Archive

Bahrain Freedom Movement

وقفات من أجل إعادة النظر تجاه الواقع الخطير

03/12/2008 – 19:42 | مرات القراءة: 126

print_page-9092043 send_f-8109168 add_comment-5223529  

1179149029-2296014حقيقة ما يسمى بـ” المشروع الإصلاحي”: إنَّ من يلاحظ هذا المشروع المعبر عنه بـ” المشروع الإصلاحي” لا يجده كما يروج له أصحابه، ولا يجد فيه غير صورة السراب الخادع والذي إذا اقترب الإنسان منه انكشفت له حقيقته ولم يجده شيئاً واقعياً.. حتى الفُتات الذي يرمى به ـ على مضض وشُح ـ ليس إلا من قبيل بعض الحلويات وبعض الأطعمة التي تُقدم من أجل أن يفطم بعدها الناس كلياً عن نيل حقوقهم إلا ما يسمح به هذا النظام كتمشية لأموره. أنا لا أشك طرفة أبداً في أن الغرض من هذا المشروع التآمري إنما هو القضاء على الطائفة.

وقفات من أجل إعادة النظر تجاه الواقع الخطير
سماحة الشيخ
عبد الجليل المقداد(حفظه الله)
بمسجد الرفيع(جمّالة) بالبلاد القديم
بتاريخ: 23 ذو القعدة1429هج
الموافق لـ: 22/11/2008م
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين…
حقيقة ما يسمى بـ” المشروع الإصلاحي”:
إنَّ من يلاحظ هذا المشروع المعبر عنه بـ” المشروع الإصلاحي” لا يجده كما يروج له أصحابه، ولا يجد فيه غير صورة السراب الخادع والذي إذا اقترب الإنسان منه انكشفت له حقيقته ولم يجده شيئاً واقعياً..
حتى الفُتات الذي يرمى به ـ على مضض وشُح ـ ليس إلا من قبيل بعض الحلويات وبعض الأطعمة التي تُقدم من أجل أن يفطم بعدها الناس كلياً عن نيل حقوقهم إلا ما يسمح به هذا النظام كتمشية لأموره. أنا لا أشك طرفة أبداً في أن الغرض من هذا المشروع التآمري إنما هو القضاء على الطائفة.
استعمال مصطلح ” الطائفة”:
يستشكل بعض المؤمنين حين نستخدم كلمة طائفة. فيقول: طائفة طائفة طائفة؟؟!!
أنا أسألكم : ماذا نعبِّر؟
البعض يقول: الصحافة تستهدف فئة معيّنة، وجماعة معيّنة، نحن نقولها بوضوح: تستهدف الطائفة، ومن حقنا أن نجهر في فضح ما يقع علينا من ظلم نختص به دون غيرنا. حينما غصب حق أمير المؤمنين(عليه السلام) تحدث عن ظلامته، وحينما غصب حق أئمة أهل البيت(عليهم السلام) أيضاَ تحدثوا عن ظلامتهم وسمّوا الأشياء بأسمائها.
كذلك السود في أمريكا، ناضلوا من أجل حقوقهم المسلوبة وظلامتهم التي تقع عليهم بما هم سود وبشكل خاص، وهكذا سائر المظلومين الذين يعانون من ظلم يختص بهم دون غيرهم لا حرج عليهم أن يرفعوا الصوت اعتراضاً على هذا الظلم الخاص.
لو أردنا أن نتكلم عن مسألة المناهج الدراسية ماذا نقول؟
هل نقول بأن الشعب البحراني كله يعاني من مشكلة حتى لا نتهم بالطائفية أو باستعمال مصطلح يمكن أن يتحسس منه الآخرون؟!
إخواننا السنة لا مشكلة لديهم لأنهم يدرسون مذهبهم، وهذه المشكلة خاصة بنا فلابد من تسميتها باسمها.
فلنفرق بين الحديث عن حقوق يشترك فيها الجميع واستحقاقات يشترك فيها الجميع وظلامة تقع على الجميع؛ فهذا لا ينبغي أن يكون الحديث عنه من زاوية طائفة أو فئة، بل يجب أن تكون المطالبة للجميع، فالوطن للجميع، والعدالة للجميع، والحقوق للجميع والموارد والخيرات وتكافؤ الفرص ـ وما شابه ذلك ـ للجميع.
وتارة نتحدث عن ظلم خاص يقع على فئة بعينها، وهنا لا حرج علينا أن نسمي الأشياء باسمها ونفضح الظلامة وندعو بكل قوة ولرفعها، وهنا لابد من تسمية الأمور بأسمائها وإنكار هذا اللون من الظلم دون مواربة وحرج.
خطورة الوضع تدعو للمراجعة وإعادة النظر والتوحّد :
أريد أن أشير إلى أن الوضع خطير جداً. ويعلم الله أني ما وجدت باباً إلا وطرقته، ومن الأمور التي ركّزت عليها أن قيادة المؤمنين هي قيادة علمائية وهذا مفروغ عنه، ولا كلام لنا فيه، ومن ناحية أخرى، لا نريد أن نبخس الناس أشياءهم وحقوقهم ونتنكر لشخصيات في البلد لها تاريخية وتجذّر وعمق، فهذا لا أحد يتنكّر له.
ولكن لابد أن نطرح ما نراه بوضوح من أن التعاطي مع المسألة السياسية بهذا النحو القائم هو تعاط خاطئ.
إننا نجد وبكل وضوح بأن التصاريح تتضارب، المواقف تتضارب، ما أراد هذا النظام شيئاً إلا استطاع أن يتوصّل إليه دون أن يوقفه أحد، ولم نستطع أن نحقق حتى شيئاً واحداً ذا بال!
مهما حاولنا أن نلف وندور لنغير الحقائق فهي لن تتغير. الجرح يتسع، الفتق يتسع، الفجوة تتسع يوماً بعد يوم، ألا يحث الدين على المراجعة وأن يحاسب الإنسان نفسه، ويراجع، وأن يتقدم للآخرين؟!
أيها الإخوة: ماذا حققتم الآن في مسيرتكم هذه؟!
النظام يستفرد بكم، تعيشون تخبُّطاً على مستوى المواقف وعلى مستوى التصريحات.
إذا كنتَ مستعداً أن تمد الجسور مع الآخرين من غير إخوانك وتبني شيئاً من الثقة معهم، وقد خذلوك وخذلوك، وباعوك بثمن بخس وكانوا فيك من الزاهدين، ألا تجرِّب ـ ولو لمرة واحدة ـ مثل هذه المحاولات مع إخوانك المؤمنين؟؟
واللهِ، إنك سوف تجد الخير لو فعلتَ ذلك، وسوف تجد ما يسرّك، فكيف تتشبث بأولئك ـ وهم مَن تعرف ـ وتزهد في إخوانك من المؤمنين؟!
لا تزهدن في راغب فيك ولا ترغبن في زاهد فيك… كم بقي من عمر المجلس؟ لم يبقَ شيء.. هؤلاء يمشون معكم ـ إذا مشوا ـ إلى منتصف الطريق ثم يقطعون بكم ويخذلونكم… بينما إخوانكم هم السند الحقيقي.
أعود وأكرر بأن هناك خطئاً في المسألة السياسية وأنتم بنحو وآخر تعترفون بهذا الأمر، فلماذا لا ترجعون إلى إخوانكم، ويرجع إخوانكم إليكم؟!
أريد أن أعرف: ما هو المحذور الشرعي الذي يمنع من أن يجلس الإنسان مع أخيه المؤمن؟
لا يوجد شيء من ذلك أبداً، واسمح لي أن أقول لك بأن الخلل في أنفسنا، الخلل في أنفسنا التي تمنع من أن يلتقي الأحبة ويصلوا لحلحة أوضاعهم وترتيب أمورهم بالشكل الصحيح.
إنَّ الناس في الصعوبات وساعة العسرة وإذا تضيّقت عليهم الحلق جمعهم المصاب، وأحسَّ كل واحد منهم أنه بحاجة إلى الآخر، والإلتقاء معه، وإذا لم يجمعنا كل هذا الإستهداف الذي نراه، وكل هذا التآمر ولم نشعر بخشوع في القلب، ولينٍ يجعلنا نلتقي مع بعضنا فالخلل في أنفسنا وفي فهمنا الديني.
ولنمحص فهمنا الديني، لا يوجد شيء في الدين يقول لك بأن لا تلتقِ مع إخوانك المؤمنين.
يا أخي: أنت بَشَرٌ لك طاقة محدودة، وفكر محدود، وأوضح شيء على هذه المحدودية ـ ولنكن واقعيين ـ هو هذا المشهد السياسي.
الآن هذا التوجّه السياسي الأخير الذي مال إليه الأخوة من تغيير قناعتهم تجاه المعارضة من الخارج والتي كانت محل عدم قبول لديهم.
إنَّ هذا الأمر قد توصل إليه الآخرون من إخوانكم قبل سنوات، وكنتم حينها تقولون بأنه لا ينفع الإتصال بالخارج، وترفضونه وتصرّون على العمل من الداخل حتى وصلتم لقناعة مختلفة وأن العمل من الداخل لوحده غير ممكن!
الآن وبعد كل هذه المدّة توصلتم لما توصل إليه الآخرون منذ زمن.
قيل لكم بأنكم لا يمكن أن تحققوا شيئاً من خلال هذا المجلس فأصررتم على الدخول والتحشيد للمشاركة ثم ها أنتم تتوصلون ـ بنحو وآخر ـ إلى نفس النتيجة!!
هذا يدلل على ماذا؟؟!
يدلل على أن للآخرين عقولاً، وعلى أن للآخرين قدرة على التحليل واستشراف الأمور، وأنهم يمكنهم أن يتوصلوا لحقائق الأمور.
ومن الإنصاف وقول الحق: ان بعض الشخصيات ـ التي هي بعيدة الآن ـ لها قدرة على تحليل الوضع، ولها قدرة ثاقبة في النظر. فلماذا لا نستفيد من بعضنا البعض؟!
لماذا يأتي هذا النظام بالمرتزقة من أقصى الأرض ومن شرقها وغربها فيستفيد من تجاربهم وخبراتهم في التآمر، ويأتي بمستشارين أمنيين ومستشارين سياسيين وغير ذلك من أجل إحكام قبضته ويزهد بعضنا في البعض الآخر ويقصيه؟
هناك خلل بيّن أسأل الله (سبحانه وتعالى) أن لا يكون مرتبط بالنفوس، وكيفية تفكير النفوس. دعونا نتواضع إلى الله (سبحانه وتعالى) ونعترف جميعاً بالتقصير، ونقول بأننا جميعاً مقصِّرون، ونعيد النظر مرة أخرى ونستفيد من تجارب الآخرين.
مع الأسف، أنه ومع سخونة المؤشر على تصاعد الأحداث ومع كل خطورة الوضع لا نجد تنازلاً لبعضنا البعض. إذا لم نرد أن نتواضع لإخوننا فلنتواضع لله (سبحانه وتعالى) ولنفكر في علاج هذا الواقع الخطير.
كلمة علاّمة:
لقد قلت لبعض الأخوة: لا تكتب أمام اسمي لا في كلمة السبت، ولا خطبة الجمعة كلمة ” العلامة ” وأكدت على ذلك فاستجاب ولله الحمد، لا أحب هذه الألقاب ولا أميل إليها لا قلباً ولا قالباً، وإذا كانت هناك مقامات فنسأل الله (سبحانه وتعالى) أن تكون هذه المقامات عنده وأن نكون عنده من المرضيين نحن وسائر إخواننا المؤمنين.
إذا كان للإنسان قيمة فليوظف هذه القيمة والمكانة في جمع الصف، وتوحيد الكلمة، وهذا أمر في غاية السهولة وهو أبسط وأبسط وأبسط (إلى أن ينقطع النفس) مما نتصور شريطة أن نتواضع لله (سبحانه وتعالى).
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close