Archive
Bahrain Freedom Movement
30/06/2008 – 12:18 | مرات القراءة: 444 |
أنا أعتقد أن هذه القضية جاءت في سياقها الطبيعي، بل وسوف تكون هناك إجراءات أخرى سوف يقوم بها النظام تضييقاً علينا، تهميشاً لنا، إقصاءً لنا وكل هذه الإجراءات من هذا النظام هي في سياقها الطبيعي! فماذا تتوقع من نظام يمارس الاستبداد؟ ماذا تتوقع منه وأنت ترفع الرايات البيضاء إيذاناً بالاستسلام في قبال نظام يمتلك شهية منفتحة للاستبداد والظلم وإذلال العباد؟! هذه أمور متوقعة وقد جاءت في سياقها الطبيعي. والعجب
وقفة مع قرار وزارة العدل
حول بناء المساجد والمآتم وخلفياته
لسماحة الشيخ
عبد الجليل المقداد
(حفظه الله تعالى)
بالبلاد القديم، مسجد الرفيع (جمّالة)
بعد صلاة الظهرين بتاريخ 24جمادى الآخرة 1429هـ
الموافق لـ: 28/6/2008م.
القسم الثاني من الحديث(1):
قرأتم ـ أيها الإخوة ـ القرارَ الصادر من وزارة العدل المتعلق بمسألة المآتم والحسينيات والمساجد وما يتبعهما؛ وأنه لابد من موافقة الوزير على بناء أي مسجد أو مأتم.
أنا أعتقد أن هذه القضية جاءت في سياقها الطبيعي، بل وسوف تكون هناك إجراءات أخرى سوف يقوم بها النظام تضييقاً علينا، تهميشاً لنا، إقصاءً لنا وكل هذه الإجراءات من هذا النظام هي في سياقها الطبيعي!
فماذا تتوقع من نظام يمارس الاستبداد؟ ماذا تتوقع منه وأنت ترفع الرايات البيضاء إيذاناً بالاستسلام في قبال نظام يمتلك شهية منفتحة للاستبداد والظلم وإذلال العباد؟!
هذه أمور متوقعة وقد جاءت في سياقها الطبيعي. والعجب أننا نُنكر على هذا النظام مثل هذه الإجراءات والممارسات التي جاءت في ظل سياق طبيعي، ونتيجة ضعف الأداء، ونتيجة التمزّق ونتيجة التفرد بالرأي.
وكان الأولى بدل أن نلوم هذا النظام ـ ولن ينفع اللوم ـ وبدل أن نُطلق الخطابات ـ ولن تنفع الخطابات ـ كان الأولى بنا أن نُدرك الخطر وأن الذي يوقِف هذه الإجراءات التعسفية الظالمة التي تريد لنا الإقصاء والتهميش هو أن نلملم وضعنا، وأن نشكِّل صفاً قوياً يمنع هؤلاء عن مثل هذه التجاوزات وهذه التعديات. وإلا فإنه يحاول عبثاً ـ والله ـ مَنْ يتوهم أن هؤلاء القوم سيقفون عند حدهم بخطاب، أو بعتاب ، أو بحسن نية، أو بتقديم تنازلات.
الأجدر بنا ـ ونحن ندرك هذا الخطر العظيم ـ أن نعمل على لملمة صفوفنا وأن نكون جبهة قوية. وطالما قلت وأأكد على أننا دعاة حق، وأننا نطالب بحقنا وندعو إليه بالأساليب السلمية. ولا ينقضي عجبي من أنه مع كل هذه النداءات وهذه الدعوات ـ مني ومن غيري ـ التي تدعو إلى وحدة الصف ولملمة الكلمة كيف أنها يُتعامل معها بتجاهل وتغافل وتعامي فلماذا هذا الإعراض؟
البعض من البسطاء ـ وليسمحوا لي ـ يلومنا إذا تكلمنا! يا أخي إذا كنتَ في سفينة وكانت هذه السفينة تغرق فهل يصح لوم إنسان ينادي من في هذه السفينة ويقول لهم: هلمُّوا من أجل إنقاذها وإنقاذ مَن فيها؟!
لا يلومك إلا جاهل أو بسيط أو غافل. الآن نحن نرى هذه الشهية المنفتحة كيف أنها تتوسل بكل وسيلة وتسابق الزمن من أجل الإذلال والنتيجة معلومة، والدليل عليها سهل جداً؛ فانظر إلى وضعنا قبل خمس سنوات وانظر إليه الآن وقس ما مضى على ما سوف يأتي.
قِس وضعك بعد خمس سنوات وماذا سوف يكون الدين، التقوى، الصلاح، الرشاد.
فلنتعامل مع هذه الدعوات بصدق ولنستمع إليها بصدق وإخلاص من أجل أن نتدارك ما يمكن أن نتداركه.
أسألكم هذا السؤال الذي أطلب من الجماهير أن تجيب عليه وتسعفنا بجوابه:
هل تمتلكون جواباً لهذا التغافل وهذا التجاهل والتعامي؟
هل تمتلكون جواباً وكونوا صادقين مع أنفسكم؟
لا نريد قيادة ولا زعامة ولا تهميشاً لأحد؛ وإنما نريد أن نتدارك ما يمكن تداركه. أنتم رأيتم ذلك الحشد الجماهيري الذي خرج من أجل الدفاع عن الرموز وللأسف الشديد أنه مرَّ ولم نستثمره!
السياسة أن يُجيد السياسي استثمار الحدث والإستفاده منه لصالحه. وما نشاهده أن النظام هو من استفاد من هذا الحدث فأصبح النظام هو الذي منع من وقوع فتنة عظيمة! النظام هو المتفضّل! النظام هو الذي يحارب الطائفية! النظام هو الذي شكّل لجنة من أجل الوقوف في وجه الدعوات الطائفية! النظام النظام!!
ماذا حصدت أنت؟
ما حصدتَه (أنت) هو أنك أصبحت طرفاً في النزاع الطائفي والتجاذب الطائفي وبفضل تدخُّل الآخرين تم حل هذا النزاع!
كما أن التجارة هي فن استثمار المال، كذلك السياسة هي فن استثمار الحدث، ولم نستثمر المواقف وإنما استثمرها الآخرون، وسوف يتعاملون معها على أنها بقرة حلوب، يستفيدون منها قدر الإمكان.
هل تدري لماذا؟
بسبب كل هذا الشتات والتبعثر الذي نعاني منه؛ فلو كان الموقف واحداً ولو كان الرأي مشتركاً ووضعنا تصوراً في كيفية الإستفادة من هذه القضية لكانت النتائج مختلفة، ولكن هذه القضية ـ مع الكثير من سابقاتها ـ ضاعت علينا، وسوف تضيع فرص وفرص مادام هناك من لا يريد أن يستمع لغيره.
والجماهير مطالبة من دينها ووجدانها أن تعطي جواباً عن هذا السؤال: لماذا هذا التعالي والتغافل والتجاهل أمام كل هذه الدعوات التي تدعو إلى الوحدة وإلى لمّ الصف، وأي إنسان منكم استطاع أن يجد جواباً مقنعاً فليتفضل به مشكوراً.
وفقنا الله وإياكم لما فيه الخير والصلاح والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
ـــــــــــــــــ
(1) كان القسم الأول حديثاً أخلاقياً تناول فيه سماحة الشيخ موضوع الصدق ومراتبه.