Archive

Bahrain Freedom Movement

في ظل المتغيرات الدولية، لازال النظام الخليفي يغمض عينيه ويصم آذانه ويتخيل ثبات الأمور. لن نذهب بعيداً في التاريخ، فالأسبوع الماضي، أرغم الرئيس برويز مشرف على التنحي عن موقعه الذي تقمصه بعد الإنقلاب العسكري منذ حوالي 9 سنوات، وهو المدعوم من قبل الإدارة الأمريكية التي لازالت تعلن عن مواصلة دعمها له. فمنذ أن قرر الشعب بقواه المختلفة أن يتنحى مشرف من موقعه، لم تفده الزيارات والتصريحات المختلفة من حلفاءه من الأمريكان والأوروبيين. فلا يكفي أن يكون ظاهرياً محارباً للإرهاب والمنظمات الإرهابية، ما دام غير مدعوماًُ من القوى الشعبية الباكستانية.

لقد رهن مشرف البلاد للأمريكان والأوروبيين، وتحدى القوى السياسية والشعبية، وخلق عداءاً ضدها، الأمر الذي أدى الى مقتل أحد قادة أحزابها – السيدة بناظير بوتو- وعرض باكستان لفتن طائفية وسياسية، كما عمل على تحريض تلك القوى ضد بعض بغية إضعافها، بل تعاون مع الولايات المتحدة ضد بعضها- بدعوى الحرب ضد الإرهاب. كما أدخل البلاد في متاهات الحرب مع جارتها الهند، وجعل باكستان مسرحاً لعمليات الهجوم على الجارة الأخرى – أفغانستان- دون الأخذ بالأعتبار رأي القوى الشعبية المعارضة.

لم يأبه مشرف بالشعب الباكستاني وبالجهاز القضائي كما تعالى على البرلمان المنتخب وذي الصلاحيات التي تصل الى محاسبة الرئيس نفسه. لهذا فقد قرر الشعب- عبر ممثليه الحقيقيين أن يمتحنوا هذه الأجهزة وأن يقدموا مشرف للمحاسبة،  فما كان من الأخير إلا أن يلوذ ويقدم استقالته ويتنحى عن المنصب قبل ان يتم محاكمته. لم ينفعه الدعم الأمريكي أو غيره، ولم تقف حائلا أمام الرغبة الشعبية في الخلاص من مشرف.

هذه ليست رواية تاريخية خيالية وأنما حقيقة تاريخية طازجة على الحكام ورموز العائلة أن تلتفت لها. فلا الدعم الأمريكي  ولا البريطاني سيقف حائلا أمام الرغبة الشعبية القوية في التغيير وعند ما يقول الشعب كلمته.

لازال الوقت سانحاً لإحداث التغيير المناسب وادخال الإصلاحات الجوهرية والحقيقية التي ترضي الشعب والتي في مقدمتها اشراكه في صناعة القرار. إننا ندعو لإغتنام الفرص التاريخية قبل أن ينفذ الشعب وعده بالتخلص من الظالم الذي يفرض وجوده عليه، بل بسعى –هذا النظام- الى التخلص من الشعب عبر مشروع الهندسة الديموغرافية التي يواصل فيها بغية محو هويته وتحويله الى أقليه مضطهدة وإذلاله عبر برامج الإفقار والتقتير. إننا نذكر لعل الذكرى تنفع من له قلب وألقى السمع وهو بصير.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close