Bahrain Freedom Movement

لوقت متأخر من يوم أمس، تواصلت الإحتجاجات الشعبية التي عبرت عن نفسها من خلال إشعال النار في إطارات السيارات وحاويات القمامة ووضعها في وسط الشارع وإحداث تعطيل في حركة السيارات. وقابلها من جانب آخر، حصار واغراق المناطق المحتجة بكميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، تبعتها مداهمات وضرب مبرح وعشوائي نتج عنه اعتقال “16” شاب متواجدين قرب أو في مناطق الإحتجاج – كما اعلنت وزارة الداخلية البحرينية على صفحات جرائد اليوم.

تأتي الإحتجاجات على إثر الإعتقالات الأخيرة في توبلي وبني جمرة وأبوصيبع، والتي جاءت على خلفية استمرار حبس سجناء التعبير والمطبوعات الدكتور محمد سعيد السهلاوي وحسين عبدالعزيز الحبشي الذي حكما بالسجن في 31 يناير الماضي لحيازتهما مطبوعات تدعو لمقاطعة الإنتخابات السابقة. 

وقد بدأت الإحتجاجات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين عصر أمس في منطقة السنابس من خلال مسيرة جابت طرق القرية الى أن وصلت الى الشارع الرئيس المؤدي لها والمعروف بشارع “البديع”. ولم تشهد تلك المسيرة أي مواجهات حيث لم يتواجد أي من قوات الأمنية البحرينية في موقع الحدث. وفي المساء تم إعاقة الشارع الذي يسمح لحركة المركبات الخارجة من منطقة السيف بجانب قرية كرباباد، وبالقرب من مدخل مجمع السيف التجاري وهو من أكثر المناطق حيوية في البحرين. وقد تبع ذلك هجوم واعتداء على المتواجدين في شوارع قرية كرباباد من قبل أعداد كبيرة من رجال أمن ملثمين بلباس مدني، استخدموا الهراوات وأدوات حادة في اعتداءاتهم واعتقلوا شباناً- بينهم حدث لا يتجاوز عمره 15 سنة- بعد أن أوسعوهم بالضرب المبرح وأسالوا منهم الدماء، ونقلوهم لمركز شرطة الحورة في العاصمة المنامة. وقد عرف من بين المعقتلين من منطقة كرباباد: أحمد علي الدقاق (14سنة)، سيد علي سيد أكبر (20سنة)، صادق جعفر كاظم (21سنة)،  محمود علي مهدي (22 سنة).
 
بعد ذلك اشتعلت الإحتجاجات لوقت متأخر من مساء الأمس، في مناطق سترة، والسنابس، والديه، وكرانة والزنج، حيث شوهدت أعمدة الدخان الأسود نتيجة حرق الإطارات في تلك المناطق، وسمع دوي إنفجار اسطوانات الغاز في تلك المناطق. وقد قابلت القوات الخاصة تلك الإحتجاجات بمحاصرة تلك المناطق وإغراقها بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي، ثم الإجتياح والإعتقال العشوائي. وقد عرف من بين المعتقلين: من منطقة الــدراز- محمد يوسف زايد (27 سنة)، من منطقة السنابس :احمد جميل عبد الله رضي (19سنة)، من منطقة الديه: جعفر سعيد الجزيري (15 سنة)، فاضل عباس مشيمع (15سنة). وقد تعرض أولئك الشباب للضرب المبرح حتى سالت دمائهم قبل أن ينقلوا لمراكز اعتقال في البديع، ومدينة عيسى.
وبسبب هذه الإعتقالات، إنطلقت عدة دعوات لإعتصامات إحتجاجية أخرى في مناطق مختلفة منها سار، أبو صيبع، كرانة، السنابس وبني جمرة، ومن المتوقع أن يشهد الوضع مزيد من التوتر والإحتجاجات، مما ينذر بموجات عنف وعنف مضاد. تجدر الإشارة الى أن الأحداث الأخيرة شهت تصعيداً شديداً وعنيفاً من قبل قوات الامن البحرينية في مواجهة التحركات الإحتجاجية السلمية المختلفة والمتعلقة بحقوق الإنسان والحريات العامة. وقد نتج عن ذلك، إضافة للإعتقالات المذكورة، عدة إصابات تم توثيق بعضهما كما حدث من إعتداء على المواطن سعيد ابراهيم (32 سنة) من قرية “مروزان”- وهي قرية صغيرة تقع غرب قرية السنابس الواقعة 2 كيلومتر غرب العاصمة المنامة، وغيرها لم يتم توثيقه خوفاً من أعتقال من يتم ذكر إسمه، ومنهم المواطن (أ.أ.) الذي لازال يرقد في احد المستشفيات لتعرضه لرصاص مطاطي، اصطدم بالجدار وارتد ليصيبه بالقرب من عينه، في احد الاشتبكات التي حصلت مؤخرا في بني جمرة.
أما فيما يخص سجيني التعبير والمطبوعات- محمد سعيد السهلاوي وحسين عبدالعزيز الحبشي، فقد تحدد 1 مارس 2007م موعد جلسة إستئناف الحكم الذي صدر بحقهما في 31 يناير الماضي والقاضي بسجن مع النفاذ للأول سنة كاملة و6 شهورللثاني. قد طالبت منظمات ومؤسسات دولية معروفة بضرورة الإفراج عنهما دون قيد أو شرط، في مقدمتها منظمة “هيومان رايتس وتش” كما ناشدت 49 منظمة حقوقية السلطات البحرينية بالإفراج عن السجينين واعتبرت ما قاما به، من نسخ لمطبوعة رأي، لا يخالف القوانين والأعراف والمواثيق.
23 فبراير 2007م

الساعة:2 ظهراً (التوقيت المحلي)