Archive
Bahrain Freedom Movement
ورد في البند(ل) من المادة الثالثة والثلاثين لدستور مملكة البحرين ما يلي: ” يؤدي الملك عند توليه العرش في اجتماع خاص للمجلس الوطني اليمين التالية: أقسم باللهِ العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأن أذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأن أصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه”. وهنا نقف عند هذه المفردات ( الشعب ـ مصالحه ـ أمواله ـ سلامة أراضيه) من أجل تحليلها وفهم المراد منهاخطبة الجمعة لسماحة الشيخ
عبد الجليل المقداد (حفظه الله تعالى)
بجامع الحياك (المحرق)
بتاريخ 29/ ذو القعدة/ 1429هج
الموافق لـ: 28-11- 2008م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين.
الخطبة الثانية:
ورد في البند(ل) من المادة الثالثة والثلاثين لدستور مملكة البحرين ما يلي:
” يؤدي الملك عند توليه العرش في اجتماع خاص للمجلس الوطني اليمين التالية:
أقسم باللهِ العظيم أن أحترم الدستور وقوانين الدولة، وأن أذود عن حريات الشعب ومصالحه وأمواله وأن أصون استقلال الوطن وسلامة أراضيه”.
وهنا نقف عند هذه المفردات ( الشعب ـ مصالحه ـ أمواله ـ سلامة أراضيه) من أجل تحليلها وفهم المراد منها.
1ـ الشعب: ويراد منه كل الشعب وجميع أبناء الوطن، ولا يراد منه خصوص فئة معينة أو طائفة خاصة.
2ـ مصالحه: وهو مفهوم واضح، ويراد منه ما فيه مصلحة الشعب السياسية التي تحفظ مصالح الشعب ولا تُلحق به ضرراً أو مفسدة في أخلاقه ودينه وعلاقاته الإجتماعية أو في أمواله ومصالحه المادية، فلا اعتبار بأية سياسة لا تلحظ مصالح الشعب وتُعدُّ مخالفة للقانون.
وهنا نطرح هذا السؤال:
هل التجنيس العشوائي السياسي يحفظ مصالح الشعب؟
لا يتيسر لعاقل يحترم نفسه أن يقول: نعم، التجنيس يحفظ مصالح الشعب.
ولا يتأتى لقانوني أن يفسِّر هذه البند ويدعي أن عملية التجنيس التي يشهدها البلد تصبُّ في مصالح الناس.
لنا أن نقول بضرس قاطع إن التجنيس على خلاف مصلحة أبناء الوطن.
هل صرف الملايين من أموال الشعب على عملية التجنيس تعدّ في صالح هذا الشعب؟
وهل صرف الملايين من أموال الشعب على المجنّسين يعدُّ من مصالح هذا الشعب؟
إن ما يترتب على عملية التجنيس من آثار سلبية كثيرة تجعل هذه العملية إضراراً بهذا الشعب وعلى خلاف مصالحه، خصوصاً في هذا الوضع المعيشي الضاغط الذي يمرُّ به أبناء الوطن وافتقار البلد للبنى التحتية التي تستوعب هذا النمو المتصاعد في التعداد السكاني الذي ترتّب على عملية التجنيس العشوائي.
ويزداد الأمر سوء حينما تكون الأولوية في الخدمات وفرص العمل للمجنسين.
3ـ سلامة أراضيه:
والذي يتبادر ابتداءً من هذا المفهوم هو حفظ أراضي الوطن من الغزاة والطامعين ومن يحاول أن يحتل الأرض أو جزء من أرض الوطن.
ولكن ماذا عن الطامعين وأهل الحرص والجشع الذين وضعوا أيديهم على أراضي الوطن وسواحله وتقاسموها؟!
وأي فرق بين أجنبي غازٍ جاء ليحتل الوطن أو يضع يده على جزء من أراضيه وبين المتنفذين الذين قادهم الجشع إلى الإستئثار بالأراضي والسواحل الشاسعة؟!
لا فرق بينهما. وسلامة أراضي الوطن كما تقتضي منع الغزاة الطامعين الذين يأتون من خراج البلد كذلك تقتضي منع المتنفذين من أهل الحرص والجشع عن وضع أيديهم والإستئثار بما فيه الناسُ أسوة.
فصل الأستاذ الفاضل :
هذا الفصل منافٍ لتعاليم الدين الحنيف فإنه لا يجوِّز التسبّب في قطع أرزاق العباد كما أنه منافٍ للقوانين الوضعية التي تحفظ حقه في العمل وتمنع التعدّي عليه وفصله من العمل تعسفاً.
وهو منافٍ أيضاً للقيم الإنسانية حيث ينبغي للإنسان أن يترفع عن هذا النحو من الضغط على الآخرين لمجرد أنهم يقومون بنقد سياسات خاطئة.
والرسالة التي يبعثها هذا الفصل أنه لا قانون في هذا البلد يحمي الإنسان ويدافع عن حقوقه في وقت بلغت دعاوى الآخرين السماء بأن البلد بلد مؤسسات وبلد القانون!!
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.