Archive

Bahrain Freedom Movement

ماذا يريد حاكم البحرين من دعوته لليهود للعودة الى “وطنهم” واعادة الجنسية البحرينية لهم ولابناءهم ؟ هل هذه الخطوة تعد لصالح اليهود ام ضدهم تستبطن مؤامرة ضد اليهود والمعارضة معا ؟ هل خطوة حمد حاكم البحرين تشكل مكسبا له ام هي بداية عكسية لحكم الفرد الواحد والاستبداد القائم في جزيرة الاوال ؟ وهل يستطيع اليهود حماية الحاكم الخليفي ويوفروا له دعما غربيا يمكنه من الاستفراد ليس بالسلطة فحسب بل بتدمير الانسان على هذه الارض المعطاة

واذلال المواطن والاستمرار في انتهاك حقوقه على كل الاصعدة وبالتحديد الصعيد السياسي والاقتصادي ؟

المراقبون والحقوقيون وحتى المحللين السياسيين يرون في خطوة حمد الحاكم الخليفي هذه ودعوته لليهود من “اصول بحرينية” للعودة الى البحرين واعادة الجنسية لهم ولابناءهم مراوغة ومحاولة للالتفاف على المعارضة السياسية وبالذات الشيعية التي تطالب باعادة التوازن السياسي والاجتماعي والاقتصادي والديمغرافي وتحديد صلاحيات “الملك” الدكتاتور المستبد الذي مازال يستمرأ بالسلطة ويعمل جاهدا على تكريس الموازين القديمة التي يرفضها عالم ما بعد 11 سبتمبر الذي شهد سقوط ديكتاتوريات وحكومات فاشية وظلامية عديدة ليس اولها دولة طالبان المتخلفة ولا اخرها نظام اليعث الصدامي.

استخدام ورقة اليهود في الصراع الداخلي وفي الازمة السياسية التي تمر بها البحرين اصبحت لعبة مفضوحة خاصة وان حاكم البحرين يسعى من خلال هذه اللعبة الخبيثة الاظهار للغرب ان الشيعة ضد اليهود كطائفة دينية واستجلاب تعاطفهم واستغلالها في الحراك السياسي الداخلي وفي المماحكات القائمة بين المعارضة وبين السلطة ‘ وقد سبق ان قام الحاكم بخطوة مماثلة في تعيين “هدى نونو” اليهودية كسفيرة للبحرين لدي واشنطن وقد اعتبر في حينها مركز حقوق الانسان في البحرين هذا التعيين عملا غيرا اخلاقيا لكون ان النظام يريد استغلاله طائفيا في قضايا الداخل البحريني وان هدى نونوا عضوة في تنظيم سري كشفه تقرير بندر يعمل على تهميش طائفة كبيرة من المواطنين وانها متهمة بتنفيذ اجندة ذلك التنظيم وتلقي الاموال في هذا الخصوص .

وفيما يسعى حاكم البحرين شراء الذمم وتجييرذلك في صراعه مع المعارضة السياسية وتسخير الاعلام المدجن وعبر بعض المرتزقة تحسين موقفه واستغلال “الورقة اليهودية” للتشويش على مواقف المعارضة الثابتة ‘ فان بعض الاطراف في الاوساط اليهودية دخلت في اللعبة بشكل مكشوف مدفوعة اما طمعا في المال ومكاسب مادية اخرى واما تصورا خاطئا بان “ملك” البحرين سوف يوفر لهم موطئ قدم على غرار ما فعله حاكم قطر وبالتالي يحققوا نفوذا يمكنهم تحقيق توازن سياسي على متسوى المنطقة دون ان يضعوا في اعتبارهم حقيقة ان البحرين تشهد صراعا داخليا مع النظام من اجل العدالة والحقوق ووقف التمييز والفصل الطائفي ضد شريحة واسعة من المواطنين ويأتي تصريح الناشط الاسرائيلي لشئون الهجرة ناتان علوف مع موقع “اخبار اسرائيل” وقوله بان “ملك البحرين يعشق اليهود” واتهامه بان الغالبية الشيعية كانت قد قامت في عام 1948 باعمال نهب واعتداءات على ممتلكات اليهود ادت الى رحيلهم من البحرين ضمن صفقة واتفاق جرى ترتيبه بعد زيارة “الملك ” لبريطانيا كنوع من الدعاية السلبية ضد الشيعة وتحسين لموقف حمد حاكم البحرين لدي الرأي العام الغربي وهذا التصريح يناقض تماما ما ذكرته التقارير وحتى الوثائق بان اليهود قد غادروا البحرين بمحض ارادتهم دون ان يجبرهم احدهم او ان يكون الشيعة قدساهموا في ذلك خاصة وان البحرين كانت ومنذ الاستعمار والاحتلال البريطاني تحكمها سلطة سنية وكان الشيعة مغلوب على امرهم ومازال حيث يقول تقرير نشرته جريدة الشرق الاوسط في عددها 10854الصادر بتاريخ 16 اغسطس مايلي :
(( وفقا لتقديرات شبه رسمية يتراوح عدد اليهود البحرينيين المقيمين في بريطانيا ‘ بين مائتين وخمسين وثلاثمائة فرد ‘ ينتمون لعائلات بحرينية معروفة ‘ مثل خضوري ونونو وناجي ‘ ويزال البعض من اقرباءهم يعيشون في البحرين ‘ وهؤلاء اليهود غادروا البحرين في فترات متقطعة ‘ فالبعض منهم هاجر في اعقاب الحروب العربية الاسرائيلية في عامي 1956 و1967 ‘ والبعض هاجر لاسباب اقتصادية‘ حيث درسوا وعملوا في بريطانيا قبل ان يستحقوا جنسيتها ..)).

الوصلة الى التقرير :
http://www.asharqalawsat.com/details…483013&feature

ويبدو ان ما ساقه ناتان علوف لا يعدوا كونه دعاية رخيصة لحاكم ديكتاتور متهم من قبل غالبية شعبه بجرائم ضد الانسانية يسعى لتحقيق مكاسب على حساب حقوق الانسان ‘ فشعب البحرين وخاصة شيعته يكنان كل الاحترام لكل الاجناس والاديان والطوائف ومنهم اليهود كطائفة دينية وتاريخهم يشهد انهم كانوا دوما يحتضنون كل مظلوم وكل مطارد ولايفرقون بين احد ان كان يهوديا او مسيحيا او مسلما استنادا الى قول امامهم علي ابن ابيطالب (ع) يقول :” الانسان اما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق” .. والتاريخ ايضا يتحفنا بموقف هذا الامام العظيم عندما اتاه يهوديا مستجديا فغضب الامام امام هذه الظاهرة في ظل حكومته العادلة قائلا لخادمه قمبر “ما هذا ؟” قال له :” ياامير المؤمنين انه يهودي”! استشاط الامام غضبا حيث لم يسأله عن دينه ولم يقل “من هذا” بل “ماهذا” اي لماذا يوجد فقير في ظل حكومته الحامية للمساكين والفقراء ‘ فامر على الفور بتخصيص راتب ومال لهذا الفقير اليهودي ..

الواضح ولو اردنا الحديث بمنطق الطوائف فان كل الحروب العربية الاسرائيلية التي ادت الى تشريد اليهود من البلاد العربية كانت قد حدثت في ظل حكومات سنية ‘ وهذا المنطق ايضا يقودنا الى امر جدير بالاهتمام وهو ان اليهود في ايران عكس كل الدول العربية يحظون بحقوقهم كاملة لهم اعضاء في البرلمان ويتمتعون باستقلالية تامة في اداء طقوسهم الدينية ولهم معابدهم لا تتدخل الدولة في خصوصيتها وهي الحالة الوحيدة المتميزة لهم في كل المنطقة العربية .

ومن هنا ايضا فان ما يقوم به حاكم البحرين من حشر لليهود في القضايا الداخلية واللعب بورقتهم هو امر في غاية الخطورة ولغير صالح اليهود ‘ فاالحاكم يستغلهم للزج بهم في الصراعات الداخلية والاستقواء بهم ولوضعهم في مواجهة الغالبية المضطهدة بمعنى ان هذا “الملك” الوقح يخلق جوّا من الكراهية والتحريض ضد اليهود حالهم حال غيرهم من المجنسين الذين اتت بهم الحكومة الخليفية لزجهم كورقة سياسية في الملفات الداخلية .
ليس هناك من المواطنين من يرفض بعودة اي من ابناء البحرين الى وطنهم والتمتع بحقوقهم ‘ كل بحريني له حق المواطنية وحق التمتع بكامل حقوقه بعيدا عن اي ابتزاز او استغلال ‘ وهل سئل اليهود من “اصول بحرينية” المتواجدين في بريطانيا ‘ ما الذي دفع حمد حاكم البحرين بان يفكر بهم فجأة وكأن وحي من السماء نزل عليه كي يرأف بهم ويدعوهم الى العودة الى البحرين؟

هناك من المراقبين من يتسائل حول موقف تنظيم القاعدة وما سيترتب على ما يقوم به حاكم البحرين من خطوات غير محسوبة العواقب خاصة وان هذا التنظيم الارهابي يبحث عن سبب تافه وبسيط وذريعة واهية لكي يقوم بتنفيذ عدوانه واعماله الارهابية في البلاد التي تنعم بالتعددية الاثنية والقومية والطائفية ..

حاكم البحرين غدى اليوم في وضع لا يحسد عليه لذلك يقوم بالتخبط يمينا وشمالا وباتخاذ قرارات ارتجالية لا يمكن ان تور له امنا او استقرارا او حتى دواما في السلطة ‘ ان الحل يكمن في ان يتصالح مع شعبه ويترجل عن كبرياءه ويضع مصالح المواطنين امامه ويدخل في حوار جاد مع المعارضة يخرج البلاد من الازمة القائمة ويحقق مطالب الشعب في الامور التالية :
اولا: اعادة النظر في الدستور المسخ والاتفاق على اجراء تعديل على المواد المختلف عليها .

ثانيا: اقرار مبدا تداول السلطة بشكل السلمي يكون حمد دور يقتصر على ان يكون مواطنا يملك ولا يحكم !

ثالثا: اجراء انتخابات نيابية عادلة بعد ان يتم تغيير قوانين الدوائر الانتخابية الطائفية .

رابعا: القاء قرارات التجنيس العشوائية واسقاط الجنسية عن كل من تم تجنيسه سياسيا وطائفيا .

خامسا: محاكمة المسؤولين عن الجرائم والتعذيب في العهد البائد والحاضر .

محمد البحراني

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close