Archive

Bahrain Freedom Movement

عباس ميرزا المرشد – 09/12/2008 – 21:43 | مرات القراءة: 40 print_page-8945348 send_f-6311897 add_comment-8282198  

في إحدى معالم الصمود و قصص انتصار الضحية على الجلاد كان الجلاد يتوسل للضحية أن يبكي و أن يصرخ يرجوه أن ينطق بحروف الألم و الضحية يبقى صامدا مختار للصمت.. يقول الجلاد للضحية كفاك سكوتا فصمتك يقتلني الضحية يتبسم في وجوه جلاده و كأنه يقول لهم ماذا أنتم فاعلون أكثر من ما تفعلون إذا كنتم تخافون من صمتي تخافون الموت و أنا أرحب به و أصادقه فموتوا كما لا تشاؤن أما انا فأموت كما أشاء. الطاغوت كما الجلاد لا يمكنه أن يشعر بالراحة أبدا ما دام صمت و صمودهم الضحايا باقيا هو يخاف من أصوات الأحرار و يسعى للحجر عليها و في الوقت نفسه يخاف من صمود الضحايا و صبرهم، أما الذي يخاف منه أكثر و أكثر و لا يقوى على مواجهته فهو ذكرى الشهيد و خلوده باقيا في ضمير الأمة. الطاغوت يرى أن ذاك البقاء يهدد عرشه و كرسي حكمه فالتاريخ مهما طالته أيدى التحريف و التزوير فلن يستطيع أن يلغي قانونا كونيا هو أن الدم الطاهر و الدم الممزوج بالرسالة أقوى من سيف الطاغوت و بطشه. الشهداء يخلدون و بخلودهم يخلد الجلادين و الطغاة أيضا و لكنهم يخلدون ليحاكموا في كل مرة يهب فيها الضمير الانساني و في كل مرة ينهض فيها شعب أعزل يقاوم ترسانة الطاغوت. ليس بمقدور أحد أن يذكر موسى دون أن يذكر فرعون أو يذكر الحسين دون أن يذكر يزيد و ليس بمقدور أحد هنا أن يذكر شهداء أحرارا ذهبوا بأجسادهم و تركوا أراوحهم باقية و شاهدة دون أن يذكر جرائم الجلادين و المسؤلين في جهاز أمن الدولة و جهاز الأمن الوطني.المجرمون يخافون من يوم الشهداء لأنه قادر على إزالتهم . الجلادون يخافون يوم الشهداء لأنه يعيد إليهم صمت الضحايا و صمودهم و لأنه يذكرهم أن آلة البطش و الإرهاب لم تثني شعبا انطلق في مسيرة الحرية و لا يزال مصرا على بلوغ قمتها حتى و لو قدم أضعاف ما قدمه من نضال وصبر و ألم.يوم الشهداء ليس يوما عاديا فالأمة التي لا تحيى شهداءها، هي أمة تخون شهدائها و لا تستحق أن تعيش. يوم الشهداء تؤسسه الأمة بأكملها و من خلال شرفائها و أبطالها و رموزها . أما الدجالون و أصحاب المنافع و من يقوي على بيع قضيته فلا يحق لهم الحديث و التملق و الأمة قادرة على كشفهم و تميزهم عن الشخصيات المخلصة و الشريفة مهما كان الاختلاف معها في صوابية بعض الأمور.عندما تنظرون إلى شوراع البلاد سترون صورا و لافتات تبجيل لأشخاص و لا ذكر للوطن الذي يتغنون به ففي السابق كنا نرى الأعلام الوطنية منتشرة في كل مكان أما اليوم فيغيب الرمز الوطني لتحل محله صور اشخاص و كأنهم يقولون أن المعركة معركة شخصية، وأنهم محدهم الذين يحق لهم توزيع صفة الولاء للوطن. و الصحيح أنهم يوزعون ولاء الاشخاص و يشترون ولاء بعض الناس لهم و ليس للوطن.عبر سياسة الاستجداء و سياسة التشطير باعوا الوطن و طحنوا عظام الناس بالفقر و أذاقوهم لباس الخوف و الإرهاب، و عبر سياسة الوحدة و سياسة الإخلاص للوطن باع الشهداء أجسادهم الغالية لحفظ كرامة الأمة و صونا لحقوقها و محاولة منهم و ما أعزها من محاولة لأن يعيش الناس في هذه الأرض شرفاء يرفعون روؤسهم عاليا.يحالون أن يخلطوا بين يوم الشهداء و رمزيته الوطنية و بين بعض المناسبات الخاصة فلماذا كان من حقهم خلط الأمور و إدخال ما هو شخصي في ما هو وطني؟ أليس يوم الشهداء يوما وطنيا خالصا أم أن البعض لا يقوى على الاعتراف بما يضمره من خلاف حول شهدائنا ؟

ليس مهما جدا هو تحديد يوما بعينه فالقداسة الممنوحة ليوم الشهداء و للشهداء لا تقاس بالأيام و لكن أليس من المعقول أن لا مجال لتنازل عن يوم ما دون مقابل وطني؟ و لماذا يتوقع البعض أن نكون سهلين سياسيا لهذه الدرجة؟

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close