Archive

Bahrain Freedom Movement

“…المهمة المؤجلة لهذه الميلشيات أكبر و هي محددة بدقة فالغرض، من تواجد هذه الميلشيات هو استهداف بعض الرموز الوطنية المعارضة لاغتيالها أو إحداث عاهة دائمة عندما تتواجد في مسيرة سلمية أو مظاهرة سياسية…”

لا تزال صور سقوط نظام طاغية بغداد تحتل صدارة مشهد ذكرى الاحتلال الأمريكي للعراق في ابريل 2003. السقوط المدوي لنظام الطاغية كان فرصة للكثيرين أن يأملوا نهاية حقبة الاستبداد و القهر ليس في العراق وحده بل في العالم العربي، وقتها لم يدر في خلد أحد أن بقايا النظام القمعي تمتلك القدرة على إعادة تكوين نفسها و إنتاج روح الاستبداد و الحقد و الكراهية و الإرهاب ففرحة السقوط و تحطيم الصنم كانت أقوى و أشد من أن تعكرها مثل هذه الأفكار. بعد مرور خمس سنوات على ذاك المشهد برز مشهد مغاير أعاد الذاكرة إلى وحشية النظام القديم و مدى تفننه في القتل و الإرهاب . بدأت فلول البعث العراقية في تحطيم المجتمع العراقي و عبثت في جدارنه عبر نشر فكر الطائفية و إشاعة روح القتل تحت ستار المقاومة و لم يكن أمام الولايات المتحدة سوى أن تعقد الصفقات تلو الصفقات مع القيادات و العناصر المجرمة كي تنشر هي الأخرى جزء من خطتها المتفقة مع عمل تلك العناصر . جزء من تلك الصفقات تم في العراق نفسه و جزء آخر تم بالتعاون مع دول المنطقة المتحالفة مع الاحتلال الأمريكي و كان للبحرين نصيب من تلك الصفقات حيث تم الاتفاق على تسهيل خروج عناصر ميلشيات صدام إلى البحرين في عملية تبادل منفعة قذرة تتيح لحكومة البحرين الاستفادة من الخبرة الإرهابية و فنون القتل و نشر الكراهية لتلك العناصر و تتيح للولايات لمتحدة أن تنشر نظرية الفوضى الخلاقة و تثبت أركان نظرية الشرق الأوسط الجديد في المنطقة.نزحت العديد من العناصر البعثية إلى البحرين تحت كثير من الحجج فمرة تحت مسمى إعانة نكبة العراق و أخرى تحت مسميات أكاديمية و ثالثة تحت غطاء التجارة إلا أن الأكثر منهم جاء صريحا وهو يحمل أوسمة أمنية و شهادات عسكرية صريحة . الميلشيات النازحة إلى البحرين وجدت الغطاء السياسي المناسب لها في ما يعرف بالتنظيم السري الذي يقوده وزير الديوان الملكي خالد بن أحمد و وزير شؤون مجلس الوزراء أحمد عطية الله مع تسهيل كبير قدمه مسئول كبير في السفارة العراقية في البحرين، لتجنيس العدد الأكبر منهم بالتعاون مع وزير الخارجية البحريني السابق محمد بن مبارك الذي يشرف على ملف تجنيس بعض الأخوة العرب و بالأخص السورين و العراقيين.ابتدأ الوجود العراقي المثير للشك في المراقص والفنادق المستوردة للفرق الغنائية واشتغال عدد كبير من الفتيات العراقيات في مهنة البغاء ثم ما لبث أن ظهرت الجالية العراقية في أكثر من مكان وبحكم تورط أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة البحرين في تنظيم ” احمدعطية الله ” ويحمل أسم نزار العاني وهو على علاقة وثيقة بتنظيم الأخوان المسلمين العالمي فقد أعطت إدارة الهجرة والجوازات أكثر من 400 إقامة لعراقيين ادعي فيهم أنهم يعملون في الحقل الأكاديمي وجلهم من الطائفة السنية .في يناير 2006 كشف مستشار الديوان الملكي السابق صلاح البندر بعضا من وثائق التنظيم وكان من ضمنها التخطيط للدفع بعملية تجنيس واسعة النطاق من شأنها تغيير التركيبة الديموغرافية للبحرين حيث تشير بعض بنود تلك الخطة إلى إمكانية تسهيل ما مقداره 50 ألفا من سنة العراق و20 من المتواجدين في الأردن وإعطائهم الجنسية البحرينية .

كانت الشكوك تدور حول تورط العديد من هذه الأعداد في مخططات طائفية وعدائية ضد الطائفة الشيعية في البحرين بالتحديد، كما تزايدت مخاوف البعض من شروع التنظيم السري في تنفيذ مخططاته بالتعاون مع مؤسسات رسمية في الدولة على رأسها الديوان الملكي بقيادة الشيخ احمد بن خالد .

سعيد الذي كان ذاهبا لشراء وجبة عشاء في قريته مروزان كان رقم الحلقة الأولى من مسلسل فرق الموت البعثية في البحرين، إذ قامت فرقة ملثمة من مجنسين عراقيين بالتنسيق مع عناصر أمنية ومخابراتية بالاعتداء على الشباب سعيد في منطقة سكنه ” مروزان” شرقي منطقة السنابس . فسعيد هو أول الضحايا الذين نشرت فرق الموت البعثية، دمه على جدران منزله، وهو أول من تم تنفيذ حكم الموت في حقه من دون إبداء الأسباب، لكن يكفي أنه يعيش في محلة شيعية . كانت فرق الموت البعثية تنفذ الخطوة الأولى بالتأكيد لتتبعها خطوات أكثر دموية وأكثر عنفا وتصر على الإعلان عن نفسها في ذكرى الأربعين لشنق صدام حسين وبعد أن فرغ من تأبينه في المحرق . إنها فرق الموت البعثية التي تحمل تاريخها معها أين ما حلت وتواجدت، فهي منذ أن تأسست في عهد الطاغية صدام حسين تأسس معها موضوع الفرز الطائفي وممارسة أبشع أنواع القتل والفتك بالخصوم والعمل بطريقة الارتزاق . تطور الوجود البعثي داخل الأجهزة الأمنية و بالأخص جهاز الأمن الوطني و تم تشكيل ميلشيات خاصة تلبس اللباس المدني و تقوم بأعمال عسكرية و أمنية على غرار الميلشيات التي تعمل الآن في العراق. الهدف التي تنشده مثل هذه الفرق هو التأسيس لثقافة السلاح في الأوساط المدنية و تحويل البلاد إلى ساحة احتراب أهلية.إلا أن المهمة المؤجلة لهذه الميلشيات أكبر و هي محددة بدقة فالغرض من تواجد هذه الميلشيات هو استهداف بعض الرموز الوطنية المعارضة لاغتيالها أو إحداث عاهة دائمة عندما تتواجد في مسيرة سلمية أو مظاهرة سياسية. الشخصيات المستهدفة و حسب إفادة أحد أعضاء الميلشيات هي الأستاذ حسن مشيمع، عبد الهادي الخواجة، عبد الجليل سنكيس إضافة إلى آخرين في القوائم المكتوبة بأقلام أعضاء التنظيم السري. أما الحكمة من اللجوء إلى هذه الميلشيات لتمرير اغتيال من هذا القبيل فهو التهرب من المسؤولية الجنائية و القضائية في حالة إصابة الهدف كما حدث مع كل من عباس الشاخوري و علي جاسم.

إزاء هذا المخطط الأمني الذي تقوده العناصر الأمنية هناك الفئة السياسية التي تبتكر كثير من الحلول لإحداث الفتنة الطائفية في البحرين و هي التي سنعود إليها في المقال القادم

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close