Archive

Bahrain Freedom Movement

وفاء للقابعين في زنزانات الاعداء

حركة أحرار البحرين الإسلامية – 04/12/2006 – 13:55 | مرات القراءة: 1107 print_page-6899335 send_f-3222144   

الأسود لا يضعفها ان تكون في الاقفاص، ولا يضيرها ان تكون مغللة في الاصفاد. ويكفيها ان زئيرها وراء القضبان يزلزل قلوب من يسمعه، وان همتها ترعب الآخرين.وأنتما يا عنوان مجد هذا الشعب، ومصداق عزته وأنفته وصموده، زلزلتما الطاغية الذي يعيث في  ارضنا فسادا بلا حدود، وأدخلتما الرعب في قلبه، برغم ما يمتلكه من جلاوزة وجلادين ومعذبين. فما دام موقفكما مقاوما لجبروته وطغيانه، فستظلان مصدر قلق له. انه مستعد ان يغدق الاموال على من يسايره ويداهنه، ولكنه لن يرحم من يقف بوجهه ويتحدى ارهابه. ترددتما على السجن غير مرة، في زمن قانون أمن الدولة، وكان لكما نصيب كبير من التعذيب الخليفي الحاقد، وها أنتما تردان الزنزانات نفسها، فتقرآن على جدرانها قصص معاناة أهل البحرين، من شيوخ وشباب ونساء، وتسطران على تلك الجدران كلمات جديدة عن المعاناة، تكتبانها بالدم، وترددانها أنشودة حزينة صباحا ومساء. انها ليست قصتكما وحدكما، بل فصل من ملحمة متواصلة لم تتوقف منذ ان وطأت أقدام المحتلين أرضنا الطاهرة ودنستها وجعلت أعزة أهلها أذلة.
أصبحتما “ضيفين” على الملك الكريم، كما كنتما ضيفين في زنزانات والده وعمه، وتساءلتما: أين ينتهي الفساد ويبدأ الاصلاح؟ غيركما يتحدث عن “المشروع الاصلاحي” وأنتما تعيشان ذلك المشروع لحظة بلحظة، في قبضة الجلادين الذين يلتذذون بالتنكيل بكما، ويتسابقون على نيل الحظوة لدى هذا “الملك” الذي تنفس الصعداء أخيرا بعد ان حقق ما كان يريد من استفتاء على دستوره. كان يعلم ان اهل البحرين، وانتما منهم، لن يمنحوه ما اراد، فسعى بطرق ملتوية للحصول على ذلك، فكان له ما أراد. سلواكما انكما لم تكونا شاهدي زور، وكنتما ممن يسعى لحرمان نظام الاحتلال الخليفي من شرعية التصويت الشعبي على مشروعه، فكان الجلاوزة لكما بالمرصاد. أنتما في نظر العائلة المحتلة، تهددان نظام الحكم بالدعوة لمقاطعة الاستفتاء المشؤوم على شرعية نظام حاقد، فكنتما مستحقين لغضب فرعون وجلاوزته، فنكلوا بكما أيما تنكيل، وهاهم يواصلون الظلم والقهر والتنكيل بعد ان خففت اصوات المعارضة، وساد منطق الاستسلام والمسايرة بدلا من ثقافة مقاومة الظلم والصمود امام زحفه.
نعيش الزمن الرديء ونحن نشاهد ما لا تشاهدانه من هيمنة الطغيان والظلم والأمركة والخلفنة والتغريب والفساد  على أوسع نطاق. غريبان أنتما في ظلمة الزنزانات، ولكن من هو خارجها يعيش غربة أكبر. فلا صوت يعلو فوق صوت “المشروع الاصلاحي” ولا مكان لمن يتحدث بلغة مغايرة لذلك، وشيئا فشيئا، يتم صهر الهوية والثقافة والدين في مشروع وضعه أعداء الامة، واستدرجوا الناس اليه. تقضيان ايامكما بين جدران أربعة لا تعرفان فيها الليل من النهار، ولكنكما تعيشان حالة من النقاء والطهر، وانتما تقضيان وقتكما في تلاوة القرآن وتتعبدان بالصلاة والدعاء. هناك في تلك العتمة، تزداد القلوب نقاء، وتتحرر النفوس من العبودية لفرعون وملئه وجلاوزته، بعيدان أنتما عن عالم يعيش اضطرابا حول المباديء والقيم والأخلاق والمواقف، وتداخلا غريبا في المفاهيم، وتنكرا للأسس التي قام عليها المشروع الاسلامي الذي ازداد وضوحا على ايدي فقهاء الامة وقادتها ابتداء بالامام الخميني الراحل، مرورا بالشهيد الصدر رحمهما الله وصولا الى ما يمثله صمود القيادة المجاهدة في لبنان، التي تقود الجماهير الى النصر ضد اعداء الامة سواء بالمقاومة العسكرية للمحتلين ام المقاومة المدنية لأذنابهم.
يا بدرين مغيبين في عتمة غرف التعذيب:
لم يكن القيد ابدا الا سلاح الحاكم الظالم الذي يساوم الناس على حريتهم وحقوقهم ووجودهم، ولكنه سلاح لم ينجح قط في كسر عزيمة الامم الناهضة والشعوب المناضلة، والعناصر الصامدة. والنظام الذي يعتمد اساليب التنكيل والقمع لا ينتهي أمره الى خير،  فالقيود التي تلتف على المعاصم انما هي مفتاح الحرية التي طالم بحثتما عنها:
سلام على مثقل بالحديد                     ويشمخ كالقائد الظافر
كأن القيود على معصميه                   مفاتيح مستقبل زاهر
لماذا القيد؟ لماذا مطاردة الاحرار؟ وما هي ذريعة المتربعين على كراسي الحكم، ولا عمل لهم سوى التنكيل بالعباد و البلاد، وسرقة اموال الناس وتبديد ثروات الشعوب؟ ما جدوى اعتقال الابرياء الذين لا ذنب لهم سوى تعبيرهم الحر عما يؤمنون به بأساليب سلمية متحضرة؟ هل يعتقد اولئك الجاثمون على صدور أهلنا، العابثون بأمن الناس ورزقهم وارضهم وعرضهم انهم بمنأى عن سنن الله الجارية التي قد تمهل الظالمين ولكن لا تهملهم؟ ما هذا النظام الذي يهتز بأوراق يوزعها المعارضون لتوضيح مواقفهم وآرائهم، ما هذه الديمقراطية التي يدعيه، وأية حرية هذه التي تصادر آراء الناس وتزج بالشباب في زنزانات التعذيب بلا وازع من ضمير؟ ان روح الحرية التي روتها دماء شهداء البلاد على مدى العقود السابقة لا يمكن ان تقضي عليها سياسات استبدادية جائرة مهما توفر لها من مال وسلاح، ومهما حظيت به من دعم اجنبي ضد أهل الارض ومناضليها. نعيش الزمن الرديء، لكننا نتطلع للأيام الجميلة التي لم نعشها بعد، بحرية نسترجعها بسواعد الابطال وصمود الأباة، فلا حاجة لنا في مكرمات الطاغية، ولا مكان لنا في مجالسه وقصوره التي تخلو من ذكر الله، وتغيب عنها ملائكة الرحمن، ولا مكان فيها الا للنفاق وتقبيل الانوف. أهل الحق والدين لا ينحنون امام الطغاة، ويجدون سلواهم في ارتباطهم بالله المقتدر الجبار الذي يتربص لهم ويمهلهم الى حين، حتى يحق عليهم العذاب وتجري عليهم سنن الله وقوانينه.
أيها العملاقان اللذان دخلا التاريخ من أوسع ابوابه: قرا عينا، وطيبا نفسا، فالطريق الذي سلكتماه هو طريق الانبياء والأئمة الأطهار والعلماء المجاهدون الذين أخذ الله عليهم ” ألا يقاروا على كظة ظالم ، ولا سغب مظلوم”. انكما من اولئك الفتية الذين ” آمنوا بربهم وزدناهم هدى، وربطنا على قلوبهم اذ قاموا فقالوا: ربنا رب السماوات والارض لن نتخذ من دونه الها، لقد قلنا اذا شططا”. كان الله في عونكما وانتما ترزحان في سجون الاعداء، انكما على موعد مع فجر ينبلج بالخير و الحرية والعدل، وموعدكم الصبح، اليس الصبح بقريب؟

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close