الأرشيف

Bahrain Freedom Movement

أكد شهود عيان في منتصف ليل يوم أمس خروج آخر مركبات قوات الأمن الخاص من قرية السنابس وهم يطلقون ما بقى بحوزتهم من قنينات الغاز المسيل الدموع على أسطح البيوت وبين الأزقة، في ظل خلو تلك المنطقة من المحتجين في ذلك الوقت. تأتي هذه المسلكية من قوات الأمن الخاصة لإحداث أكبر قدر ممكن من العقاب الجماعي بغية إحداث ردات فعل مجتمعية ضد الاحتجاجات التي اتسمت بها المنطقة مؤخراً.

وقد شهدت منطقة السنابس، يوم أمس وحتى وقت متأخر، حالة من الكرً والفر بين المحتجين وقوات الأمن التي طوقت المنطقة، كعادتها، وأمطرتها بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي الذي تسبب في حالات اختناق وإصابات بالرصاص المطاطي في مناطق مختلفة من الجسم، تم معالجة ما لا يقل عن 7 حالات، في الموقع وأخرى في مستشفى السلمانية، حيث شوهد توافد سيارات الإسعاف للمنطقة بشكل ملفت.

من   جانب آخر، فقد أدى الحصار الذي أقدمت عليه قوات الأمن الى  اعتقال 3 شبان من قرية “جد الحاج” أخذوا من سيارتهم بعد أن أوسعوهم ضرباً بالعصي البلاستيكية والأحذية. وكان الشباب وهم أحمد ميرزا أحمد (22 سنة)، كريم أحمد خميس (20 سنة)، ناصر صالح شريف (19 سنة) ينتظرون طلب العشاء عند أحد مطاعم السنابس، وفوجئوا بأفراد الأمن العسكري يخرجونهم من السيارة عنوة ويضربونهم قبل أن يعتقلوهم، بعد أن اجتاحت قوات الأمن المنطقة حتى وصلت أوسطها. وقد أقر النائب العام حبسهم عشرة أيام   على ذمة التحقيق، بتهم لم تتضح بعد. 

وكانت السنابس معقل الاحتجاج الذي شمل مناطق مختلفة- بدرجات متفاوتة- شملت الديه، و النعيم، والمالكية وكرزكان، والمنامة. وجاءت الاحتجاجات بعد أن قامت المئات من قوات الأمن في حوالي الساعة الثانية من بعد ظهر أمس باحتلال الساحة المجاورة لجامع رأس الرمان بالعاصمة المنامة وهو موقع انطلاق مسيرة حقوقية دعت لها 15 شخصية بحرينية (نشطاء حقوقيون وسياسيون وعلماء دين). وقد تواجدت أعداد كثيفة من قوات الأمن المسلحة في مناطق مختلفة من العاصمة المنامة بهدف منع التجمع وانطلاق المسيرة التي أتخذ القائمون عليها جميع متطلبات الأخطار المتعارف عليه والإشعار القانوني، إلا إن السلطات البحرينية قررت أن تمنع المسيرة بدعوى تزامنها مع فعاليات الفورميلا-1 التي تجري في البحرين في الفترة 13-15 أبريل الحالي.  

وفي حوالي الساعة الثالثة والنصف عصراً، وقت انطلاق المسيرة، قامت القوات الخاصة بإغلاق كل الطرق المؤدية لمكان انطلاق المسيرة، وشهد الوضع توتراً أمنياً قامت على أثره القوات باجتياح المنطقة المجاورة، حيث تواجد بعض المشاركين في المسيرة، وأطلقت الغاز المسيل للدموع. وكان لذلك الفعل أن بدأت المواجهات بين الطرفين وتمت ملاحقة المحتجين بمساعدة الطائرة العمودية التي كانت تحلق على ارتفاع منخفض، لملاحظة أماكن التجمعات ومواضع تصاعد الدخان في حاويات القمامة التي انتشرت في مواقع مختلفة امتدت من رأس الرمان في العاصمة مروراً بالنعيم، ثم الديه والسنابس التي استمرت فيها المناوشات حتى منتصف الليل. وقد تزامن ذلك مواجهات في مناطق أخرى شملت طشان وبلاد القديم وكرزكان والمالكية.  

وقد كان نتيجة تلك الملاحقات والمواجهات اعتقال محمد عاشور (29 سنة) من قرية كرزكان- جنوب غرب البحرين، حيث شوهد وهو يواجه الجدار بالقرب من جامع رأس الرمان، وهو يتعرض للضرب من قبل قوات الأمن الخاصة، ولا يعرف مصيره حتى صدور هذا البيان.  

من جانب آخر، فقد شهد عصر اليوم احتشاد قوات الأمن البحرينية الخاصة بكثافة عند مداخل كل من قريتي دمستان، وكرزكان وذلك لمنع انطلاق ماراثون “المطالبة بالحقوق الاقتصادية” الذ ي دعت اللجنة المشتركة الممثلة للجنة العاطلين، لجنة السكن الملائم، لجنة المطالبة بتحسين المعيشة، مركز البحرين لحقوق الإنسان، جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان . وكانت السلطات الأمنية البحرينية قد رفضت السماح للماراثون بالانطلاق بالرغم من تقديم القائمين عليه للإشعار الخطي بطريق سير الماراثون وأهدافه . وكانت قوات الأمن تحقق من هوية الداخلين للمنطقة وتمنع دخول غيرهم لها، إلا أن القائمين على الفعالية والمناصرين لهم قد نجحوا في اختراق الحواجز البشرية المزودة بأسلحة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع واحتشدوا في قرية دمستان، محل الانطلاق. وقد دشن المنظمون الفعالية، حيث اضطروا لتغيير سير الماراثون ليتخذ من الأزقة والطرق الزراعية   الجانبية بديلاً عن الخط المتفق عليه في غياب قوات الأمن، وذلك تحاشياً للاصطدام معهم، وقد تمكنوا من العبور للقرى المجاورة حتى أنهوا الماراثون.  

إلا إن محتجين في القرية المجاورة “المالكية” شهدت احتجاجات على تواجد قوات الأمن ومنعها للماراثون، وأشعلوا حاوية القمامة واطارات السيارات ووضعوها في منتصف الطريق، مما اضطر القوات الخاصة لحضور الموقع والهجوم على القرية بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على جميع المتواجدين في السوق الشعبية لقرية المالكية، وقد استمر ذلك الوضع حتى غروب الشمس. تجدر الإشارة الى أن ال الجهات الخمس الداعية للماراثون   قد أعلنت عن برنامج إعلامي رياضي “ماراثون” في مناطق مختلفة في البحرين، لتوعية الجمهور وأفردا المجتمع بأهمية الحقوق الاقتصادية لهم.

ويشهد يوم غد محاكمة المعتقلين تم حبسهم، منذ بدايات الأسبوع الرابع من فبراير الماضي، إثر احتجاجات في منطقة بني جمرة، بتهم التجمهر والشغب، حسب المواد 178 و179 من قانون العقوبات، وهم جعفر فردان سلمان يوسف (23 سنة) من قرية كرانة و رضي علي رضي (22 سنة) من قرية أبو صيبع وجاسم جعفر مدن (25 سنة) من مدينة حمد. أما معتقلوا قرية كرباباد الثلاثة- سيد علي سيد أكبر(20 سنة)، وصادق جعفر كاظم (21سنة)، محمود علي مهدي (22 سنة) فقد تم إطلاق سراحها يوم الاثنين 9 أبريل 2007م، بكفالة قدرها 500 دينار لكل واحد منهم وتم تأجيل محاكمتهم ليوم الثلاثاء الموافق 24 أبريل الحالي.  في نفس الإطار، قامت السلطات الأمنية البحرينية بتحديد 18 من أبريل لمحاكمة أحداث (معظمهم منتظمون في الدراسة) – لا يتجاوز عمرهم 17 سنة- أفرج عنهم سابقاً بعد أسبوعين من اعتقالهم بسبب تواجدهم بالقرب من أماكن أنشطة احتجاجية جرت في الفترة السابقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق