Archive
Bahrain Freedom Movement
في معركة الدفاع عن الوجود، لا يمكن ان تعيق حركة المهددين بالفناء ادعاءات الابواق السلطوية وحملاتها المسعورة ضدهم، فليقولوا ما يقولون، فحركة المحرومين والمظلومين متواصلة بعون الله. ان المجاهدين الذين آمنوا بربهم وتوكلوا عليه لا يفت في عضدهم ارجاف المرجفين، ولا اصوات المثبطين، ولا ابواق الظالمين، فما عسى ان يفعل نظام غير شرعي فرض نفسه على العباد بالقوة والارهاب والاعلام المضلل؟ يهب الشباب الناهض في كافة مناطق البلاد للدفاع عن الارض والوطن والدين والحق، غير آبه بكل ذلك، بل مستمدا قوة موقفه من قرآنه العظيم:
” الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، انما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين” (آل عمران 173-175). يتحرك الابطال في ساحات النزال مع المحتلين والظالمين، يواجهون جلاوزتهم بالايمان الراسخ، لا يخشون في الحق لومة لائم، ولا ينال من عزمهم تثبيط المثبطين والقاعدين، بهامات شامخة لا تنحني، ونفوس أبية لا تلين، عزمهم عزم الأسود، وهتافاتهم اقوى من الرعد، وصمودهم أشد ثباتا من الجبال. فهم يعلمون ان ما يبثه الطغاة من اشاعات واتهامات باطلة ليست سوى كيد ساحر “ولا يفلح الساحر حيث أتى”.
افتعل الطغاة قضية الجندي الاجنبي الذي توجه مع بقية المرتزقة للاعتداء على ابناء البحرين بمنطقة كرزكان، فقبضه الله اليه في ظروف لا يعلمها الا الله. فقامت الدنيا ولم تقعد. وشاركت ابواق النظام في تلك الجوقة المخزية ضد اهل البحرين، فماذا حققوا؟ ورفضت السلطات الجائرة حتى هذه اللحظة التحقيق في وفاة هذا المرتزق، لان حياته او موته ليست امورا تهمها، فهو اداة قمع يستخدمونها ضد ابطال اوال، ويستبدلونها بغيرها اذا فشلت في اداء مهمتها. اهل البحرين هم الأكثر حرصا على أمن بلدهم وسلامة اراضيهم، وقد عرفهم العالم بانهم من أكثر الشعوب إقراء للضيف وترحيبا بالزوار. اما المجرمون فهم الذين يستقدمون الفقراء من البلدان الاخرى ويزجون بهم في الشوارع لقتل ابناء البلاد، دفاعا عن صروح الطغاة والاستبداد، ولا يراعون حقوقهم ابدا. فالتقارير الدولية (وفي مقدمتها ما صدر مؤخرا عن واشنطن) تدين النظام الخليفي بالاتجار بالبشر في تجاوز واضح للقيم والقوانين الدولية، بينما تشير منظمات حقوق الانسان الى انتهاك حقوق العمالة الاجنبية، بسبب التشريعات الجائرة في دول الخليج. هذه مواقف دولية تدين النظام القمعي الذي ذرف دموع التماسيح لوفاة المرتزق “بخش”، بينما تشير المعطيات الى انه هو المسؤول عن توجيهه للقيام بمهمة قذرة، وذلك بالتصدي لاعتصامات سلمية ومسيرات هادئة تطالب بالحقوق المسلوبة من اهل البحرين. فالنظام يرتكب المنكرات، ثم يبعث المرتزقة لتنظيف اوساخه، كما فعل عندما بعث بجوقة من الطبالين الى جنيف لتنظيف تلك الاوساخ، وتغطية عوراته المكشوفة امام الملأ. فلم تعد أباطيل النظام خافية على أحد، خصوصا اهل البحرين الاشاوس الذين قاوموا الظلم الخليفي بدون توقف على مدى اكثر من قرنين، وهم مستعدون لتحمل المتاعب لتخليص انفسهم من الظلم والاستبداد.
يخوض شعبنا ا ليوم معركة حامية الوطيس مع النظام وعملائه، داخل الحدود وخارجها. الفرق بين اليوم والأمس ان النظام كان يقدم بعض افراده للتصدي لأهل البحرين بشكل مباشر، اما اليوم فقد استطاع (بفضل اموال النفط الهائلة المسلوبة من الشعب) توظيف افراد وجماعات للتصدي للمظلومين، في مقابل اموال زائلة ووجاهات وهمية، وما أضعف نفوس بعض البشر امام اغراءات المال والمنصب والجاه. اما شباب الديه وكرزكان والمالكية والديه وبني جمرة والسنابس وسترة وغيرها من المناطق، فقد أنعم الله عليهم ببصيرة نافذة، ورفضوا بيع دينهم في مقابل ما هو زائل من المال والجاه، او استبدال آخرتهم الباقية بدنياهم الفانية. اولئك فتح الله بصيرتهم على الايمان، فرأوا الجنة امام اعينهم، وعرفوا انهم لن يدخلوها الا اذا رفضوا الظلم والظالمين، ودافعوا عن الحق والدين والانسان. وامتحن الله قلوبهم للتقوى، فاذا بالواحد منهم يعادل الجنود المجندة من المرتزقة، ولا يخشون فرعون وجنوده، فمصير اولئك الزوال والفناء. انها حرب متعددة الاشكال والاهداف: فهي فحص للارادات، وقد ثبت ان ارادة شباب البحرين صلبة كالفولاذ، وهي حرب كرامة، وقد تأكد ان لدى هذا الجيل الناهض شعورا بالعزة الايمانية والكرامة الممنوحة من الله لعباده، ولا يستطيع طاغية ان يسلبها منهم. وهي حرب من اجل الحفاظ على الوجود، وقد آلى اهل البحرين على الذود عن ارضهم ووجودهم، والتصدي لجريمة الابادة التي تمارسها الطغمة الحاكمة بلا هوادة، وها هي جحافل المجاهدين تأبى التوقف او الانسحاب من ساحات المواجهة مع اهل الظلم والاحتلال ومهندسي مشروع الابادة البشرية للبحارنة. وهي حرب من اجل الحقوق، وقد اثبت اهل البحرين تصميمهم لنيل حقوقهم، وعدم استعدادهم للتنازل عنها مهما بلغ الأمر، فقد قطعوا المسافات وسافروا الى اقصى البلدان من اجل طلب النصرة لقضيتهم، متمثلين بقول الامام علي عليه السلام: علي ابن أبي طالب (ع): “لنا حق فإن أعطيناه وإلا ركبنا أعجاز الإبل”. وهي حرب موقف، فأهل البحرين يشعرون انهم اصحاب حق سليب، وان الحق لا يسترجع الا بالموقف الصامد وعدم التنازل امام الظالمين، فهم هنا يتمثلون بقول عمار بن ياسر: “والله لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أننا على الحق وأنهم على الباطل”.
ولعل هذا الصمود يفسر جانبا من التصرفات الجنونية التي لجأت اليها الطغمة الخليفية الحاقدة الاخيرة المتمثلة في العقاب الجماعي والاستباحة التي تعرضت لها منطقة كرزكان الباسلة. ويبدو ان قرار الاستباحة جاء استكمالا للحملة الجائرة التي بدأتها العائلة الخليفية مؤخرا للانتقام من ابناء المنطقة بعد ما قيل عن تعرض احد قصور المعذب المعروف، عبد العزيز عطية الله آل خليفة، لحريق سبب اضرارا في بعض جوانبه. وتجدر الاشارة الى ان المعذبين والقتلة والسفاحين والجلادين والمتملقين اعطيت لهم في السنوات الاخيرة مكافآت هائلة في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون شظف العيش وشحة المسكن وغلاء المعيشة وتدني الاجور. وحاولت العائلة الخليفية الايحاء للمواطنين بانها مستعدة لممارسة اشد اشكال الارهاب ضد الابرياء اذا تعرضت ممتلكات احد افرادها للضرر على ايدي اي منهم. وبالرغم المطالبة المستمرة بالتحقيق المستقل في حالات القتل التي بلغت اكثر من 50 حالة في السنوات الاخيرة، والتي كان شباب البحرين ونساؤها واطفالها اكثر ضحاياها، فقد رفضت العائلة الخليفية اجراء اي تحقيق، لعلمها ان ذلك سوف يكشف الدور الاجرامي الخبيث لسفاحيها الذين مزقوا أشلاء الضحايا بدون رحمة او انسانية. وما لم يتم الاقتصاص من القتلة و السفاحين الحقيقيين، فسيبقى الوضع متوترا، خصوصا مع فشل المشروع التخريبي الذي فرض على البلاد بالقوة، وافتضاح العائلة الخليفية امام الرأي العام المحلي والعالمي، بشكل لم يسبق له مثيل. من هنا نصر على استمرار النضال السلمي وتفعيل مشروع المقاومة المدنية السلمية، ونشجب الاعمال الاجرامية التي تؤدي الى موت الابرياء خصوصا من اهل البحرين مثل الشهداء علي جاسم وعباس الشاخوري ومهدي عبد الرحمن ومحمد جمعة الشاخوري.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
18 ابريل 2008