Archive

Bahrain Freedom Movement

مع تصاعد الغضب الشعبي ضد النظام الخليفي الاستبدادي، والتلاحم الوطني الرائع، لم يعد هناك مجال لمجاملة هذا الحكم البائس، بل اصبح من الضرورة بمكان مواصلة تعريته وكشف جرائمه، وتعبئة الرأي العام المحلي لرفض وجوده، بعد ان اثبت خيانته للوطن والمواطنين، والسعي للقضاء على أهل البحرين الاصليين (سنة وشيعة). ان وطنا يتقدم قادته للتضحية والفداء، ويرفضون مصافحة طغاته وجلاديه، ويقابلون جلاديهم بالازدراء، ويصرون على رفع هاماتهم وراء القضبان، لهو رمز للكرامة، وحري بالفداء.

 وان شعبا تتحدى نساؤه وفتياته قمع الجلاوزة وفرق الموت، وترفع هتافاتها بوجه المرتزقة المدججين بالسلاح قائلات “لن نخضع الا لله” لهو قادر على هزيمة اعدائه من الخليفيين واعوانهم من الاجانب والانتهازيين. نقف في تواضع امام شموخ الاستاذ المجاهد حسن مشيمع والشيخ الفاضل محمد حبيب المقداد، لنهتف بحياتهما بأصوات هادرة تنطلق من حناجر آلت ألا تهتف الا للاحرار والمقاومين.

فالنظام الخليفي الذي يتزعمه طغاة لعقوا دماء ابناء البحرين، وبنوا قصورهم على أشلاء شهدائها، لم يعد يستحق البقاء، فلا بد ان يسقط، خصوصا بعد ان اعلن عداءه المكشوف لكل ما هو بحراني وانساني. لا بد ان يسقط هذا النظام، طال الزمن ام قصر. لقد خير شعب البحرين بين امرين: بين العيش مأسورا لدى الطغمة الخليفية خارج أطر اي اتفاق مكتوب بين الطرفين منذ ان الغى الوثيقة الشرعية الوحيدة (دستور 1973) او التمرد عليه والتحرر من براثنه. وها هو يقتاد العلماء والشباب الى زنزانات التعذيب لينكل بهم ويساومهم على حياتهم. وقد فشل جلادوه في سحب كلمة استعطاف واحدة من افواههم، فانكسر كبرياؤه وأصبح اكثر إجراما وحقدا. وما رسالة الاستغاثة التي خرجت من زنزانات التعذيب على لسان اربعة من سجناء الرأي الاحرار، مطالبين العالم بالتدخل لانقاذ حية المواطن البطل، ميثم الشيخ، الا تأكيد على شموخ هؤلاء امام التعذيب، وتمردهم على مباضع الجلادين. ان كلا منهم يتفوق في ارادته وكرامته وعزته وشموخه واصراره وعزمه، تلك الطغمة الحاكمة التي امتلأ قلبها حقدا وغلا للحق والعدل، وللبحرين وأهلها. وبسبب اجرامهم اصبحوا مهووسين بمحاولات الانقلاب ضدهم، فهم يعلمون ان من غير المعقول ان تمر سياساتهم بدون ان يكون هناك من المواطنين من يفكر في مقاومتهم وارغامهم على التقهقر بعد ان تجاوزوا الحدود والاعراف في التعاطي مع اهل البحرين وحقوقهم ووجودهم.

يتساءل البعض: وماذا بعد؟ ما العمل بعد اعتقال الأبطال؟ وما مستقبل العمل الشعبي في ظل نظام قمعي استبدادي؟ وما الموقف المطلوب من المواطنين؟ ان ما يجري ليس جديدا على الساحة البحرانية، فقد اعتاد المواطنون، في ظل النظام الخليفي الجائر، دورات منتظمة من القمع والاضطهاد، واصبحوا يدركون ان اية ابتسامة من كبار مجرميهم تخفي وراءها خطة سوداء حاقدة تستهدف الاحرار والنشطاء وذوي الضمائر الحية. ولطالما حاولات احتواء العناصر الفاعلة في الساحة السياسية، ولكن نجاحاتهم كانت محدودة، لان الأمة لم تعقم، وما تزال أرحام الامهات تلد الابطال، فما ان يسقط مناضل (بالاستشهاد او الوفاة او الانضواء تحت راية الظالمين) حتى يتولد عشرات غيره، يتسابقون لرفع راية الحق والعدل والجهاد والمقاومة. ولذلك نشعر بالطمأنينة ازاء مستقبل الوطن والشعب، طالما بقيت جذوة الثورة مشتعلة في نفوس ابنائه.

ولم نشعر يوما باليأس او القنوط، برغم سياسات التضليل والتشويش الخليفية التي استهدفت القضاء على المعنويات وضرب الطموحات، لاعتقادنا بان وعي الشعب أقوى من ظلمات النظام ودهاليزه المرعبة. ولو تمت المقارنة بين الوضع اليوم وما كان عليه قبل بضع سنوات، لاتضح نجاح المقاومة الباهر في ابقاء الحركة الوطنية الشعبية فاعلة وحاضرة في الميدان، وارغام الحكم الخليفي على الظهور بحقيقته التي يسعى لاخفائها بالمساحيق والادعاءات. لقد مني الطاغية الحالي بهزيمة ماحقة، اذ انتهى مشروعه ومعه مستقبله السياسي بعون الله. فلن ينام الاحرار على ضيم يوما، ولن يخدعوا بالوعود الجوفاء، ولن ترهبهم اساليب بطشه وادوات تعذيبه، فما كيده الا في ضلال، وسوف يلحق بمن سبقه من اسلافه الى الجحيم والسقوط في مزبلة التاريخ. اما الوطن والشعب فسوف يبقيان بعون الله، حتى يرث الله الارض ومن عليها. الطريق الى الصعود يمر عبر الوعي والصمود والتضحيات، ولا يمكن تحقيق الأهداف والآمال بالتمني والخمول والكسل، بل بالكفاح المتواصل والتواصي بالحق والتواصي بالصبر.

نحيي الصامدين في الزنزانات، الذين كسروا كبرياء جلاديهم، واصبحوا هم الذين يستنطقون اولئك العبيد والمرتزقةونهتف بحياة القادة المعتقلين الذين تقدموا الصفوف وفتحوا صدورهم للشهادة، وعاهدوا الله على مقاومة الظلم والاستبداد والانحراف، وعدم الاستسلام للطغاة، او مجاملتهم او مسايرتهم، او الصمت على جرائمهم.نرفع اصواتنا بالدعاء بسقوط العصابة المجرمة التي تصب حممها يوميا على رؤوس اهلنا وابنائنا ونسائينا بدون رحمة او انسانية، لا نخشى احدا الا الله، ولا نطلب العون الا منه، ولا نتوكل على أحد سواه.وننحني اجلالا لكل مواطن يقاوم هذا النظام العفن بكل ما لديه من وسائل، ويستسخف قوانين الظلم والارهاب التي تشرعن التعذيب والقمع، والاعتداء على الحرمات، وتستهدف الدين واهله وعلماءه ومساجده ومنابره.ونشد على ايدي من قرروا مواصلة درب النضال والجهاد، متجاوزين الغوغاء الخليفية والابواق المرتزقة التي باع اصحابها ضمائرهم للشيطان، في مقابل عطايا تزول وحظوات لا تبقى.ونؤكد للعالم ان شعب البحرين سوف يواصل مقاومته لهذا النظام الاستبدادي المقيت الذي قنن الاستبداد والتعذيب، معتقدا ان سياسات التضليل والادعاءات الجوفاء سوف تحميه من غضب ذوي الضمائر الحية داخل البحرين وخارجها.

ونكرر تقديرنا واحترامنا وتقديرنا للشخصيات الوطنية الصامدة التي وقفت مع المظلومين، سواء في داخل البلاد ام خارجها، خصوصا المنظمات الحقوقية والجهات الاسلامية والشخصيات السياسية والدينية الدولية التي عبرت عن دعم شعب البحرين، وطالبت باطلاق سراح القادة وكافة الأسرى الذين يرزحون في الأقبية الخليفية وزنزنات التعذيب بدون قيد او شرط. وندعو الله سبحانه وتعالى ان يثبت خطى المجاهدين، وينصرهم بجنود السماوات والارض، ويهزم أعداءهم الخليفيين، أعداء الانسانية، وأولياء الشيطان، انه سيمع الدعاء، قريب مجيب

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمينحركة احرار البحرين الاسلامية

6 فبراير 2009

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close