Archive

Bahrain Freedom Movement

ننحني لكم أيها الأحرار أبناء الأحرار تدخل الشيخ حمد بن عيسى- كعادته- لتخفيف التأزم الأمني الذي يعصف بالبلاد منذ ديسمبر الماضي، حينما زهقت قواته (فرق الموت)، وبدم بارد، روح الشاب الشهيد علي جاسم مكي من سكنة جدحفص، لا لسبب سوى مشاركته في إحياء عيد الشهداء الأخر في 17 ديسمبر.

 جاء التدخل- وباستحياء- للإفراج عن بعض معتقلي الرأي والمشاركين في الأحتجاجات التي استمرت منذ ذلك اليوم، تطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين والنشطاء. لقد قلناها من قبل، بأن ضغط الشارع هو الذي سيحسم الوضع، وهو الذي أزعج النظام بسبب مراقبة ومتابعة المنظمات الدولية والدبلوماسية لحقيقة الوضع الذي فشل النظام في تضليل الرأي العام وستر حقيقة الأحداث والإعتقالات وقصص التعذيب التي عاد جهاز أمن الدولة ليماسها في كنف النهار.

وكعادته النظام، يحاول أن يخفي بأن قرار الإفراج عن معتقلي الأحداث، هو قرار اضطراري ناتج عن الضغوط المحلية والدولية، احتفظ ببعض المعتقلين- النشطاء المعروفين منهم- بغية استخدامهم كورقة مساومة مع قوى الحركة المطلبية الرائدة التي لم تستلم لكل ضغوط الترهيب التي استعملها جهاز أمن الدولة السيء الصيت. ويهدف من ذلك ايضا للضغط على أولئك النشطاء وعلى النشطاء الأخرين – خارج السجن- لكي يكسر إرادتهم ويتخلوا عما يؤمنون به ويقومون به من نشاط ودور فاعل في الحركة المطلبية الحقة. وحاول النظام أن يخفي حقيقة خوفه من نشاط أولئك المدافعين عن الحقوق والسجناء السياسيين، من خلال شمل الإفراج عن بعض معتقلي الأحداث مع سجناء الحق العام والجنايات.

وكان من ضمن من صدر بحقهم قرار الإفراج بعض مجموعة شباب كرزكان الأحرار الذين حاكموا النظام عندما أدلوا بشهادتهم بالتعذيب ومعاملة جهاز امن الدولة في بداية محاكمتهم في بداية يونيو الماضي في القضيتين الممسرحتين- قضية حرق مزرعة عبدالعزيز عطية الله- المعذب المعروف- وقضية حرق سيارة ميليشيا السلطة ومقتل أحد أفرادها من البلوش الباكستانيين.

وقد صدر بحق من اعتقلوا بتهمة حرق مزرعة المعذب عطية الله العفو، في حين احتفظ النظام بمعتقلي سيارة الميليشيا. وهذا ما حدى بأحرار كرزكان رفض أن يخرجوا من السجن، وأخوانهم من نفس القرية، محبوسين ينتظرون أن يصدر القاضي الخليفي الحكم عليهم، كما حكم على معتقلي أحداث ديسمبر في محاكمة قاراقوشية تفتقر لآبسط المعايير القضائية. ولا يمكن، حيال هذا القرار الشجاع والفريد، إلا الإنحناء لأولئك الفتية الأبطال في موقفين في هذا الأمر:

الأول هو رفضهم التوقيع على ورقة اقراربأنهم يأسفون على ذنب لم يقترفوه، والثاني رفضهم الخروج من السجن مادام أخوانهم فيه. وبهذا الموقف سجلوا للتاريخ موقفهم الأبي والمتضامن مع إخوتهم، ورفضهم أن يقروا بأمر لم يقوموا به، حتى وإن كان ذلك بقاءهم في السجن. وليقول أزلام النظام ما يقول، بأنهم رفضوا “العفو الملكي” ليضغطوا عليهم، وعلى أهاليهم نفسياً. وبلاشك، سوف يتم تحريك النفوس الضعيفة والمستسلمة وأصحاب الأجندات الخاصة لقبول هذا العرض- خروج بعض الأخوة الآن، والعمل على خروج الباقين لاحقاً، وهو منطق أعوج مذل، ويكرس استمرار الذل والسكينة والاستجداء للظالم للعفو عن الأبرياء!

 بالنسبة لأحرار كرزكان وأهاليهم، لم أكن أتوقع غير هذا الموقف منهم. موقف صمود وثبات.. موقف حسيني بحق، فهم أولاد أمهات هن مثال الشرف والأباء الزينبي.

قرار وموقف الأبطال هو محل إشادة، نشد على أيديهم وأيدي أهاليهم ونطلبهم بالصبر حتى يثمر الموقف لما فيه خير جميع الأخوة إن شاء الله، كما نطلب منهم أن لا يستمعوا لأصوات المهونين والمضعفين، وأن يصروا رجالا ونساءا على أن يخرج الجميع دون قيد أو شرط، ودون تعهدات أو إقرارات إذلالية.

وبهذا الموقف البطولي أهدي الأخوة الأعزاء .. أباة كرزكان الأبطال، هذه الأبيات الفلسطينية داعيا الله لهم بتعجيل الفرج:

أناجيكم واشد على اياديكموابووس الارض تحت نعالكم

واقول افديكم

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close