Archive
Bahrain Freedom Movement
في الوقت الذي تمر فيه البحرين بأصعب فترة منذ دخولها مرحلة الانفراج الأمني قبل سبع سنوات، تتحرك قوى التخريب و الإرهاب الرسمي من دون قيد أو مساءلة من أحد. المليشيات التي كان بالإمكان أن تزجر و يوضع حد لاعتداءاتها المريعة، عادت من جديد و بصورة أقوى و كأنها تمتلك شرعية القتل و الإرهاب للناس. حتى في الوقت الذي تدعي الحكومة أنها تمر بظرف استثنائي ( الفورملا)
سبع سنوات عجاف و ميلشيات تمتهن حرفة الاغتيال
عباس ميرزا المرشد
” إذا ما فكرت الحركات السياسية في حماية شعبها من بطش الحكومة
فلابد لها أن تتآزر في منع قوى الإرهاب من عملها،
برلمانيا و جماهيريا و إعلاميا و نفسيا. ليقدم النواب الأفاضل أسئلة
و استجوابات محرجة لوزير الداخلية،
و ليخرج الناس في احتجاجات سلمية و لتتحرك القوى السياسية
لتسجيل موقفها الرافض و المتضامن مع الناس ..”
في الوقت الذي تمر فيه البحرين بأصعب فترة منذ دخولها مرحلة الانفراج الأمني قبل سبع سنوات، تتحرك قوى التخريب و الإرهاب الرسمي من دون قيد أو مساءلة من أحد. المليشيات التي كان بالإمكان أن تزجر و يوضع حد لاعتداءاتها المريعة، عادت من جديد و بصورة أقوى و كأنها تمتلك شرعية القتل و الإرهاب للناس. حتى في الوقت الذي تدعي الحكومة أنها تمر بظرف استثنائي ( الفورملا) و لا تحب لأحد أن يعكر صفو السرقات، فهذه المليشيات لا تكترث و تسعى جاهدة لإحداث الفوضى و الرعب في الأسواق و أزقة القرى بسبب و بدون سبب!
مرات عديدة التي أطلقت فيها صيحات التحذير من مغبة السكوت على مثل هذه المليشيات و طرق عملها.
بطبيعة عمل أي مليشيات إرهابية فهي لا تقف عند العنف و سيكون واهما من يتعقد أن العنف هو الحد الأعلى لعمل المليشيات، فخلف العنف الممارس جهرة و علانية هناك خريطة تقسيم المجتمع و تعطيل قواه و تكسير ثوابته. لنكن أكثر صراحة و نلامس حدود عمل المليشيات، لنكتشف أن مقولة مزيدا من العنف يولد عنفا ليست صائبة تماما و لا يمكن أن تطبق في كل الأحوال.فمزيد من العنف في ظل مجتمع يتآكل من الفقر و الحرمان، و في ظل انقسامات سياسية تعصف بنخبه السياسية، قد يولد كراهية و نفورا و حقدا على المليشيات و من يقف من خلفها و من يسمح لها بممارسة عملها، و سيولد أيضا إحباطا و ألما داخليا يدفع بالعديد من الناس إلى مزيد من السكوت و الركون إلى جدار الإحباط و اليأس.
لإسقاط رهانات مزيد من العنف يكفي يحتاج المجتمع إلى أرضية يقف عليها و إلى صلابة في القيادة و داخل النخب السياسية، وإلى إستراتيجية واضحة و تكتيك سياسي مراوغ.و بدون هذه الضمانات فإن مزيدا من العنف يكفي لقتل روح الأمة و إلى شل حركتها.
لا اعتقد أن أحد في كل أطياف الحركة السياسية يقبل بأن تقتل روح الأمة حتى و إن اختلف حول بعض الخطوات و بعض الرؤى، كما لا اعتقد أن مسارا منفردا لوحده قادر على منع هذا الاغتيال الذي يوشك أن يحدث.
الحقيقة التي يجب أن نضعها أمامنا هي أننا مستهدفون جمعيا و لكن بطريقة ذكية و لا تخلو من قذارة سياسية أو ليس المثل الشعبي يقول إذا حلقت لحية جارك فأسكب الماء على لحتيك، فالأطراف التي ترى أنها في مأمن من سطوة الميلشيات و غيرها ستكون غدا هي الفريسة السهلة. لغة التخوين و التسقيط التي انتشرت بسبب و بدون سبب هي واحدة من الحيل الخبيثة التي تقف في الصف الخلفي لعمل الميلشيات كما هي الفتنة الطائفية التي تشعلها هذه الميلشيات بين فترة و أخرى.
إذا ما فكرت الحركات السياسية في حماية شعبها من بطش الحكومة فلابد لها أن تتآزر في منع قوى الإرهاب من عملها برلمانيا و جماهيريا و إعلاميا و نفسيا. ليقدم النواب الأفاضل أسئلة و استجوابات محرجة لوزير الداخلية و ليخرج الناس في احتجاجات سلمية و لتتحرك القوى السياسية لتسجيل موقفها الرافض و المتضامن مع الناس
حقيقة أخرى يجب أن تضيع من بين أيدينا أن حديثنا عن الميلشيات لا ينحصر في فرق الموت و الاغتيال الجسدي، فالميلشيات التي تعمل في الدولة أوسع من هذه الفرق التي هي جناح واحد من عشرات الأجنحة.
إحدى الحكايات المعبرة تقول أن طفلا سأل والده: ما معنى الفساد السياسي فأجابه: لن أخبرك يا بني لأنه صعب عليك في هذا السن ،لكن دعني أقرب لك الموضوع ، أنا اصرف على البيت لذلك فلنطلق علي اسم الرأسمالية و امك تنظم شؤون البيت لذلك سنطلق عليها اسم الحكومة، و انت تحت تصرفها لذلك فسنطلق عليك اسم الشعب، و اخوك الصغير هو أملنا فسنطلق عليه اسم المستقبل، أما الخادمة التي عندنا فهي تعيش من ورائنا فسنطلق عليها اسم القوى الكادحة اذهب يا بني وفكر عساك تصل إلى نتيجة.
و في الليل لم يستطع الطفل أن ينام… فنهض من نومه قلقاً و سمع صوت أخيه الصغير يبكي فذهب إليه فوجده بال في حفاضته، فذهب ليخبر أمه فوجدها غارقة في نوم عميق ولم تستيقظ ، و تعجب أن والده ليس نائما بجوارها. فذهب باحثاً عن أبيه فنظر من ثقب الباب إلى غرفة الخادمة فوجد أبوه معها و في اليوم التالي قال الولد لأبيه: لقد عرفت يا أبي معنى الفساد السياسي فقال الوالد: وماذا عرفت قال الولد: عندما تلهو الرأسمالية بالقوى الكادحة وتكون الحكومة نائمة في سبات عميق يصبح الشعب قلقا تائها مهملاً تماماً و يصبح المستقبل غارقا في القذارة. الحكاية السابقة قد تجسد معنى الفساد بصورة هزلية، لكنها تعكس واقع الحال الذي أصحبت البلاد منذ فترة طويلة تسير فيه