Archive

Bahrain Freedom Movement

بجامع الحياك (المحرق) بتاريخ 20 شعبان 1429هج الموافق لـ: 22-8-2008م بسم الله الرحمن الرحيم الخطبة الثانية: هنا بعض الموضوعات المهمة أتعرض لها في هذه الخطبة بما يتناسب والوقت: أولاً: الحلول الجزئية لن تنفع:

الحلول الجزئية لن تنفع ولن توصل هذا البلد إلى ساحل الأمان, الإفراج عن مجموعة من الأبرياء من السجن لا يمثل حلاً جذرياً لمأساة هذا الوطن, تخرج طائفة من المؤمنين وتودع أخرى, ثم تخرج هذه الطائفة وتودّع أخرى, إنَّ ما يجري لا يلامس الحل الجذري الصحيح لمأساة هذا الوطن, وإذا كان هناك صدق, وكانت هناك نوايا حسنة, فليُنظَر إلى المأساة التي تجعل من هذا البلد بلداً غير آمن وغير مستقر, عندنا مجموعة من القضايا العالقة, إذا لم ننظر إليها بموضوعية، ولم نسعَ لحلحلتها، وإيجاد الحلول المناسبة لها فإن وضع هذا البلد سوف يبقى يراوح مكانه.

ثانياً: القانون العادل ضمانة الاستقرار والازدهار:

القانون العادل مسألة ضرورية يجب التوافق عليها، أما القانون المفروض، أما القانون الذي يصبُّ دائماً في مصالح أناس معينين في هذا البلد، هذا قانون ظالم، هذا قانون لا اعتبار له؛ لأن القوانين إنما تأخذ اعتباراها وتتصف بالشرعية بعد التوافق والتعاقد أما القوانين التي تفرض بالقهر فإنها ليست شرعية.
ثالثاً: ضرورة التوزيع العادل للثروة:
عندنا مسألة التوزيع العادل والصحيح لمقدرات وثروات هذا البلد، الآن مجموعة من الناس وضعت اليد على ثروات هذا البلد، تقطّر في حلوق الفقراء والمساكين بحسب مصالحها, تعطي متى شاءت وبمقدار وتمنع حيث شاءت, والبلد للجميع وخيراته للجميع.
ما المقصود من هذا؟ وماذا يريد البعض من وضعه اليد على ثروات هذا البلد؟
الآن تعلمون بما يعاني منه الكثير من أبناء هذا الوطن من حرمان، وما يجري عليهم من حيف وظلم حتى طال الظلم والحرمان مساحة الضرورات المعيشية. المواطن بحاجة إلى سكن لائق، بدأت المراهنات على القضايا الضرورية، أراضي شاسعة وضعوا اليد عليها، حرموا منها الناس ثم يتكلمون عن المواطنة والوطنية، واللحمة الوطنية، والشعب وعادات أهل البحرين!!
لو كان المال لكم لكان مقتضى الإنصاف ومقتضى الإحسان ومقتضى الإيثار أن لا تفعلوا به ما تفعلون من إفساد. لو كان المال لكم لكان الإنصاف يقتضي أن تعطوا المحرومين والفقراء وأبناء هذا الشعب من أموالكم؛ لأنهم يعيشون معكم على أرض واحدة، ومصيركم واحد، وبينكم لحمة وبينكم تعايش.
أقول: لو كان المال لكم لكان مقتضى الإنصاف أن تعطوا، وأن توزِّعوا، وأن يصل إلى المحرومين من هذا المال شيء, كيف والمال مال الله, جعله للجميع؟! أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) يقول:
أما بعد فإن حقا على الوالي أن لا يغيره على رعيته فضل ناله” هذا إذا كان المال ماله, ومن أمواله الخاصة “حقا على الوالي أن لا يغيره على رعيته فضل ناله ولا طَوْل خُصَّ به، وأن يزيده ما قسم الله له من نعمه دنواً من عباده وعطفاً على أخوانه“, هذا إذا كان المال مالكم. والحال أن المال ليس مالكم، والناس يشاركونكم فيه, وقد وضعتم اليد عليه، فلل عمارات، قصور، ومجمعات يستثمرها البعض منكم.
من المؤسف أن يعتقد البعض بأن هذا الشعب شعب مغفل! كيف لنا أن نوفِّق بين المقال والحال؟! بين القول والعمل؟! تتحدثون عن عدل، وعن إنصاف، وعن مجتمع الأسرة الواحدة، وعن اللحمة الوطنية، عن التعايش، وعن نبذ الطائفية لكن العمل والممارسة العملية يميل بكم إلى جهة أخرى مباينة لما تقولون!
ويقول أمير المؤمنين(صلوات الله وسلامه عليه) أيضاً : ” وأن لك في هذه الصدقة نصيبا “.
الصدقة وأموال الخراج في المصطلح الفقهي هي من الأموال العامة, من أموال الأمة، وبيت المال إنما هو لعامة المسلمين. أمير المؤمنين يقول لمن يجمع الصدقات، وللوالي عليها، ومَن يجمع الخراج يقول:
لك سهم ونصيب، ولكن عليك بأن تلتفت إلى أن معك شركاء من الفقراء والمحرومين وليس هذا المال كله يعود إليك: ” وإن لك في هذه الصدقة نصيبا مفروضا وحقا معلوما وشركاء أهل مسكنة” معك شركاء في هذا المال وضعفاء ذوي فاقة, ووظيفتك هي أن تمارس التوزيع العادل للمال وللثروة.
هذه قضية إذا لم تحل لا يمكن أن يكتب لهذا البلد الأمن والاستقرار, هم يريدون أمناً واستقراراً على حساب أبناء الوطن الذي يؤمن مصالحهم الأمن والاستقرار، الذي يحمي دولتهم ويعزز من شوكتهم، أما هذا الفقير المسكين فليشرب ماء البحر، وكفاه أن يسمع الكلام الجميل العذب الذي يتحدث عن مجمع الأسرة الواحدة، والذي يتحدث عن اللحمة الوطنية، والذي يتحدث عن الولاء للوطن، والذي يتحدث عن تكافؤ الفرص، والذي يتحدث عن أن المجتمع للجميع، فلا نصيب لك ـ أيها المواطن ـ إلا الكلام المعسول والكلام الجميل أما الثروة فهي لنا نتصرف فيها كما نشاء.
رابعاً: ضرورة ترك الحالة العدائية ضد الشعب:
وثالثا من القضايا الهامة التي ينبغي حلحلتها أن يترك البعض حالة العداء والاستهداف الذي يمارسه, بالله عليكم بماذا تفسرون لنا هذا التجنيس؟؟! بماذا تفسرونه؟؟ الله (سبحانه وتعالى) يتحدث عن طائفة من الناس ينفقون المال ثم تكون عليهم حسرة, ينفقون المال إضراراً بهذا الدين إضراراً بالمؤمنين ثم يكون المال عليهم حسرة, أسأل الله (سبحانه وتعالى) أن ينقلب السحر على الساحر، أن يحيق المكر السيئ بأهله، ولقد رأيتم كيف أن ذلك الخبير الذي جلبوه من خارج البلاد وجنسوه، ومكنوه وأطلعوه على أسرارهم، ووقف على بعض مخططاتهم، وصرفوا عليه الآلاف من الدنانير، كيف أنه رجع عليهم وفضحهم؟
فأسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يعود هذا التجنيس الذي قصد به الإضرار بنا، والذي يمثل حالة عدائية ضدنا أسأل الله (سبحانه وتعالى) أن يعود عليهم هذا التجنيس بالويل والخسران والندم إنه سميع الدعاء.
اللهم صلى على محمد وآله محمد اللهم اغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا اللهم كف عنا أعداءنا واشغلهم عن أذانا اللهم أظهر كلمة الحق وجعلها العليا وأدحض كلمة الباطل واجعلها السفلى اللهم صلى على محمد وآله محمد واجعل عواقب أمورنا إلى خير.

Show More

Related Articles

This website uses cookies. By continuing to use this site, you accept our use of cookies. 

Close