد بالمليارات، والذين يسرقون أمواله ينبغي أن يقدموا للمحاكمة. ولكن القانون لا يطبق إلا على من يطالب بحقه، و يستخدم القانون لمحاصرة الأحرار ومن يريد العزة والكرامة الحقيقية، أمّا من يلعب بالبلد ومقدراته وينهب أمواله فهؤلاء مطلقو السراح! ومن يمارس التعذيب وينتهك الحقوق فهؤلاء يشجعون! الباكستاني يعتبر شهيداً للوطن وشهيداً للواجب، أمّا غيرهم .. لم تحققوا في قتل علي جاسم .. أين التحقيق؟ بينما اهتممتم بمقتل الباكستاني ولا زالت التصريحات اليومية تؤكد على أهمية هذا الإنسان، أمّا ذلك البحريني الذي قتلتموه فلا أحد يسأل عنه! هذا غير الذين قتلتموهم في فترة سابقة، والذي لا زالوا يعذبون بأشكال بشعة داخل السجون! [ هتافات: فليسمه رأس الدولة، هيهات منا الذلة .. ].

وليس المسيرات والاعتصامات فقط باتت ممنوعة، بل حتى الندوات! .. الندوة في كل مكان أمرٌ طبيعي تقوم به الأندية، المآتم .. الآن حتى الندوات أصبحت ممنوعة!

الندوة التي كان من المزمع إقامتها في كرباباد المتعلقة بطلب تنحية رئيس الوزراء منعت باستخدام القوة وتهديد رئيس المأتم.

والندوة التي كان من المفترض إقامتها في سترة قبل البارحة أيضاً منعت مع أنها لا تتعلق برئيس الوزراء، بل هي إسلامية تتناول عنواناً إسلامياً ( الإسلام بين الجمود والتغيير )، وكان من المؤمل أن يحاضر فيها الشيخ عبد الجليل المقداد والأستاذ عبد الوهاب حسين. تمّ استدعاء رئيس المأتم ( مأتم العطار ) وتهديده بغلق المأتم بالشمع الأحمر وتحمل كامل المسئولية، والتهديد بالتدخل وضرب المأتم!

كأنما تريد الحكومة أن تقول أنّ هذه هي رسالتنا، ومفهوم بتطبيق القانون، ما هو إلا مجرد حالة مطاطية، وسنخنقككم في كل مكان! ونمنعكم ليس فقط من الخروج في مسيرات واعتصامات بل حتى من إقامة الندوات في المآتم، وسنمنعكم من إقامة أي نشاط سياسي في أي مأتم أو مسجد!

وهذا طرح أقول بأن علينا أن نلتفت، إذا كنا ندافع فعلاً عن دين وإسلام، وكنا نعتقد فعلاً أن الإسلام اليوم في خطر في البحرين.

هذا الكلام بألا تطرح السياسة في المساجد أو المآتم هو تطبيق لأجندة أمريكية غربية، ومعنى هذا أنهم يريدون للمأتم وللمسجد أن يكون خالياً من المضمون لا قيمة له. وهي محاولة لتجريد المآتم والمساجد من مضامينها الحقيقية، ومحاولة لفصل الدين عن السياسة، وكأنّ السياسة هي شيء خارج عن إطار الدين! وكأننا لم نعرف دين الإسلام الذي مارس الرسول (ص)، ومارسه أهل البيت الذي يتعلق بالسياسة والاجتماع دون فصل. والذي يقول بفصل الدين عن السياسة فهو يطرح أجندة غربية علمانية بعيدة عن حقيقة الإسلام، وإذا قبلنا بذلك، فمعنى هذا أنّ علينا أن نتجرد من الإسلام ونبقى فقط ضمن الطقوس العبادية، كالمسيح، يذهبون للكنيسة لأداء الصلاة والترانيم دون أن يكون هناك شيء آخر، خلافاً لكتاب الله وأمره، وخلافاً لقول رسول الله (ص). [ هتافات: لبيك يا أستاذ ].

أعتقد أنّ هذا الخطر ليس خطراً على الشيعة وحدهم، بل هو خطر على الدين الإسلامي بشكل عام شيعة وسنة، هم الآن أمام خطر أمام القوانين القادمة.

أعود لأقول، بعدما ذكرته، وسأذكر المزيد خلال الأيام القادمة، إذاً البندر يقول بأنّ هناك ضربة أمنية، وهذه الضربة بدأت بالفعل. من خلال مسلسل كرزكان، فحادثتي كرزكان كان سيناريو لمسلسل قد تم إنجازه، والآن تستمر بقية المسلسلات!

في الأسبوع الماضي، في السهلة، مجرد اعتصام بسيط، مع أنّ قوات الشغب حاصرت المنطقة منذ البداية. أتت حملت الاعتقالات لاحقاً، هذا ما يقومون به في الوقت الحاضر، لا يعتقلونك في مسرح الحدث، بل يذهبون لبيتك. ومعنى هذا أن لديهم أسماء للناشطين، وتحت أي مسمى سواء كان مشاركة في مسيرة أو غيرها، رأساً يصدرون حكماً عليك!

بالأمس اتصل به إحداهن، تقول بأن ولدها وعمره 15 سنة تم اعتقاله بالأمس وأصدر بحقه على الفور حكم بالحبس لمدة 3 أشهر!

وكذلك البقية الذين تم اعتقالهم، يعتقلونهم من بيوتهم، وبدون وجود محام، يصدرون بحقهم الأحكام!

وأنا من هذا المقام أبعث برسالتين، وعلى الجميع أن يلتفت:

1- وهذه رسالة لنا ينبغي أن نستفيد منها: أقول بأن محاولة إرهاب الجميع، إذا قبلنا بتمريره فسيكون مصيرنا كمصير العراق، ومصير الذين قبلوا بحكم صدّام، واستسلموا لواقع صدّام. وصدّام لم يكن قوياً في البداية لكن الصمت المستمر جعل صدام قوياً وبدأ بتنفيذ قوانينه ( الجائرة ). ومنع حتى صلاة الجماعة من أن تقام! هل نريد لهذا البلد الصغير أن يتحول لعراق آخر،.. بحيث أن هناك دين بمزاج، الحكومة تريد أن تمارسه وتطبقه رغماً على أنوف المواطنين الأحرار! أنا لا أتكلم عن فئة دون أخرى، أقول لكل شعب البحرين، عليه أن يلتفت اليوم إلى خطورة ما يحدث الآن على الساحة البحرينية. وأنه، لا سمح الله، إذا سمح لهؤلاء أن ينفذوا أجندتهم، فإن الوضع جدُّ خطير في المستقبل .. وكل شيء يمكن أن تتوقعوا حصوله!

2- أقول للحكومة بشكل واضح، أن محاولتكم واستخدامكم لهذا الجو الإرهابي والعنف، ومحاولة الضرب بيدٍ من حديد لن ينفعكم. إذا غضب شعب البحرين عليكم فلن تستطيعوا أن تقفوا أمام غضب الشعب. [ هتافات: الله أكبر، النصر للإسلام، الموت لآل خليفة، لن نركع إلا لله، قال مشيمع للظلام، لن نركع إلا لله ].

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close