Archive

Bahrain Freedom Movement

نودع الشهيد بقلوب دامية، ونستقبل رضيعه بآمال كبيرة

حركة أحرار البحرين الإسلامية – 21/12/2007 – 3:19 | مرات القراءة: 1525 print_page-5437070 send_f-3983095 add_comment-8511796  

من لم يحرك سقوط الشهداء ضميره، فلا خير فيه، ومن لم يتقطع قلبه وهو يرى الجسد الممزق على المشرحة، فلا قلب لديه ولا شعور. ومن لم يهتف بسقوط القتلة والسفاحين الذين مزقوا جسد الشهيد فهو شيطان أخرس، ومن لم يعلن موقفا صريحا مع الشعب البحراني الثائر، ويرفع صوته ضد الطغيان الخليفي الدموي، فقد كتم الشهادة وخالف القرآن الذي يقول: ولا تكتموا الشهادة، ومن يكتمها فانه آثم قلبه.

 ومن لا يزال يشعر بضرورة مسايرة هذا الحكم الباغي، فليراجع نفسه أولا، ولينظر بعين بصيرة لما يرتكبه من جرائم بحق ابناء البحرين. ومن لا يزال يصدق بوجود مشروع اصلاحي، فما عليه الا ان يستمع أنات زوجات الشهداء وذويهم، خصوصا زوجة الشهيد علي جاسم، ليستشعر الألم والأذى، وليصغ لبكاء الجنين في رحم زوجة الشهيد، ليستشرف مستقبله عندما يطل على الدنيا وقد فقد أباه. ومن كان مصرا على مسايرة الطغاة والظلمة، ومجاملتهم،  ومحاباتهم، ونعتهم بما لا يليق من اوصاف، فلا نملك لا ان ندعو الله له بالهداية، والعودة الى طريق الشرفاء الاحرار، طريق مقارعة الظالمين ومواجهتهم، وقطع كافة خيوط التواصل معهم. لقد قدم الشهيد حياته من اجل العزة والكرامة والحرية، محتذيا درب أبي الشهداء، سائرا على خطى أسلافه، مشتاقا لحضور مجالسهم لدى الحضرة الا لهية، بعد ان كفر بالحكم الخليفي، وقرر ان يساهم في اسقاطه بدمه الدافيء. لقد اقتنع الشهيد علي جاسم بان الدم أقوى من السيف، فخلط دمه بدماء الهانيين وحميد قاسم وميرزا علي عبد الرضا، ونضال النشابة، والسيد علي أمين محمد، وفاضل عباس مرهون، وعلي طاهر وحسن طاهر، وحسين العشيري، وحسين الصافي، ومحمد جعفر عطية وعبد القادر الفتلاوي، وزهرة كاظم، وعقيل الصفار وسواهم من شهداء اوال الذين مزق أجسادهم الحقد الخليفي.نعجب من مرور هذه الجريمة بدون ان يكون لها انعكاس على مواقع البعض، فيحضروا مجالس النظام ومؤسساته السياسية، يصافحون فيها القتلة والجلادين واللصوص، ويبحثون عن الاعذار لعدم اتخاذ قرارات شجاعة تصفع النظام ورموزه في وجوههم الكالحة، وتدق المسامير في نعوش نظامهم المهتريء. ألا يعلم هؤلاء انهم بمواقفهم يسندونه ويطيلون بقاءه؟ أبعد ان سالت دماء الشهيد يبقى عذر لهذا الصمت المطبق؟ لقد ظلم الشهيد ظلما فظيعا على ايدي فرق الموت التي يديرها قصر الشيخ حمد، ممثلا بشخص وزيره السيء الصيت، خليفة بن أحمد آل خليفة، الطائفي المقيت، فما نحن فاعلون ازاء هذا الظلم؟ وما تبريرنا لهذا الصمت، والصمت هنا يعني عدم اتخاذ مواقف شجاعة ضد النظام، مع الاستمرار في التعامل معه وكأن شيئا لم يحدث. أيسقط الشهيد ويذهب دمه هدرا؟ هل أصابنا الخوف والذعر والهلع حتى لم نعد قادرين على اتخاذ موقف بطولي واحد يوصل الرسالة بليغة واضحة الى رأس النظام، بان اليوم ليس كالأمس بعد ان سفكت دما طاهرا، ورفضت اجراء تحقيق مستقل في ظروف قتله؟ هل أصبح أمرا بالغ الصعوبة ان نصف علي جاسم بـ “الشهيد”؟ هل نعي فحوى الحديث النبوي الذي يقول: “من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد”. هل كان علي جاسم شابا طائشا يعيث الخراب في الشوارع لكي يستحق ا لقتل؟ ام انه كان يشارك في مسيرة لاحياء ذكرى الشهداء، أقمار البلاد التي خسفها النظام الخليفي الارهابي، تجديدا للعهد واحياء للسيرة العطرة للسائرين على طريق ذات الشوكة؟ نندهش كثيرا ونحن نقرأ التردد والخجل في البيانات التي تتأفف من وصف علي جاسم بالشهيد، ونشجب بقوة وأنفة تلك الاصوات  التي ترتفع لتبرئة القتلة من دمه، والادعاء بانه مات حتف انفه بدون ان يتعرض لاعتداء ارهابي غاشم من كلاب الشيخ حمد ومرتزقته. لقد تابعنا مسيرة مشروع الشيخ حمد منذ ان اعلنه قبل سبعة اعوام، فلم ننخدع به لحظة، بل رأيناه مشروعا اجراميا لم يسبقه اليه من سبقه من أسلافه الغزاة المحتلين. رأينا فيه خداعا متميزا، ووعودا خاوية، وكلمات فارغة، ومصطلحات لا تستحق قيمة الحبر التي كتبت بها. وقررنا منذ الشهور الاولى مقاومة ذلك المشروع الذي قام على  اساسين لم يتغيرا حتى اللحظة. اولهما عدم الاعتراف بوجود شعب البحرين كشريك سياسي، وتمثل ذلك باستبعاده من كتابة الدستور جملة وتفصيلا، وفرض دستوره في سابقة خطيرة تساهل البعض ازاءها وقرر قبولها من الناحية العملية، وثانيهما: المفاصلة الكاملة بين العائلة الخليفية وشعب البحرين (بشيعته وسنته)، وذلك بالسعي المتواصل لاستبداله بأقوام آخرين من كافة الاصقاع. وقد سار النظام وفق هذين الاساسين، وسعى لاخفائهما بمساحيق كريهة، تمثل أهمها بانتخابات مزيفة لمجالس صورية لا تحل ولا تربط، ينفق عليها من اموال الشعب بدون حساب، بينما يحرم المواطنون من ابسط حقوقهم المادية والسياسية. اليوم تودع البحرين شهيدها الغالي بالأسى والحزن، ويتسابق الشباب للاعلان عن حبهم وتقديرهم وتقديسهم للدماء الطاهرة التي أراقها الارهاب الخليفي، فيعتصمون ويحتجون بأساليبهم السلمية المتحضرة في مقابل الكلاب الخليفية المتوحشة. فهم لا يأبهون بمرتزقة السلاح، كما لا يهمهم مرتزقة القلم الذين يتاجرون بالكلمة لارضاء الطاغية واخفاء الحقيقة. ألم يقولوا ان الشهيد مات حتف أنفه؟ في الاعتصام الذي نظمته المعارضة البحرانية في لندن امام فندق الدورشستر، جاء اللورد جيلفورد، صاحب شركة “بوليسي بارتنرشب” التي وظفتها العائلة الخليفية للدفاع عنها ضد شعب البحرين،  وأشار الى صورة الشاب حسين المرهون، والدماء تسيل من عينه اليسرى بعد اصابته برصاصة مطاطية من القتلة الخليفيين، وقال: “ربما يكون الشخص قد جرح نفسه عمدا”. انها اساليب الخداع والتضليل، ومحاولات يائسة للتنصل من الجرائم التي يرتكبها النظام الارهابي في البحرين، واستغلال بشع لأموال شعبنا المنهوبة للامعان في الكذب والخداع والنفاق. ولكن: من قال ان هذه الاساليب مجدية وفاعلة؟ قد تؤدي مفعولا مؤقتا، ولكن كما يقول المثل: ان عادة الحقيقة ان تظهر نفسها”. فليك
يدوا كيدهم، وليسعوا سعيهم، فو الله لن يمحو ذكر الشهداء، فما دام الله قد خلدهم، فلن يستطيع هؤلاء المجرمون القضاء عليهم، واذا كان البعض متهالكا لتغيير موعد تاريخ الشهداء، فقد أراد الله ان يخلد هذا اليوم، فأعاد كتابته في ذاكرة الوطن، بدم الشهيد السعيد علي جاسم. ان البحرين على موعد مع رضيعه الذي لم ير النور بعد، فأهلا ومرحبا بالضيف الكريم الذي يفوق في كرامته وقيمته، جميع المحتلين والغزاة والجلادين. نهمس في أذنه قائلين: انك لست يتيما، بل اليتيم من لا أصل له في أرض اوال.اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close