Archive
Bahrain Freedom Movement
حركة أحرار البحرين الإسلامية – 08/08/2008 – 11:41 | مرات القراءة: 762 |
لا تخافوا فرعون وجنوده، فانما كيدهم في ضلال، وتهديدهم هراء. بيتهم اوهن من بيت العنكبوت، وتعلقهم بالدنيا يعمي ابصارهم ويضعف بصائرهم، فاذا بهم اشكال بدون قيمة “اذا رأيتهم تعجبك اجسامهم”، ينعقون وراء الناعقين ويكررون كلام غيرهم بدون وعي او ادراك. هذه سمات الفرعونيين الذين يسيرون وراء الطاغية فيتخلون عن عقولهم وقلوبهم “وكذلك أضل فرعون قومه وما هدى”.
وهيهات ان يهتدي الطريق من اتبع غيره وتخلى عن عقله وانسانيته، وطالب الطغاة باستعباده. يتلفظون احيانا بالقرآن وهم غرباء في افكارهم ومواقفهم وعبوديتهم لغير الله عن مفاهيمهم «و ما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون». غريب أمر هؤلاء العبيد الذين يضيقون ذرعا بالحرية ويرفضون الا العيش في ظل الطاغوت والاستبداد. يتحدثون بدون عقل او منطق، ويستكثرون على الآخرين التزامهم بالقانون والانسانية، ويناقضون انفسهم عندما يتهجمون على الدول التي تمنح المظلومين حق اللجوء، جاهلين بان موقفهم هذا يؤكد ظلامة المظلومين واستحقاقهم لملجأ يأمنون فيه على انفسهم واعراضهم. هؤلاء العبيد ليس لنا حديث معهم، لانهم لا يساوون عند اسيادهم انملة، ومهمتهم تنظيف قاذورات سادتهم واولياء نعمهم، ولحس قصاعهم واكل فضلات زادهم المسروق من بطون الجياع والمحرومين. يتفجرون غيظا عندما يحقق المظلومون انتصارا سياسيا او اعلاميا ضد سراق المال العام الذين يعيش الواحد منهم في قصر يكفي مائلة عائلة من اهل البحرين، ويرفعون عقائرهم بالشجب والاستنكار لكل ما هو انساني: “قل موتوا بغيظكم ان الله مخرج ما تحذرون”. والأغرب ان ينبري هؤلاء الأقنة بتهديد الدول التي تمنح اللجوء للمظلومين من ابناء اوال، متجاهلين ان بقاء سادتهم انما هو بفضل الدعم الامني والسياسي من هذه الدول. بالامس القريب دعا احدهم لتكريم المعذب الشهير، ايان هندرسون تقديرا لخدمات التي اسداها للبحرين. وما هي هذه الخدمات؟ بناء جهاز قمعي شرس يعذب الاطفال والنساء ويعتقل الآلاف ويضيق على اهل البلاد الخناق. أفلام عديدة ومقالات كثيرة توثق الجرائم التي ارتكبها هندرسون وجهازه ضد الابرياء، ولذلك اصبح، في نظر هؤلاء الأقنة ، مستحقا للتقدير. هذا الضابط الاستعماري ينحدر من البلد الذي يهاجمه عبيد النظام الخليفي، ويدعو لتقدير ضابطه، فأي تناقض هذا الذي يقولون! وبعدها بيومين تخرج ابواق النظام بالعناوين العريضة حول زيارة الحاكم الى عاصمة هذه البلاد لحضور “تخرج” نجله من اكاديمة “ساندهيرست” العسكرية بعد ان قضى فيها بضعة شهور، فلماذا لم يلتزم الحاكم بدعوة عبيده لمقاطعة هذه البلاد وحكومتها؟ ثم يلحقه رئيس وزرائه، الذي قضى عمره في تعذيب اهل البحرين ونهب اموالهم واراضيهم، في زيارة “تصالح” مع المملكة البريطانية بعد عقود من سعيه لاستبدالها ببعض بلدان جنوب شرق أسيا. وبودنا ان نسمع من هؤلاء العبيد من يهاجم الاسياد لزيارتهم البلد الذي منح المظلومين البحرانيين حق اللجوء السياسي! هيهات يجرؤ اي منهم على ذلك، فمتى استطاع العبيد الكلام في حضرة الاسياد؟نعيش في بلد تعج زنزانات التعذيب فيه بالسجون. ويعرف الحاكم قبل غيره انه سيقابل بشجب واستنكار شديدين ان حطت رجلاه ارض البلد التي منحت معارضيه حق اللجوء السياسي ما لم يطلق سراح الاسرى البحرانيين المرتهنين في زنزاناته. فكان عليه اطلاق بعضهم على مضض. وسوف يجد نفسه مرغما على اطلاق الباقين، برغم ما يقوله العبيد، سواء أسمى ذلك “مكرمة” ام “مبادرة” ام “حق”. فالنظام يعلم قبل غيره انه متهم بانتهاك حقوق الانسان، وان صوت المظلومين بدأ يدك مسامع العالم وينغص عليه وعلى زمرته وجلاوزته عيشهم، فما دامت عيون اهل البحرين لا تنام من الاسى والحزن والعذاب، فلن يسمح لهم بالمتعة والهناء. فالأمن اما ان يكون للجميع، اولن يتذوقه أحد. وكفى شعبنا هذا الألم والانين في ظل الحكم الخليفي الشرس الذي لم يشعر يوما بانتمائه للارض والوطن والشعب، فراح يستبدله بالاجانب، ويقرب اليه المتملقين، ويستعبد المستعدين لبيع انسانيتهم وضميرهم، ويعتقل الاحرار والمخلصين، ويعذب الاطفال ويعتدي على النساء. فما أبشعه من نظام كريه عفا عليه الزمن وآن له ان يرحل، لانه من خلفات عصور التخلف والاستبداد والاستعباد. ففي عهد “المشروع الاصلاحي” لم يعد أحد من اهل البحرين آمنا على نفسه او اهله من بطش البندريين المجرمين، الذين يرعاهم قصر الصافرية ومدير شؤونه، الطائفي المقيت، خالد بن أحمد آل خليفة. فهو يفرض نظاما شموليا منقطع النظير، يتلفظ بمصطلحات لا وجود لها في الواقع، ويرفع شعارات لا يطبق شيء منها في حياة الناس. يتحدث عن حرية التعبير ويغلق المجال الوحيد المتاح للاحرار للتعبير عن الرأي، فاذا بالمواقع الالكترونية محجوبة عن روادها، واذا بالكتاب الاحرار ممنوعين من الكتابة في الابواق الاعلامية الرسمية. انه نظام يتحدث عن “فصل السلطات” واذا بالحاكم فوقها جميعا، يصادر مواقفها ويقرر نيابة عنها، ويسن القوانين بدون استشارتها، ويفرض الدستور بدون استفتاء او دور لأي صوت وطني فيه. فما أظلم النظام الخليفي واشرسه، وما أوهاه وأتعسه.في عالم فرض الحاكم فيه قيم الفساد والانحطاط والتخلف، تعلو اصوات العبيد ملبية نداء الطاغية، وتحجب فيه اصوات الاحرار الذين يرزحون وراء القضبان، وتستبدل قيم الديمقراطية بـ “المجالس المفتوحة”، ويستعاض بالابواق الاعلامية عن المنابر الحرة. وفي عالم يباع الانسان فيه ويشترى، موقفا واخلاقا وانتماء، يصبح الدولار النفطي سيد الموقف، ولا يبقى للحر مكان الا خارج العالم الرخيص الذي تبنيه ثقافة التملق والاستعطاف والاسترحام. فلا مكان للعقل او العلم او المنطق او الحكمة، بل كل شيء موكول الى هذا الطاغية الموهوب الذي اصبح قادرة على منح الحياة او سلبها من المواطنين، والذي اصبح صنما يعبد من دون الله. في مثل هذا العالم، ماذا بقي لذوى الضمائر الحية والمشا
عر الانسانية الصادقة، وعشاق الحرية، سوى النضال والصمود والاستبسال في الدفاع عن الانسان وقيمه واخلاقه، وعن الاسلام ومبادئه التي توجب مقاومة الظلم وعدم التطبيع معه او مسايرته. من هنا فقد أعاد الله لأهل البحرين استواءهم وعقلهم وحكمتهم عندما توقفوا عن دعم المشروع التخريبي وقوانينه ودساتيره ومواثيقه التي اصبحت خاوية بدون معنى، واصبحوا اكثر اصرارا على مقاومة الحكم الغاصب الذي صادر الحريات والحقوق، وسعى لاستبدال الشعب بغيره. ومن هنا تبدأ مرحلة من النزال بين اصحاب الحق والفرعونيين الجدد، بين الاحرار والأقنة وعبيد الدنيا، بين السائرين على درب الحق والحرية والعدالة، كما خطه الاسلام، وعشاق الملك العقيم الذين يبنون ملكهم على الظلم والبطش والاعتقال التعسفي وتعذيب الأحرار. ومن الله وحده نستمد العون، فهو الناصر والمعين، وهو وحده قاصم الجبارين.
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد اسرانا يا رب العالمين