Archive
Bahrain Freedom Movement
هاني الريس – 28/02/2009 – 16:01 | مرات القراءة: 176 |
في كل مناسبة من المناسبات العديدة، التي تحتفل بها السلطة البحرينية، منذ الاعلان عن تحويل الدولة الى مملكة في العام 2002 وحتى اللحظة، يتحدث كبار المسؤلين في الدولة الرسمية، عن إعتزازهم وتقديرهم واحترامهم للمواطن البحريني، ومدى التزامهم بالمثل والقيم والمبادىء العامة الديمقراطية والانسانية والاخلاقية المكرسة في ميثاق العمل الوطني و ( دستور الحكم للعام 2002 )
وفي كافة المعاهدات والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الانسان، والسعي الذؤوب من أجل تكريس وتعميق التفاعل السياسي والاجتماعي والفكري والثقافي مع المجتمع، مؤكدين في مختلف تصريحاتهم للرأي العام البحريني والعربي والدولي، بأن البحرين كانت منذ عقود بعيدة مضت ولاتزال، تعيش في ظل ( قيادة رشيدة ) أرست كافة دعائم الأمن والاستقرار، وناضلت من أجل سيادة واستقلال البحرين، ورفعت لواء التفاني من أجل خير هذا الوطن ونهضته وعزته وكرامته . هكذا صار كبار المسؤلين في البحرين، يتحدثون لمختلف وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية على حد سواء، ويقولون لضيوفهم من خارج البلاد، انهم يبذلون المزيد من الوقت والجهد والعمل من أجل تقدم البحرين ورقيها، لكي تواكب مستوى التطور والتقدم والرقي، القائم في كل الممالك الديمقراطية الدستورية . ويتحدثون عن تأمين وضمان سيادة القانون وتحقيق التنمية ودعم الفصل بين السلطات الثلاث وتوفير الحريات العامة والمساواة بين المرأة والرجل في أداء الواجب الوطني والتمتع بجميع الحقوق والواجبات وفقا لمبادىء القانون، ومنع التمييز، وتوفير كافة الفرص الاجتماعية والاقتصادية والصحة والتعليم والاسكان وفق معايير عالية الجودة . من حقهم أن يقولوا كل شيىء ويفتخروا بكل شيىء، مادامت السلطة والثروة والجاه ومختلف وسائل القوة مكرسة ومعززة في أياديهم، ويحركونها ويوجهونها كيفما يشاؤن ويرغبون، بعيدا عن أية مراقبة ومكاشفة ومسائلة ومحاسبة من أحد، لانهم بحسب أقوالهم ( ولاة الامر ) ووحدهم فقط القادرين على توجيه ( الرعية ) وترشيدها وتطويعها من أجل خدمة أهدافهم وتطلعاتهم وأمانيهم . ولكن أيضا من حق المواطن البحريني، الذي كان ولايزال يعاني مرارة العلقم، من ظلم وإستبداد الاسرة المالكة، التي مابرحت تتحدث بإسمه على انه ( الجوهرة الثمينة ) في تاج إستراتيجيتها التنموية، أن يسأل مادام له الحق بالسؤال – بحسب تطبيق مبادىء العدالة الاجتماعية والمساواة بين الجميع:” أين حقي هذا الذي تتحدثون عنه ؟ ” منذ عهد الدولة الامنية التي حطمت جميع الارقام القياسية في الظلم والقهر والاستبداد، الى ماسمي بعهد ( التحول والازدهار والتقدم ) في ظل المملكة الديمقراطية الدستورية الجديدة، والذي ظل صامدا مخلصا لإرث ماضيه حتى بعد مرور ثمانية أعوام على تأسيس هذه المملكة المزعومة؟ من حق هذا المواطن، الذي أبقته السلطة الحاكمة في البلاد، منذ عدة عقود وحتى الان معزولآ عن جسمها السياسي والاجتماعي والاقتصادي، المتفرد وحده فقط بصنع القرار وتوجيه وترشيد الرعية في كل شيىء يخدم النظام، وليس سواه من إمورا ملحة تخدم المجتمع، أن يقول لهم ” لقد ناضلت طيلة عقود، وإستشهد لي أهل واخوة ورفاق، وتشرد أخرون في المنافي القسرية البعيدة، وذلك في سبيل أن يتحقق حلم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ” ولكنني بعد طول المكابدة والتضحية بالدم والمال والبنون، لم أحصل إلا على برلمان منقوص الصلاحيات الرقابية والتشريعية، ودستور منحه مقدم كمكرمة من الراعي إلى رعيته، وتراخيص لتأسيس جمعيات سياسية وحقوقية، مقيدة بقوانين وإجراءات وزارات العدل والداخلية والشؤن الاجتماعية والشباب والرياضة، وصحافة وطنية مغلوب على أمرها،وقشور من حريات الرأي، التي تنتهك كل يوم بذريعة حماية أمن واستقرار البحرين وذرء المخاطر الخارجية. ان الانسان البحريني، الذي يتحدثون عنه ( الجوهرة الثمينة ) ويجري التفاخر بإسمه، من خلال تقارير السلطة لبرامج التنمية البشرية، فإنهم ( المسؤلين ) لايثقون به ولايعتمدون عليه ولايتعاملون معه كشريك في السلطة وفي صنع قرارات المجتمع، وماعليه في أوضاع كهذه، إلا أن يؤدي فرض الطاعة والولاء، لكي يقبل به كمواطن .
وبرغم كل ماتحدثوا عنه من إنجازات وطنية، فإنهم لم يستطيعوا أن يمحوا من ذاكرة شعب البحرين الذي ناضل و قدم الشهداء والمنفيين وضحايا التعذيب، من أجل الديمقراطية والحريات، سنوات القهر والبطش والقتل والتشريد والنفي القسري، قبل أن يعتذروا له عن أخطائهم، ويقدموا للضحايا التعويضات المناسبة، ويتخلون عن ماضيهم القمعي، ويوقفون اغراق البلاد بموجات المجنسين، ويعيدون حساباتهم وحسم خياراتهم فقط تجاه التغيير الحقيقي والجوهري، وليس مجرد استخدام مساحيق الترقيع والمظاهر الاعلامية في تمجيد ( إنجازات لم يلمس منها المواطن البحريني سوى القشور ) .