الأرشيف

البحرين

البحرين .. ” الهجرة والجوازات ولونها الطائفي في قفص الاتهام ! “

الأستاذ : محمد خليل البحراني

    دائرة الهجرة والجوازات من الدوائر الرئيسية والإستراتيجية في البحرين والتي تلعب دورا ً بارزا ً في حياة الناس ومستقبلهم وتتسارع إيقاعاتها في الجوانب العديدة والمختلفة من شئون المجتمع تاركة بصماتها ( سلبـــــا ً وإيجابا ً ) على كيانات – وليس مؤسسات – المجتمع المدني والسياسي في البحرين . وتأتي أهمية هذه الدائرة كونها الماسكة بخيوط ” اللعبة ” في التوازن السكاني والطائفي والعرقي في بلد بحجم البحرين . وقد أولت ” القيادة السياسية ” في البحرين اهتماما ً غير عادي بمسألة ” التجنيس” وفتح المواطنة البحرينية لمن يحيا ويعيش على أرض البحرين ، عبر الدائرة المذكورة وبضوابط ومقاييس أقل ما يقال عنها طائفية وعرقية وقبلية . وبعكس البلدان المتقدمة والمجتمعات المدنية الحضارية التي تأخذ من ” مادة التجنيس ” وسيلة لتعزيز حرية الحركة في الحل والترحال ولإسعاد الناس وإشعارهم بالكرامة الوطنية .. فإن حكومة البحرين اتخذتها ( شعارا ً ) لتذل به مواطنين وتهين به كرامتهم وتمسح به هويتهم وتنتهك به – أخيرا ً – حقوقهم .. العصبية القبلية والمصالح الفئوية والدوافع الطائفية كل هذه العناصر الفتاكة تأخذ مأخذها في تصنيف المجتمع البحريني وتحويله إلى طبقات ودرجات واطية وعالية ، نقية وملوثة ، فوقي ودوني ! ، تقسمها ظاهرة الولاءات القبلية والطائفية إلى مواطنين بالولادة والسلالة والمادة الرابعة والسابقة وأعلى العليين ! – كما عرفنا وتعودنا عليها في السابق – ! .. أما اليوم وفي الوقت الحاضر فإن معالم دائرة الهجرة والجوازات وكذلك التجنيس غدت تشكل ذلك الكابوس الذي يجثم بكل ثقله المقيت والنتن على حياة المواطنين البحرينيين بمختلف إنتماءاتهم وأعراقهم وخاصة الشيعة منهم .. وقد استغلت – ومازالت – عناصر الحرس القديم نفوذها القوي في هذه الدائرة وعبر تركيبتها الطائفية البغيضة وبرضى الحرس الجديد ، لتمارس تلك الضغوطات والمضايقات السابقة في العهد ” الديمقراطي ” الجديد على أكثر المواطنين والعائدين وخاصة الشيعة .. ومازالت عناصر هذه الدائرة من المنتسبين للحرس القديم تعرقل وبقوة وبشتى الحجج والممارسات البيروقراطية الكريهة معاملات الطالبين لجوازات السفر وتشدد العرقلة والتباطؤ عندما يكون صاحب الطلب سياسيا ً عائدا ً أو ( عجميا ً شيعيا ً ) لم يعرف غير البحرين وطنا ً … وفيها يستمر تجنيس الآلاف من اليمنيين القادمين من السعودية وبوتيرة متسارعة ويسر دون أن يواجه متقدميه روتين البيروقراطية الإدارية بل وحتى استفسارات الأولوية حول متطلبات التجنيس ويجد أمامه قائمة طويلة بلا نهاية من الأسماء ( اليمنية ) والمعدة سلفا ً والقادمة من الجهات المختصة العليا وهي جاهزة بين يديه يتفقدها بروح وطنية بحرينية !! يتأهل – أو تأهل – لدخول ” نادي المواطنة ” رغما ً عن أنف الآلاف من ( البدون ) الذين تجاوزت فترة مائة عام من العزلة على بدونيتهم ! وهم يتجرعون كأس المرارة والإهمال .. يبقى فتيل الأزمة قائما ً ويبقى الانقسام والتباعد يشكلان ” السمة ” البارزة والحاضرة في ميدان التطبيق وعلى صعيد الممارسة والسلوك وفي علاقة مؤسسات الدولة مع الشريحة الواسعة من المواطنين .. ويتساءل الكثير من المواطنين البحرينيين وخاصة تلك الشريحة التي عانت الأمرّين من سياسة التهميش والإهمال وهضم الحقوق والتمييز الطائفي ، ماذا جنينا من التصويت على الميثاق الوطني ؟ .. وهل صوتنا كي تقدم لنا الصحافة فقط ” المعسول من الكلام ” حول الديموقراطية وتسبّر غورها .. ولتسدل الستار ، على الاستحقاقات الأخرى المطلوبة وتلهينا عن واقع التخلف وحجم المأساة الذي يخيم بظلاله علينا ؟ . ولماذا تترك ” الحكومة ” مصائر الناس بيد ” دائرة ” طائفية تضيع في طياتها مقاييس القيم ومبادئ العدل .. وتتلون بلون طائفي واحد وواضح ؛ يشمئز منه معظم المواطنين البحرينيين ؟ . ولماذا تلعب الأهواء والمصالح الفئوية والقبلية في مثل هذه الأمور والقضايا الحساسة ؟ . تظل المسافة طويلة وبعيدة للإجابة على مثل هذه الأسئلة وتحقيق طموحاتنا .. وأمامنا الكثير الكثير من العقبات والصعوبات وهي جمة كي نتخطاها ونصل إلى المقام الذي يشفي غليلنا ويزيل عن صدورنا تراكمات الماضي السيئة ، تلك التراكمات التي مازال المجتمع البحريني وبالذات الشيعة يعانون منها ويئنون تحت وطأتها …. وعلى الحكومة أن تفكر بجدية وشفافية في حل هذه الإشكالية وتضع حلولا ً جذرية تتحطم على صخرتها العنجهية الباطلة وتزيل من على طريقها فوارق الخطوط الحمراء ! وأخرى بيضاء ! من المنامة – البحرين – محمد خليل البحراني 30—6—2001

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

إغلاق