الأرشيف

أين دولة المؤسسات والقانون؟ الجدار العازل مثالاً بقلم:حسين البحراني لقد كشف تعدي أحد أفراد العائلة الخليفية على الملك العام في البحرين متمثلاً في بناءه لسور عازل يصادر حق المواطنين في البحرين من الاستمتاع بجمال شواطئهم،والإبحار فيها لطلب الرزق عن عمق المأساة التي يرزح تحتها مواطنو هذا البلد في ظل عهد من الإقطاع والاستعمار ظل خلاله المواطنون يعيشون في ما يقارب الـ 20% من أراضي البحرين،فيم يمتلك أفراد الأسرة الحاكمة وحتى الأطفال منهم ما تبقى من أراضي البحرين علماً أن هذه الفضيحة التي يمنى بها النظام ليست الأولى والشواهد على ذلك كثيرة. بطل الإقطاع هذه المرة هو نجل الشيخ محمد بن سلمان آل خليفة أخو الأمير الراحل وابن عم الملك الحالي،وقد أخذ هذه العادة إقطاعياً عن إقطاعي وهكذا كان أبوه الذي يرقد في المستشفى ينافس الفقراء حتى في مناطق صيد الأسماك ويغتصب مزارعهم أو يشتريها بثمن بخس مستخدماً بذلك النفوذ والسلطة،ذلك الخليفي الذي لم يترك شبراً في البر أو البحر إلا واستولى عليه،وليس هذا جديداً على آل خليفة الغزاة،فقد جاءوا قراصنة في البحر لا يجيدون سوى النهب والسلب بعيدين عن الحضارة والمدنية وهذا غاية ما يحسنون! المواطنون في البحرين مطالبون أن ينفثوا عنهم غبار الذل والقهر وأن يسترجعوا الأراضي التي وجف عليها النظام بوضع اليد،وما هذه على عينة مما فعله الخليفيون وبين ظهرانينا ما يشيب لهوله الطفل الرضيع. لقد دأب آل خليفة منذ أن وطئت أقدامهم أرض البحرين على اغتصاب الأراضي واستعباد أهلها فيها ومكن لهم بعض ضعاف النفوس من الوسطاء الذين شهدوا الزور وأسهموا بذلك في بيع أرض البحرين لهم دون مقابل حتى صاروا أغنياء على حساب الأجيال القادمة،فبأي إرث نمكن للأجيال القادمة؟ إن الأجيال القادمة سوف تلعننا إن نحن يقينا نائمين عن حقوقهم وإن أغضينا على الذل والهوان،فيجب علينا أن نستحث الخطى ونشحذ الهمم لاسترجاع أرضنا المسلوبة وأن نحارب سياسية التجهيل والتفقير والتهميش. إن الشيخ حمد بن محمد آل خليفة وما يمارسه من اغتصاب للأراضي لا أراه إلا يمارس مهنة الآباء والأجداد غصباً ونهباً وتنفذاً وتسلطاً،وما هو إلا نموذج للواقع الذي يعيشه آل خليفة صغيرهم وكبيرهم فماذا عن سرقات ملك البلاد ورئيس الوزراء وولي العهد؟! ليس من آل خليفة إلا سارق للمال العام،والتاريخ يثبت أنهم حين جاءوا إلى البحرين جاءوها طامعين لسرقة ثرواتها ومقدراتها،ولنا في كتب التاريخ اكبر دليل على ذلك..فهل قرأتم كتاب “القبيلة والدولة في البحرين” الذي تحدث فيه الدكتور فؤاد خوري عن الإقطاع وآلياته وتأريخه،وهو – الإقطاع – وإن اختلفت أساليبه مع تطور الزمن إلا أنه يسير بوتيرة متسارعة وبطرق شيطانية مختلفة. الأدهى والأمر في الأمر أن ساحل المالكية الذي يعتبر الفضيحة الكبرى لقبيلة آل خليفة في الوقت الراهن قد وهب الأمير الراحل جزءاً منه لأمير دولة الكويت،وهل يحتاج أمير الكويت إلى أرض في البحرين لا تعادل مساحتها مساحة مدخل قصر السيف الذي يقيم فيه؟!

إن أموال الأمة ومقدراتها رهن بما يمكن أن تقوم به قوى الشعب المخلصة علماً أن الكثير من الأمور لم تكشف حتى هذه اللحظة،فهناك العديد من ناهبي مقدرات الأمة وثرواتها منهم أمراء ومنهم وزراء خليجيون والله أعلم ماذا يختبئ لأجيالنا القادمة في طي القدر من حرمان وتفقير وإقطاع وسرقة للمال العام – إن كان قد بقي منه شيء يسرق – وإن قوى الشعب المحروم لا بد أن تتحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإلا أصبحت البحرين – في ظل العقلية العشائرية – قاعاً صفصفاً لن يبق منها شبر للأجيال المتعاقبة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق