Archive
Bahrain Freedom Movement
عندما تنعقد جلسة التحقيق في جريمة التعذيب الخليفي للبحرانيين بمبنى الكونجرس الامريكي الاسبوع المقبل، سيكون ذلك حدثا غير عادي، وسوف يشعر آل خليفة المجرمون ان لعنة الشعب البحراني تطاردهم في كل مكان. واذا كان فيهم رجل رشيد (وهذا ما نشك فيه) فسوف يدرك ان سياسة القمع والاستبداد لن تحميهم يوما من غضب الشعب، وان دماء الابرياء التي سفكوها سوف تلاحقهم عبر الزمان والمكان.
لقد اعتقدت هذه الطغمة المجرمة ان بامكانها طمس الحقائق عن العالم، وانها قادرة على الغاء اهل البحرين الاصليين (شيعة وسنة( من خريطة الوجود بشكل نهائي، تحت مظلة المشروع السياسي الاجرامي الذي فرضه الطاغية على البلاد والعباد بالحديد والنار تارة والترغيب والافساد وشراء الضمائر والمواقف تارة اخرى. هؤلاء الذين اعمى الشيطان ابصارهم يكفرون بوجود قوانين الهية تسري في المجتمعات والامم، أقوى منهم ومن جبروتهم وطغياتهم وكافة وسائل الظلم والقهر، وانهم، مهما استحوذوا على اسباب القوة، فلن يكونوا بمنأى عن سريانها. فما اعجب هذا الجهل المركب الذي هيمن عليهم فلم يعودوا يبصرون الحقيقة او يعون قوة الوعد الالهي “ان الله يدافع عن الذين آمنوا، ان الله لا يحب كل خوان كفور”، “ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون”.
فبرغم صدور التقارير المتتالية حول جرائمهم، فانهم لم يرعووا يوما. فلقد ختم على قلوبهم وطمست عيونهم، فأصبحوا لا يبصرون، وعميت بصائرهم وانسلخوا من انسانيتهم واصبحوا يتسابقون مع البهائهم في حيوانيتها. فبعد كل ندوة ضدهم او تقرير يفضح جرائمهم، كانوا يمارسون اساليب ثلاثة اعتقدوا انها سوف تغطي الحقيقة وتستر عوراتهم الى الابد. اول هذه الاساليب توجيه اعلامهم الفاشل لشن حملات ضد من يعارضهم من ابناء الشعب، وضد حكومات الدول التي تؤوي الهاربين من ظلمهم وجحيمهم، معتقدين ان ذلك الهجوم الاعلامي سوف يرهب الاحرار واصحاب الضمائر، فهم لا يعرفون ان الاحرار ابطال صامدون لا ينحنون امام الطغاة والمتجبرين والمتفرعنين ثاني هذه الاساليب: اقامة ندوات ولقاءات في المؤسسات التشريعية والاكاديمية الخارجية لتسويق سياساتهم على امل ان يغطي ذلك على الجوانب السوداء من تلك السياسات. فعلوا ذلك في امريكا عندما حركوا سفيرتهم اليهودية مرارا للاتصال بالشخصيات التي ابدت شيئا من التعاطف مع ضحاياهم، وفعلوها في بريطانيا مرارا، عندما اشتروا مواقف بعض اعضاء البرلمان البريطاني وبعض الاعلاميين والحقوقيين، وكان آخر ابواقهم انور عبد الرحمن وثلة العبيد الذين شنوا حملة حاقدة ضد البحرانيين الاسبوع الماضي بالمعهد الملكي للشؤون الخارجية (تشاتام هاوس). ولم يكتفوا بذلك بل أطلقوا مصطلحا يعكس عمق الكراهية والعنصرية في نفوس هؤلاء عندما وصفوا اللاجئين البحرانيين الفارين بحياتهم ودينهم من جحيم الاحتلال الخليفي بانهم “لا يصلحون لشيء Good for nothing”. انه وصف هابط ودنيء لا يتفوه به الا من امتلأ حقدا وانسلخ من انسانيته. فأبناء البحرين ليسوا كذلك، ولن نقبل بان يوصف احد منهم بمثل هذه الاوصاف السخيفة. الثالث: ان المحتلين الخليفيين استطاعوا شراء مواقف بعض البحرانيين وضمائرهم، وأوكلوا اليهم مهمة مسح قاذوراتهم، فأرسلوهم الى الخارج ليتصلوا بذوي الشأن السياسي الاجانب ليقدموا شهادات الزور التي تتزلزل لها السماوات والارضون نظرا لما تحتويه من افتراء على الحقيقة: “ليس عندنا في البحرين تمييز، ليس عندنا في البحرين تعذيب”.
الوقائع المتوفرة تؤكد عددا من الامور: اولها فشل كافة الاساليب التي يمارسها المحتلون الخليفيون لتحريف الحقائق وتضليل الآخرين. ثانيها: عجزها عن مواجهة الغضب الشعبي المتواصل الذي يشهد مصاديقه يوميا في شوارع كرزكان وسترة وبني جمرة و الدراز و ا لديه والمالكية وبقية المناطق، ثالثها: انهم يضيعون اموال الشعب المنهوبة لشراء المواقف والضمائر، ولكنها سرعان ما ترتد عليهم وتزيد فضائحهم لان عملهم ضائع لا محالة كما تقول الآية: “ان الله لا يصلح عمل المفسدين”. رابعا: ان شهادات الزور لا تستطيع قلب الحقائق. فكما ان الافادات المزورة التي أجبر ضحايا التعذيب على توقيعها لم تصمد امام المحاكم الخليفية الصورية نفسها، وسرعان ما سقطت وأرغم القاضي الخليفي على رفض القضية برمتها، فان شهادات الزور التي يقدمها بعض الشيعة الذين باعوا انفسهم للشيطان لا تستطيع قلب الحقائق ابدا. فالوزير الشيعي الذي قال جنيف في 2005 “انا شيعي، وأشهد انه لا يوجد تمييز ضد الشيعة في البحرين” او الوزير الشيعي الذي قال في واشنطن في يوليو 2009 يوليو: “أنا وزير شيعي، ولا يوجد اضطهاد للشيعة في البحرين” أو الوزير الشيعي الذي قال في واشنطن في مارس 2010 بعد صدور تقرير منظمة هيومن رايتس ووج: “انا وزير شيعي، وأشهد انه لا يوجد تعذيب ضد المعتقلين الشيعة”، كل اولئك نطقوا بكلمات لا ترضي الله ورسوله لانها كذب صراح، اطلقها الذين قالوها مع علمهم بكذبها جملة وتفصيلا. وبدلا من ان ندعو عليهم، ندعو الله ان يهديهم ويعيدهم الى سواء الصراط لانهم وقعوا ضحية الشيطان الذي دعاهم لتقديم شهادة الزور فقدموها بدون تردد. “وقال الشيطان لما قضي الامر ان الله وعدكم وعد الحق، ووعدتكم فأخلفتكم، وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتهم لي، فلا تلوموني ولوموا انفسكم”. وقد رأى هؤلاء بأعينهم ما حدث لزميلهم، الوزير الشيعي الثالث الذي استعمله آل خليفة ثم رموه في الزبالة كخرقة بالية، ووجهوا اعلامهم القذر ضده، فما ان كشف علاقته بوزير التعذيب الحالي، وهو من ا لعائلة الخليفية حتى صدر الامر السامي من زعيم المحتلين بمنع اية اشارة اعلامية للقضية برمتها، حفاظا على سمعة وزير التعذيب.
الآن، بدأ الحق يحصحص، وهي عادة الحق دائما، وبدأ الباطل يزهق، وتلك عادة الباطل دائما، وبدأ صوت المظلومين يرتفع، وتلك احدى خصائص اصوات المظلومين التي ترفض التعتيم وتكسر الاغلال وتتمرد على الصمت، وبدأ صوت الظلم والباطل يأفل، وتلك النهاية المحتومة لكل باطل وظلم. فما دام هنالك شباب في الشوارع يهتفون بحياة الشعب، وضد الاحتلال الخليفي وجرائمه، فلن يخذلهم الله. وما دام الظالمون متمادين في غيهم فلن تنالهم رحمة الله ولن تفلح جهودهم لاخماد الحقيقة واستئصال الحق من البلد الطيب. نقول ذلك ونحن على ثقة بما وعد الله عباده المظلومين ان صدقوا في ايمانهم وموقفهم: “انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد”. هذا وعد الله لنا، فأين وعد الطاغية لعبيده؟
اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وتقبل قرابيننا يا رب العالمين
حركة احرار البحرين الاسلامية
23 ابريل 2010