Archive

Bahrain Freedom Movement

HAQ: Movement of Liberties and Democracy- Bahrainالبحرين: شهيد جديد يلتحق بقافلة الشهداء في عيدهم الميمون

“حق” تحمل النظام المسئولية الكاملة في استشهاد المواطن علي جاسم محمد مكي

“من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا”

استشهد عصر اليوم الشاب علي جاسم محمد مكي (30سنة) من قرية جدحفص، بعد اندلاع المواجهات بين القوات البحرينية المرتزقة والمحتجين على منع انطلاق مسيرة عيد الشهداء والمزمع ان تنطلق الساعة الثالثة عصراً بالقرب من رأس الرمان في العاصمة المنامة.

وكان علي جاسم محمد في السنابس حين انطلقت الإحتجاجات بعد ان منع المشاركين في المسيرة من الوصول لمكان انطلاقها، حيث تم محاصرة المنطقة وأغرقت بالغاز الكيماوي المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وقد نزلت في المنطقة قوات (عسكرية ومدنية) مددججة بالسلاح تساندها الطائرة العمودية التي قامت هي الأخرى باطلاق الرصاص المطاطي والغاز من الجو على المتظاهرين. احتوشت الشهيد علي جاسم الوحوش البشرية المستوردة من العراق والأردن واليمن والبلوشستان، وأوسعوه ضربا وركلا في منطقة أعلى البطن من جسمه. أستطاع الشهيد الإفلات من الجلاوزة ولاذ بالفرار متخفياً بين الطرق الفرعية متجها لمنزله الكائن في جدحفص. دخل منزله وسقط امام أمه وأخيه وكان يشكو من صعوبة التنفس، وماهي إلا لحظات حتى سقط على الأرض. حاول أخوه أن يسعفه، إلا إنه كان يشير بعدم قدرته على التنفس وما هي إلا لحظات حتى بدى على الشهيد علي جاسم علامات خروج روحه؛ من الإرتعاش وخروج الزبد من فمه. نقله أخوه في الحال لمستشفى البحرين الدولي القريب من منزلهم، إلا إنه فارق الحياة أثناء الطريق، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وهكذا سقط شهيد آخر في البحرين منذ رحيل الشاب عباس الشاخوري الذي لم يجف دمه بعد. سقط الشهيد على جاسم في نفس اليوم الذي سقط الهانيان- هاني خميس وهاني الوسطي- معلنين انطلاق الإنتفاضة المطلبية في 17 ديسمبر 1994م. فبينما سقط فيه الهانيان أيام تدابير أمن الدولة، يسقط علي جاسم في فترة ما يسمى بالإنفتاح السياسي، ليدك مسمارأ آخر في نعـش مشروع الشيخ حمد الذي بدأه بفرض دستوره غير الشرعي ومصادرة الإرادة الشعبية في 14 فبراير 2002م.

وهكذا مرة بعد أخرى، يظهر النظام استخفافه بقيمة المواطن البحريني، وعدم مبالاته بما يقاسيه ويعانيه. فلا يهم أفراد النظام أن تزهق روح الشاب الشهيد بعـد أن يعـذب ويقاسي الألم والمعاناة، ولا يهم النظام أن تترمل زوجة الشهيد وهي في مقتبل عمرها، وسيمضي رموز النظام مرتاحي البال، بينما يولد ابن الشهيد البكر يتيماً يقاسي حياة المعاناة منذ صغره، في ظل استشهاد أبيه في وقت مبكر من حياته على يد مرتزقة النظام.

وهكذا يصر النظام على التعاطي بالرصاص المطاطي والتفنن في تعـذيب المواطنين ليرضي غروره وتجبره وغطرسته، كما صرح الشيخ خليفة بن سلمان –رئيس الوزرءا- معبراً عن تعاطي حكومته مع الحركة المطلبية في تسعينيات القرن الماضي، بأن ما قامت به حكومته حينها ليس بالقسوة وأنه كان مرتاح البال مما قام به، معلناً مسئوليته عما اتخذ من إجراءات في تلك الفترة.

من جانب آخر، فإننا نحمل النظام المسئولية الكاملة لإستشهاد الشهيد السعيد، مطالبين بمحاكمة رئيس الوزراء الذي أعلن مسئوليته عما جرى سابقاً، وأنه رجل الساعة ولا تغيير في السياسة السابقة. إننا نحمله مسئولية ما جرى اليوم معتبرين تصريحه في جريدة السياسية الكويتية إيذاناً بتحريك الأسلوب القمعي السابق وتفعيل المعالجة الأمنية التي راح ضحيتها العشرات من شهداء البحرين. كما نحمل النظام مسئولية تداعي الوضع العام نتيجة هيمنة هذه العقلية، والنتائج السلبية التي ستنعكس عليه بسبب استشهاد الشهيد علي جاسم.

إنها مسئولية كبرى أن نحافظ على حق الشهيد ألا يضيع. وإنها أمانة في أعناقنا أن لا تضيع دماء شهداء الوطن، وأن نبقى أوفياء لأولئك الشهداء بالإستمرار في المطالبة بالحقوق التي ضحوا من أجلها. ولهذا لابد من إحياء ذكرى الشهيد بطريقة لائقة بشهادته، فلقد قدم أغـلى ما يملك من اجلنا وأجل الوطن. سيظل الشهيد يروي شجرة الحرية، وسيظل شعب أوال مستمراً في مطالبه حتى تتحقق، ولول بعد حين. ولن يكل أو يتلكأ شعب محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين من أن يقدم التضحيات تلو التضحيات حتى يأذن الله بنصره، إنه سميع مجيب.

أننا نبشر شعبنا الأبي المعطاء، بأن تضحية أبناءه وعطاء شهداءه لن تذهب سدى، وإننا سوف نتابع قضية استشهاد الشهيد السعيد ضمن قضية متكاملة ترفع الى كل المنظمات الدولية، في السعي من اجل توصيل مظلومية شعب البحرين للعالم في قبال ظلم النظام وتجبره، مستهدفين فضحه وكشف كذبه وخداعه. كما أننا نرفض بشدة محاولات الألتفاف وتزوير الحقيقة عبر مسمى اللجان التي أثبتت التجربة بأنها إحدى وسائل النظام لتضييع وتمييع المطالبات بكشف الحقيقة ومحاسبة المسئولين وتقديمهم للمحاكمة.

نعزي عائلة الشهيد السعيد برحيل إبنها الشاب علي جاسم كما نواسي شعب البحرين على صعود شهيد جديد سينضم صوته لباقي الشهداء مجلجلاً كما صدح صوت الحسين بن علي (عليه السلام) في كربلاء مزلزلاً أركان حكام بني أمية قائلاً: “هيهات منا الذلة”

وما ضاع حق وراءه مطالب،،

((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءا عند ربهم يرزقون ، فرحين بما آتاهم الله من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاَّ خوف عليهم و لا هم يحزنون ))

بعد سقوط ضحية جديدة على طريق الحرية والحقوق في عهد مزاعم الإصلاح وإحترام حقوق الإنسان .

تدين جمعية العمل الإسلامي الأساليب الهمجية والقمعية التي رافقت الإحتفال بيوم الشهداء في البحرين من قبل قوات الأمن ، تلك الأساليب التي لازالت تمارس بحق أبناء هذا البلد منذ ماقبل قانون أمن الدولة حتى الآن تجاه الأساليب السلمية والمدنية التي يقوم بها أبناء هذه الأرض ومواطني هذا البلد للتعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم .

هل هذه هي العيدية المنتظرة إلى شعب البحرين والوعود بالآمان واحترام حقوق الإنسان التي يبشر بها عهد الإصلاح؟

أم هل هذا هو جواب السلطة تجاه الممارسات السلمية والمدنية التي يقوم بها المواطنون للتعبير عن آرائهم و للتعبير عن إعتزازهم بأبنائهم وأخوانهم وأهلهم من الشهداء والضحايا الذين سقطوا في سبيل حرياتهم وحقوقهم؟

أم هي الإجراءات العملية لتوصيات رئيس الوزراء الذي ظهر مؤخرا ليعلن مسؤوليته وتمجيده لحقبة دموية من القمع والإنتهاكات والإستهتار بكرامة الإنسان على هذه الإرض دون مراعاة لمشاعر عوائل أبناء هذا الوطن ممن سقطوا ضحايا تلك الحقبة السوداء وضحايا جلاديها ومنتهكي الحريات الإنسانية فيها؟

هل هذا هو الإسلوب الجديد الموعود وهل هذه هي البداية؟

إن قافلة الشهداء والمضحين والمتحدين للقمع والطغيان ولسلب الحقوق والكرامة بأرواحهم مستعدة لقبول أرقام جديدة في سبيل حريات وحقوق وكرامة أبناء هذا الشعب.

إننا في جمعية العمل الإسلامي نعزي عائلة الشهيد علي جاسم بهذا المصاب ونعزي شعبنا المضحي بأبنائه البررة في سبيل حقوقه وحرياته وكرامته ، وندعوا مختلف الأطياف العاملة والفاعلة على الساحة للتلاحم ورص الصفوف وتأجيل خلافاتها الجانبية ، كما ندعوا النظام لبيان المتسبب الحقيقي لتلك الإنتهاكات السابقة والحالية بحق أبناء الوطن ، ومحاسبة المتسببين فيها جميعا.

وما ضاع حق وراءه مطالب

جمعية العمل الإسلامي ( أمل )

17-12-2007في يوم تأبين ضحايا احتجاجات الحقبة السابقة في البحرين:
شاب يقع ضحية لاستخدام قوات الأمن القوة المفرطة في فض الاحتجاجات
الاسم : علي جاسم محمد مكي تاريخ الميلاد : 6 / 6 / 1977
المهنة : سائق بشركة نقليات الحالة الاجتماعية : متزوج، على وشك ان يرزق بطفل.

أسباب الوفاة:

أشارت شهادة الوفاة التي تم تسليمها لأقرباء الضحية في وقت مبكر هذا اليوم إلى أن سبب وفاة ابنهم الشاب علي جاسم مكي هو “هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية وانه قد تم اخذ مجموعة من العينات لإجراء المزيد من التحاليل“. ولكن ردا على أسئلة أقرباء الضحية واستفسارات رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، قال الأطباء الذين انتدبتهم وزارة الصحة بأن الهبوط الحاد المذكور هو نتيجة ممكنة لأية أسباب، و هو بعكس عدم التوصل للأسباب الفعلية، وانهما لا يستطيعان استبعاد تعرض الضحية للاختناق، ورغم عدم ظهور آثار بارزة للاعتداء الجسدي فإنهما لا يستطيعان الجزم بعدم حصول ذلك. وأضاف الطبيبان بان التشريح لم يدل على وجود خلل في القلب او الوظائف الرئيسية مما كان يمكن أن يستدل منه على موت طبيعي.

كما اقر الطبيبان المنتدبان من وزارة الصحة بأنهما غير مختصين بعلم التشريح الجنائي، وان الطبيب الثالث المنتدب من النيابة العامة هو فقط المختص. وحين طالب الأهالي باستشارة مختصين مستقلين، أجابهم الطبيبان بان المختصين هم عادة غير بحرينيين يعملون في الأجهزة الحكومية الأمنية والعسكرية. أما عن تحليل العينات التي تم أخذها من جثمان الضحية، فقد أوضح الطبيبان بان هذه التحليلات تجرى عادة في مختبرات الداخلية أو الدفاع لأنها الأكثر تطورا، وان التحليل الذي سيتم إرساله للخارج عبر وزارة الصحة سيتم وفق آليات الوزارة.

وقد أصر طبيب النيابة على رفض حضور أي مندوب عن الأهالي ليشهد المعاينة الخارجية لجسد الضحية والتي استنتج اخبر الاهالي بعدها بعدم وجود آثار خارجية وان ما تم ملاحظته من كدمات على الصدر والكتف ما هي إلى نتائج لحالة الوفاة. بعد ذلك سمح بحضور أحد الممرضين كمندوب عن الأهالي أثناء مرحلة التشريح التي لم يتم التوصل فيها إلى أية نتيجة بشأن الأسباب الفعلية للوفاة. والجدير بالذكر أن وزارة الداخلية قد استبقت عمليات المعاينة والتشريح لتعلن قبل بدئ تلك العمليات بساعة عبر وكالة الأنباء الرسمية بأن الوفاة طبيعية، مما زاد من شكوك الأهالي والمراقبين في جدية السلطة في كشف الحقيقة.

خلفية القضية:

تشير التقارير إلى أن الاحتقان الأمني قد بدأ في العاصمة المنامة في يوم الاثنين 17 ديسمبر 2007، حين منعت قوات الأمن “اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب” من تنظيم مسيرتها السنوية في الساعة الثالثة مساء، والتي يشارك فيها عادة عدة آلاف من أهالي الشهداء وضحايا التعذيب في الحقبة السابقة. فانتشرت مجموعات المحتجين في القرى والمناطق القريبة من المنامة وخصوصا منطقة السنابس حيث قامت القوات الأمنية بتفريق تلك المجموعات باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاط. كما انتشرت مجموعات من رجال الأمن بلباس مدني حيث قامت بمطاردة المحتجين والاعتداء عليهم بالضرب في داخل الأزقة والمناطق السكنية، مما تسبب في إصابات عديدة يقوم المركز حاليا بجمع المعلومات عنها وتوثيقها.

وقد أكدت المعلومات التي جمعها مركز البحرين لحقوق الإنسان، بأن الضحية علي جاسم مكي من الناشطين المشاركين باستمرار في المسيرات الاحتجاجية وقد خرج ذلك اليوم من منزله بذلك الغرض، وكان في صحة جيدة ولا يعاني من أية أمراض. وحين عاد إلى منزله كان في حال يرثى ولم يستطع التحدث عما أصابه. وقد قام أخيه حسن بنقله إلى “المستشفى الدولي” القريب من المنزل، وكان ذلك بعد الخامسة مساء، ولكنه فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى حيث لم تجد محاولة إنقاذه، ليتم تحويله بعد ذلك إلى المشرحة بمستشفى السلمانية الحكومي.

إن مركز البحرين لحقوق الإنسان إذ يعبر عن شديد اسفه لفقدان حياة إنسان لا تقدر بثمن، فانه:

– يؤكد مجددا على رفع القيود عن حرية التجمع السلمي لتفادي تحول الأعمال الاحتجاجية إلى مصادمات
– وضع حد لتجاوزات قوات الأمن الخاصة التي تستخدم القوة بشكل مفرط مما يؤدى إلى إيقاع الإصابات البليغة كما تم توثيقه في قضايا سابقة، أو الإصابات القاتلة كما في هذه الحالة
– أن يتم فتح تحقيق عاجل وجاد ومستقل في قضية الاعتداء على حياة الشاب علي جاسم مكي، وجبر أضرار عائلته معنويا وماديا، وتقديم المسؤولين إلى المحاسبة الجادة والمحاكمة النزيهة. العلمائي يدين الأحداث الأخيرة وسقوط أحد الشباب ضحية فيها[web]http://olamaa.com/new/news.php?newsid=2153[/web]

بيان حول الأحداث الأخيرة

تابع المجلس الإسلامي العلمائي وبأسف شديد الأحداث الأخيرة التي وقعت خلال الأيام الماضية والتي أسفرت عن سقوط أحد الضحايا الأعزاء نتيجة هذه الأحداث بالإضافة إلى حالات الترويع والترهيب للمواطنين الآمنين.. وإننا إذ نعرب عن أسفنا العميق لهذه الأحداث وخصوصا سقوط الشاب علي جاسم ضحية غالية بسبب الأساليب القمعية الوحشية، معزين أبناء الشعب وعائلة الفقيد سائلين له العفو والغفران؛ ندعو إلى إجراء تحقيق دقيق ومحايد ومحاسبة المسؤولين عن هذا الحادث الأليم، كما ندعو وفي أسرع وقت إلى إطلاق سراح كافة المعتقلين، مؤكدين على ضرورة تهدئة الوضع ومراعاة المصلحة العامة، وتحاشي حالات التصعيد الذي يدفع إليه التمسك بأساليب القمع الظالم، والتعاطي مع الاحتجاجات المختلفة بالاستخدام المفرط للقوة والعنف، والتصدي الأرعن اللا محسوب والذي لا يكشف إلا عن رغبة في التشفي والإمعان في إذلال أبناء الأمة بذرائع لا يقبلها عقل ولا منطق، ولا تبررها أحداث هنا أو هناك والتي يمكن التعاطي معها بأساليب قيمية وعقلانية ومتحضرة. ونرى أن الذي حدث إنما يمثل انعكاسا أولياً للتصريحات الخطيرة التي حملتها المقابلة الرسمية الأخيرة. ونرى أنه لا مخرج من هذه الأزمات المتكررة إلا الخروج عن عقلية التعاطي البوليسي والأمني مع مطالب الناس والتحرك الجاد لرفع كافة أشكال المعاناة عن كاهل أبناء البلد وتحقيق المطالب العادلة، التي لا يمكن أن يرفع يده عنها، وسيبقى منافحا بالأساليب السليمة حتى تحقيقها.

المجلس الإسلامي العلمائي 7 ذي الحجة 1428 هـ

18 / 12 / 2007م

التقدمي يشجب إفراط قوات الأمن في استخدام القوةيتقدم المنبر التقدمي بتعازيه الحارة لعائلة الشهيد علي جاسم من سكنة قرية جدحفص الذي قضى متأثرا بآثار القنابل المسيلة للدموع التي استخدمتها قوات الأمن في التصدي للمتظاهرين في الأحداث التي جرت مساء يوم الاثنين الموافق 17 من ديسمبر.ويشجب المنبر التقدمي الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن للتصدي للمسيرات التي تنظم في البلد خاصة وان القنابل المسيلة للدموع التي تلقيها الشرطة بكثافة تستهدف مناطق سكنية مكتظة بالسكان بمن فيهم العجزة والأطفال وسبق وان تعرض الكثيرون لأعراض الاختناق من آثار هذه القنابل.كما يدعو المنبر التقدمي لتهدئة الموقف الناجم عن تداعيات الأحداث المؤلمة التي جرت، والبعد عن الممارسات العنيفة من قبل الجهات المختلفة، وتشكيل لجنة تحقيق محايدة يشترك فيها مجلس النواب للوقوف على الملابسات المحيطة باستشهاد علي جاسم، وإعلان نتائج ذلك في أسرع وقت ممكن، وتحديد الجهة المسؤولة ومقاضاتها.إنما جرى يوم لجمعة الماضي مرشح ان يتكرر في المستقبل، ما لم يصر الى معالجة الأسباب المؤدية إليه مما يتطلب خطوات جدية في اتجاه معالجة ملف ضحايا التعذيب في المرحلة السابقة ومداوات جروح الضحايا وأهاليهم، عبر تحقيق العدالة الانتقالية بإعلان الحقيقة، وتحقيق الإنصاف، واعتراف الدولة بما أقدمت عليه أجهزتها الأمنية من أنتها والاعتذار عنها.ولا ينفصل كل ذلك عن متطلبات الإصلاح الدستوري الحقيقي عبر تعزيز صلاحيات السلطة التشريعية المنتخبة والفصل بين السلطات وتعزيز الحريات العامة وتوسيعها، وهي المطالب التي ناضل ويناضل لأجلها شعب البحرين وقدم ويقدم في سبيلها الضحايا.

المنبر التقدمي 17 ديسمبر.

علي جاسم محمد مكي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله تعالى : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ } صدق الله العظيم .
ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ استشهاد الشاب المظلوم علي جاسم محمد مكي من سكنة مدينة جد حفص الباسلة على يد جلاوزة النظام المرتزقة أصحاب الضمائر الميتة ، وذلك في عصر يوم الاثنين بتاريخ : 6 / ذو الحجة / 1428هج الموافق : 17 / 12 / 2007م في مواجهات في منطقة السنابس على خلفية منع قوات الشغب ” اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب ” من تنظيم مسيرتها السنوية ، فانتشرت مظاهرات الاحتجاج في مختلف مناطق البحرين ومنها منطقة السنابس الشيماء ، حيث قامت قوات الشغب باستخدام العنف المفرط ضد المتظاهرين لتفريقهم ، فأغرقت المنطقة بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من الأرض والجو ، وانتشرت مجموعات من المرتزقة بلباس مدني لاصطياد المتظاهرين والاعتداء عليهم بالضرب داخل الأزقة والمناطق السكنية . وكان الشاب علي جاسم محمد مكي واحدا من ضحايا هؤلاء المجرمين ، حيث شوهدت آثار الضرب والتعذيب على مناطق مختلفة من جسمه . وسوف ينام رموز النظام كعادتهم بضمير مرتاح لأنهم أدوا الواجب ـ بحسب عقيدتهم ـ لحماية الظلم والاستبداد . إلا أنني أعتقد بأن تضحيات أبناء هذا الشعب المسالم المظلوم لن تذهب سدى ، وأن المصير الأسود هو عاقبة الجلادين والمستبدين .

إن يوم الشهداء هو يوم الوطن والشرف الوطني ، وأن إحياءه واجب وطني وأخلاقي على كافة المواطنين الشرفاء ، حيث سقت دماء الشهداء الأبطال شجرة الحياة والحرية في هذا الوطن العزيز .

إن شهادة الشاب البطل علي جاسم محمد مكي تعكس مدى الظلم والاستبداد الواقعين على هذا الشعب المنكوب على يد حكامه وجلاوزتهم المرتزقة الذين جمعهم من شتى بقاع الأرض للتنكيل بهذا الشعب المسالم المظلوم ، لا لشيء إلا لأنه يطالب بالحياة الكريمة وحقوقه المشروعة العادلة في الحياة ، وتتجلى في هذه الشهادة في هذا الوقت بالذات وفي هذه المناسبة ، خطورة الانقلاب على ميثاق العمل الوطني والدستور العقدي ، وتعكس حقيقة ما انتهى إليه ما يسمى بمشروع الإصلاح في ظل ظلم واستبداد السلطة وسوء أداء قوى المعارضة .

إني أرى بأن المخرج من الأزمة الوطنية التي تعصف بالوطن والمواطنين في ظل الظروف الراهنة ، تكون عبر تحقيق المطالب الوطنية التالية :

المطلب ( 1 ) : تحقيق الملكية الدستورية بحيث تملك عائلة آل خليفة ولا تحكم في ظل دستور جديد يضعه الشعب عبر ممثليه الحقيقيين الذي يعبرون عن إرادته الوطنية وفق توزيع عادل للدوائر الانتخابية .

المطلب ( 2 ) : استقالة رئيس الوزراء ومحاكمته مع رموز حقبته السوداء عن كافة الجرائم التي ارتكبوها في فترة حكمه ، وقد أعلن هو بنفسه مسؤوليته عن تلك الجرائم في المقابلة الصحفية مع جريدة السياسية الكويتية ونشرتها جميع الصحف المحلية .

المطلب ( 3 ) : التحقيق الدولي بشأن تقرير البندر ومحاكمة كل من يثبت تورطه في تنفيذ المخطط الخبيث للتطهير الطائفي في البحرين بقيادة رموز من العائلة الحاكمة والعمل على تحقيق العدالة والمساواة بين كافة المواطنين في الحقوق والواجبات .

المطلب ( 4 ) : التوقف التام من قبل السلطة عن التجنيس السياسي الممنهج حالا ، وتجميد كافة الحقوق الممنوحة للمجنسين مع مراعاة الجوانب الإنسانية ، ووضع ملف المجنسين منذ حل البرلمان في عام : 1975 وحتى الآن في يد المجلس المنتخب في ظل الملكية الدستورية والدستور الجديد للبت فيه .

وفي ختام هذا البيان : أرفع أحر التعازي لمولانا صاحب العصر والزمان ( أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ) وإلى شعب البحرين الأبي وإلى عائلة الشهيد المظلوم علي جاسم محمد مكي بمناسبة صعود روح هذا الشهيد المظلوم إلى رب البرايا شاكية ظلم وقسوة حكامها سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن يمن على الجميع بالصبر والسلوان .

العزة والمجد لشعبنا المسالم المظلوم ،،
والخزي والعار للقتلة المجرمين في الدنيا والآخرة .

صادر عن : عبد الوهاب حسين .

في يوم الثلاثاء .
بتاريخ : 7 / ذو الحجة / 1428هج .
الموافق : 18 / ديسمبر ـ كانون الأول / 2007م .البحرين تزف شهيدها علي جاسم محمد مكي

الحكومة تتحمل مسؤولية إفراط قواتها الأمنية في إستخدام القوة

رغم التحذيرات المتكررة التي أصدرتها المعارضة وجمعيات حقوق الإنسان حول خطورة إستخدام القوة المفرطة لتفريق التظاهرات والإعتصامات ومنها الإستخدام الكثيف لمسيلات الدموع والرصاص المطاطي، وضرورة السماح للإحتجاجات السلمية دون معوقات غير مقبولة، فإن قوات الأمن قامت مرة أخرى بإستخدام القوة المفرطة لتفريق تظاهرات الأمس، ووقع أخيرا ما تم التحذير منه وهو أن نهاية هذه السياسة غير المسؤولة والإفراط في القوة هو الموت.
ورغم أن أسباب وفاة الشاب المناضل علي جاسم محمد مكي لم تحدد نهائيا بإنتظار تقرير طبيب محايد مختص بالتشريح الجنائي، وهو الأمر غير المتوافر في البلاد بسبب تبعية مثل هؤلاء المختصين لوزارة الداخلية أو الدفاع، فإن المؤكد هو أن الشهيد جاسم محمد شارك في تظاهرة عصر الأثنين 17 ديسمبر لإحياء ذكرى الشهداء حيث إستخدمت قوات الأمن الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بكثافة وعاد إلى منزله متعبا يشكو من صعوبة في التنفس وتسارع في دقات قلبه وسقط شهيدا بعد وصوله بقليل.
وقد إستعجلت النيابة العامة إصدار بيان يؤكد بأن الوفاة جاءت طبيعية نتيجة “هبوط حاد في الدورة الدموية” بعد معاينة لجنة طبية غير متخصصة في التشريح الجنائي حيث لم تستطع اللجنة تحديد أسباب هذا الهبوط الحاد لدى شاب يبلغ الثلاثين من العمر و يتمتع بصحة جيدة ويخلو سجله الطبي من أمراض في القلب أو الدورة الدموية. أن إستعجال النيابة العامة إصدار صك براءة لقوات الأمن أمر مستغرب لجهاز من أجهزة القضاء، وهو ما يثبت بأن إنصاف ضحايا الإغتيالات السياسية في السجون إبان مرحلة قانون أمن الدولة أو نتيجة لإفراط قوات الأمن المستأجرة من كل بقاع الأرض لحماية نظام لا يثق في مواطنيه في إستخدام الذخيرة الحية والرصاص المطاطي ومسيلات الدموع ، لن يتم عن طريق القضاء الذي يأتمر بأوامر الحكومة بدل أن يستوحي قراراته من الضمير الحي الحر ومبادئ العدالة.
وهكذا سقط شهيد آخر من المطالبين بالإصلاح والتغيير، وأصبح شاب آخر من شبابنا المطالب بالحقيقة والإنصاف والعدالة التي تقود للمصالحة هو نفسه ضحية لنظام يعجز عن أن يتصالح مع شعبه ويؤسس لأجمل الأيام التي وعدنا بها ولم نر منها غير الفقر والألم والدم والشهادة.
وإذ نعزي عائلة الشهيد علي جاسم وأصدقاءه ورفاق دربه وشعب البحرين المناضل ونسأل الله أن يتغمد الشهيد بواسع رحمته وأن يمن على أهله وأحبته بالصبر والسلوان، فإننا نطالب بالكشف عن الحقيقة كاملة في أسباب وفاة فقيد الوطن وفي كل ملفات الشهداء، وإنصاف كل ضحايا النظام وتعويضهم، والوقف الفوري للإستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن التي لا تنتمي لمجتمعنا البحريني المسالم، وإعتراف النظام بخطاياه والإعتذار لكل الضحايا وأهالي الشهداء، والشروع نحو تأسيس دولة ديمقراطية حقة يحكمها دستور عقدي يملك الشعب فيه كل السلطات.

جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد)

18 ديسمبر 2007

بيان لجنة الضحايا شهيد آخر في ركب شهداء البحرين الأبرارالشهيد علي جاسم يُعمِّد عيد الشهداء: “فوالله لا تمحو ذكرنا”سلاماً أيّها الشهيد.. سلاماً لك من الشهداء والضحايا في عيد الشهداء، ألفُ سلام وتحية إليك يوم وقفت صامداً في جبهة الحقّ، لا تخيفنّك جحافل المرتزقة وأسلحة القتلة والسّفاكين. ألف سلام وتحيّة إليك يوم رفعت الصّوت عالياً في وجه الطغاة الجبابرة لتُعرّي زيف إصلاحهم وأكذوبة المشروع التخريبي الذي لازال البعض غارقاً في أوهامه الزّائفة. ألف سلام وتحية إلى صدرك المزحوم بآهات شعبك وذكريات شهدائه الأبرار. لك منّا العهد والوفاء بأن نُكمِل المشوار مهما طال الطريق، كيف لا وأنت الذي ارتفعت شهيداً في الذكرى العظيمة، وكأنك تقول للمتكاسلين والمرجفين: هيهات ننسى الشهداء، وتقول وللجلاّد الأكبر الذي تفاخر بإنجازاته الدمويّة إبان انتفاضة الكرامة: “فكيد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا”. نعم، خاب أمل الطاغوت العجوز، وجاء الرّد مدويّا كما توعّده الأبطال، وانتكست محاولات الضعفاء للقضاء على عيد الشهداء، وعُمِّد هذا اليوم مجدداً بدماء طاهرة أخرى تروي الجدول المنساب بالعشق إلى الشهادة والحرية والتوّاق إلى حياة العزّة والكرامة.إن اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب إذ تعزّي عائلة الشهيد السّعيد وأهل البحرين الشرفاء الصامدين، فإنها تعلن بدء العمل الحثيث مع بقية الجهات والمؤسسات الحقوقية والوطنية في البلاد وخارجها من أجل الكشف عن ملابسات الجريمة الجديدة، وتؤكد أن كلّ أجهزة السلطة في البحرين، وبكلّ مستوياتها السياسية والأمنية والعسكرية، تتحمّل المسئولية المباشرة عن هذه الجريمة، وبالتالي فإنها تنظر بالشك الأكيد إلى كلّ التقارير الطبية الصّادرة عن الجهات الرّسمية، لأن الجريمة النكراء ليست في حاجة لدليل يدلّ على فاعلها الحقيقي، ومجرد الحديث عن تقارير اللجان الطبية هو محض سُخفٍ وإهانة لدم الشهيد ولكلّ الشهداء الأبرار، لاسيما بعد اعتراف رئيس الحكومة الأخير وبعد السعي المتواصل للسلطات من أجل خنق الاحتجاجات الشعبية وقمع النشطاء وتعذيبهم ومنع الفعاليات المطلبية، كما حدث يوم أمس مع المسيرة السنوية لعيد الشهداء.دمْ خالداً في ركاب الخالدين.. وطبْ في مثواك أيها الشّهيد، فأنت في عزّ الله وجلاله، وبين يدي رحمته الواسعة… أما القتلة والمجرمين.. فنعرفهم جيداً، بأسمائهم وعيونهم الوقحة.. ولن نرفع الأيدي عنهم، ومصيرهم الخزي والعار في الدنيا والآخرة..اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيبالمنامة – البحرين

18 ديسمبر 2007م

بيان الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان

الشاب علي يسقط ضحية بسبب الاستخدام المفرط للقوة

تلقت الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان ببالغ الحزن والأسف الشديدين نبأ سقوط الشاب علي جاسم محمد مكي الساكن بمدينة جدحفص المولود في 6-6-1977 ضحية نتيجة الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن الخاصة (الشغب).

لقد أشارت شهادة الوفاة التي تسلمها أقارب الضحية بأن سبب وفاة الشاب علي هو “هبوط حاد في القلب والدورة الدموية والتنفسية” يبنما ذكر خال الضحية للجمعية بأنه تم أخد مجموعة من العينات لإجراء مزيد من التحاليل في المختبرات الخاصة بوزارتي الدفاع والداخلية، وأفاد بأن مستشفى السلمانية أخذ أيضا عينات من الضحية وسيتم إرسالها إلى الخارج للفحص حيث سيتم استلام النتائج خلال أسبوعين أو ثلاثة.

وأفاد كذلك بأن الضحية قد استنشق الغاز المسيل للدموع بعد تعرضه للضرب المبرح وهذا ما أكده بعض الشهود للجمعية وهرول إلى منزله وهو في حالة إعياء شديد وعند وصوله للمنزل تقيأ لعدة مرات مادة بيضاء غريبة وعلى إثر ذلك تم نقله إلى مستشفى البحرين الدولي حيث فارق الحياة قبل وصوله الى المستشفى.

وتستغرب الجمعية تعميم وزارة الداخلية لوسائل الإعلام الرسمية بان حالة الوفاة طبيعية وذلك قبل ساعات من معاينة الأطباء لجثة الفقيد،بينما أشار خال الفقيد إلى الجمعية بأن الأطباء الثلاثة الذين عاينوا الجثة قد أخبروا أهل الفقيد بأن الوفاة تبدو غير طبيعية نتيجة للهبوط الحاد في القلب، وخاصة بأن أهل الفقيد أكدوا للجمعية بأن ابنهم علي لا يعاني من أي مرض مسبق.بينما لاحظوا أثناء معاينتهم للجثة اثار ضرب على الجهة اليسرى من خاصرة الفقيد.

وأفادت التقارير بأن الاحتقان الأمني بدأ في اليومين الآخرين في مختلف مناطق البحرين وتم منع بعض المسيرات واستخدمت القوات الخاصة الغاز المسيل للدموع لتفريق بعضها مما أدى إلى حدوث إصابات متعددة. والجدير بالذكر بأن الفقيد علي من الناشطين المشاركين في المسيرات الاحتجاجية السلمية،وترك الفقيد أرملة في الشهر الثامن من حملها.

إن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان تدين الاستخدام المفرط للقوة في تفريق الاحتجاجات والمظاهرات السلمية وتعتبرالتظاهر السلمي حقا يكفله ميثاق العمل الوطني والدستور وكافة المواثيق الدولية لحقوق الإنسان وخاصة المصدقة من قبل مملكة البحرين. وتطالب الجمعية فتح تحقيق مستقل لمعرفة ملابسات وفاة الفقيد وتقديم المتسببين للمحاكمة.

الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان

18 ديسمبر 2007

بيان بشأن قتل قوات الأمن للشاب علي جاسم مكيفي السابع عشر من ديسمبر ذكرى سقوط اول شهداء إنتفاضة التسعينات، قضى الشاب علي جاسم من مواليد 1977 نحبه نتيجة مشاركته في مسيرة تم ضربها بكل الوسائل القمعية التي مارستها قوات الأمن تجاه المتضاهرين، وبعد يوم واحد من سقوط هذا الشاب صريعا، اتضح بكل جلاء مدى العنجهية التي ما زالت تعشعش في عقول المسئولين الأمنيين، والانطلاق في تعاملهم مع الشباب بعداء سافر، انعكس سلوكا وحشيا ينم عن رغبة في التشفي. وفي كل مرة يُصاب عددٌ من الشباب وأهالي المنطقة جراء الإفراط في استخدام القوة، مما أدى في هذه المرة لسقوط هذا الشاب اليافع ضحية لتلك العقلية الاستبدادية.كيف تبرر قوات الأمن استخدامها المتكرر والمكثف للغازات المسيلة للدموع والخانقة عندما يتم حرق إطار أو حاوية قمامة في منطقة سكنية؟هل تحضر قوات الأمن لمنطقة السنابس أو الدية وغيرها من أجل حماية الأهالي من الأدخنة المنبعثة من القمامة المحترقة والإطارات المشتعلة أم من أجل إشباع غريزة العداء التي تم البوح بها مؤخرا من قبل رئيس الحكومة تجاه هذه الفئة من الشعب وشبابها؟ هل إلقاء الكميات الكبيرة وبشكل عشوائي من الغازات الخانقة لحماية الأهالي أم لمعاقبتهم جماعيا على جريان الأحداث في مناطقهم؟ وكيف يتسنى تصديق الجهات الرسمية التي استبقت حتى عملية التشريح لجثة الفقيد معلنة أن الوفاة كانت طبيعية؟إننا في الوفاق في الوقت الذي ندين بشدّة تعامل قوات الداخلية الوحشي والعدائي مع أهلنا وشبابنا، ونستنكر هذه الجريمة الشنعاء، فإننا نؤكد على خطورة ما أقدمت عليه الحكومة سابقا، مستفيدة من تفوقها الذي كرسه دستور 2002 الغير عقدي، فعملت على إصدار عدد من القوانين من أجل شرعنة قمعها للمطالبات بالحقوق، وإن ممارسات الداخلية الحالية ما هي إلا نتيجة لمحاولة تطبيق قوانين كقانون التجمعات المنافي للدستور. وهل من العدل إزهاق هذه الروح البريئة تحت دعوى عدم الترخيص للمظاهرة ومخالفتها لقانون التجمعات الذي يُعد قانونا ظالما في حد ذاته؟لقد قامت الوفاق ممثلة بعدد من كبار كوادرها بمتابعة القضية أولا بأول وتواصلت مع أهل الفقيد، وفي هذا السياق، قام الأمين العام هذا اليوم ورئيس الكتلة النيابية الوفاقية سماحة الشيخ علي سلمان بزيارة لأسرة الفقيد، وقد أكد سماحته على متابعة الوفاق لقضية هذا الشاب المظلوم ، وإن الوفاق لن تألو جهدا في كشف الحقيقة كاملة وتعرية المسئولين عن هذه الجريمة البشعة والمطالبة بمحاسبتهم، وتقديمهم للعدالة، استمرارا للجهود التي بذلتها الوفاق منذ يوم أمس متمثلة في الإجتماع الطارئ الذي عقدته الأمانة العامة والكتلة، والذي استمر حتى ساعة متأخرة من الليل، أجريت خلاله متابعات حثيفة و مباشرة مع المعنيين والمسئولين في المؤسسات الرسمية والأهلية.وتتقدم الوفاق بخالص العزاء والمواساة إلى شعب البحرين عامة وعائلة الشهيد خاصة وتسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان ويكشف الغمة عنهم، و رحم الله الشاب المظلوم علي جاسم وحشره مع الشهداء و الصالحين، وحسن أولائك رفيقا.المصدر :

http://www.alwefaq.org/wefaq/modules…p?storyid=1565

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close